> فتيات:السجائر ذات النكهات المتعددة بديل مناسب للشيشة
> علماء النفس: شكل هذه السجائر ورائحتها تحبب المراهقين في الإدمان عليها
بنكهة التفاح والفراولة وكذلك العنب بالإضافة إلى شكلها الجميل وسعرها الزهيد تتميز بعض السجائر المهربة عن غيرها مما أهلها لتلقى رواجاٍ كبيراٍ في الأوساط الشبابية أبرزهم من المراهقين والفتيات الذين وجدوا بهذه السجائر البديل المناسب للشيشة … أما عن كيفية الحصول عليها فلا داعي للتعب فهي متوفرة عند أصحا ب العربيات وتباع في وضح النهار دون الخوف من كونها مهربة.
الجريمة في هذه القضية أن المتعاطين لها من الشباب ولها تأثيرات خطيرة على الصحة وربما الإصابة بأخطر الأمراض.. وللتعرف أكثر على هذه المشكلة وأسبابها ومخاطرها نتابع التفاصيل في ثنايا هذا التحقيق.
فاتن طالبة في إحدى الجامعات الخاصة تخصص لغات تفضل السجائر على الشيشة فالشيشة على حد قولها لا تستطيع أن تأخذها معها إلى كل مكان بالإضافة إلى تجهيزها والسعر المرتفع للمعسل الذي يوضع عليها أما السجائر المهربة ذات النكهات المتعددة فهي رخيصة الثمن ويبلغ سعر العلبة الواحدة مائة ريال ويوجد بداخله عشرون حبة كما أن شكلها جميل وجذاب وسجائرها ذات مظهر أنيق ورائحة مشابهة لرائحة الشيشة ولها عدة نكهات متنوعة هكذا استمرت فاتن تصف عملية استبدالها السجائر بدلاٍ عن الشيشة دون الالتفات إلى أضرارها الصحية على الجسد ومساعدتها على ظهور الشيخوخة المبكرة وغير مبالية لما سيقوله الغير عنها كونها فتاة مدخنة فهي ترى أن التدخين حرية شخصية لا يحق لأي أحد أن يتدخل فيها. وأضافت: أنا لست الفتاة الوحيدة التي تدخن فغيري الكثير ولكنهم لا يملكون الجرأة للحديث أمام الجميع ويفضلن أن يتخفين خوفاٍ من كلام الناس عليهن وتعليقاتهم المستمرة والناقدة لكل ما تفعله الفتاة
(مراهقون )
أحمد- طالب في الصف التاسع- لا يرى أي مشكلة في تعاطيه مع مثل هذه السجائر فهي صغيرة ورائحتها زكية ويتناولها لمجرد التسلية لا أكثر ولا أقل وغير مبال من تحول هذه التسلية إلى إدمان بعدها يصعب عليه تركها والتوقف عن شرائها وتحول هذه الممارسات والسلوكيات الخاطئة إلى إدمان خاصة وانه هو وغيره من المراهقين يستسهلون تعاطيها
يبدو أن هذا الرأي ليس محصوراٍ على أحمد فقط فها هو توفيق مراهق آخر يرى أن هذه السجائر مختلفة تماماٍ عن السجائر الأخرى رائحتها كريهة ومرتفعة الثمن بعكس السجائر المهربة ذات النكهات والروائح المختلفة كالفراولة والعنب والتفاح وشكلها لا يشبه السجائر العادية وهي ممتعة من وجهة نظره ويستطيع التوقف عن شربها متى ما أراد
(طلاب المدارس)
ماجد مدرس في إحدى المدارس الخاصة بأمانة العاصمة يقول: ان هذه السجائر منتشرة بشكل يدعو للقلق خاصة وأنها مهربة ولم توافق على دخولها البلاد أي جهة رسمية مما يعني أنها بدون مقاييس الجودة ويؤكد أنه شاهد الطلاب سواء في المرحلة الإعدادية أو الثانوية يدخنونها في فناء المدرسة أكثر من مرة خلال العام الدراسي الماضي وقد قام بدوره بمعاقبهم وتوبيخهم ولكنهم لم يمتنعوا عن تعاطيها فاضطر إلى إخبار مديره المدرسة التي ما إن سمعت بهذا الخبر حتى استدعت الطلاب لمعرفة حقيقة ما سمعت فاعترف واحد منهم بأن من يقوم بشراء هذه السجائر وتوزيعها عليهم هو فواز الذي يدرس معهم في نفس الصف استدعت مديرة المدرسة والده فواز وأخبرتها أن ولدها يقوم بتعليم زملائه شرب السجائر حينها أنكرت الوالدة هذا الكلام وصرخت متهمة الأستاذ ماجد ومديرة المدرسة بالكذب ولكن بعد أن رأت علبه السجائر التي كانت بحقيبة فواز تفاجأت من كونها علبة سجائر وقالت إنها رأتها ذات يوم بين دفاتر ولدها وضنت بأنها علبة لبان وأعادتها إلى مكانها ولم تكن تعرف الأم حينها أنها علبة سجائر مهربة بنكة العنب
(سجائر رديئة )
سجائر رديئة هذا ما قاله وسام وجدي فهو كما يقول يدخن منذ خمس سنوات وقد قام بتجربة هذه السجائر بعد أن أخذ واحدة من صديقه في الجامعة فرماها على الفور حينما أحس بحرقة في لسانه وطعم لم يعجبه هو وزميله الذي أعجب بشكلها ورائحتها التي تشبه الشيشة وبعدها أخبرته أن هذه السجائر بدأت تلقى رواجاٍ كبيراٍ بين المراهقين والفتيات فقال لي: هذا أمرَ طبيعي فهم على حد قوله لا يعرفون أن هذه السجائر رديئة لكونهم غير مدمنين على التدخين منذ زمن لذا لا يستطيعون التمييز إن كانت جيدة أم لا
وحذر وسام هؤلاء الشباب من شرب هذه السجائر وأن لا يغتروا برائحتها وشكلها فهي مضرة أكثر من السجائر المصنعة محلياٍ واعتبر أن السجائر رخيصة الثمن هي بداية الإدمان فقد تعلم التدخين خلال دراسته الثانوية من خلال السجائر المهربة رخيصة الثمن ليشتري هو وثلاثة من زملائه كل يوم علبة واحدة وكانوا يتقاسمون أيام الشراء حتى أصبحوا جميعاٍ مدمنين على التدخين إلى يومنا هذا
زبائنها الطلاب
يبدو أن إمكانية الحصول على مثل هذه السجائر سهلة هذا ما أكده محمد صاحب عربية لبيع السجائر بشارع بغداد في أمانة العاصمة بعد أن سألته عن مصدر حصوله على تلك السجائر المهربة فأجاب بكل بساطة من التاجر وأما عن زبائن هذه السجائر فيؤكد لنا محمد أن غالبيتهم من المراهقين وخاصة من طلاب المدارس الذين يأتون غالباٍ لشراء تلك السجائر بنكهاتها المختلفة ويعلل محمد سبب هذا الإقبال من المراهقين لشراء هذه السجائر بسعرها الرخيص الذي لا يتجاوز المائة ريال ولا يرى أي سبب آخر يدفع الطلاب والمراهقين إلى شرائها باستثناء شكلها ورائحتها الجذابة.
أما عامر بائع آخر لمثل هذه السجائر في شارع حدة فيقول إنه غالباٍ ما يتوجه إلى المتنزهات والأماكن العامة لبيع هذه السجائر وذلك لوجود الشباب الذي يشتروها بكثرة ليتباهوا بشكلها الغريب أمام الغير وهذا ما يحفز الشباب لشرائها من ثم الإدمان عليها خاصة من قبل المراهقين الذين يحاولون التفاخر بها داخل الحدائق والمتنزهات
إقبال من النساء
شكلها الجميل وسعرها الزهيد هو ما يدفع الكثير إلى شراء هذه السجائر هذا ما قاله إسماعيل صاحب إحدى البقالات ولم يخف إسماعيل دهشته من الإقبال المتزايد عليها خاصة من قبل المرهقين الذين يقومون بشرائها بصورة متزايدة حيث يبلغ أعمار غالبيتهم بين الرابعة عشرة والتاسعة عشرة عاماٍ بالإضافة إلى النساء الذي لم يتعود منهن على شراء هذه السجائر فهن كما يقول يقبلن في الفترة الأخيرة إلى البقالة لشراء مثل هذه السجائر وطلب نكهات معينة كالعنب والتفاح الذي يلاقي رواجاٍ كبيراٍ في الأوساط النسائية أما صغار السن من الشباب فهم يقومون بشراء كافة النكهات ولا يعلم اسماعيل سبب شرائهم لتلك السجائر ويقول ربما حب التجربة والتفاخر هو ما يدفعهم لذلك
تهرب وتهريب
رفض غالبية تجار الجملة الحديث عن مصدر هذه السجائر وعن كيفية الحصول عليها وفشلت كل محاولاتي في إقناعهم بالحديث لذا توجهت بالسؤال للعاملين في محال الجملة وبعد أن رفض غالبيتهم تحدث إلى احد الشباب العاملين في تحميل البضائع لدي احد التجار شريطة أن لا اذكر اسمه أو حتى الحروف الأولى منها لخوفه من أن يفقد عمله على حد قوله ومن ثم تحدث عن مصدر تلك السجائر قائلاٍ تأتي هذه السجائر محملة فوق دينات (شاحنات نقل كبيرة ) حيث تقوم هذه الشاحنات خلال فترات متفاوتة بتزويد التاجر الذي يعمل عنده بهذه السجائر ولا توجد اي إعلانات لشركة ما على ظهرها هذه المركبات.
تراخُ حكومي
ذكرت بعض التصريحات من قبل مسئول في ضرائب عدن أن الجهات الرسمية والحكومية المتخصصة تكافح عمليات تهريب السجائر داخل البلاد ولكن للأسف فهذه الجهود الحكومية تتعرض إلى عراقيل من قبل تجار السجائر المهربة والمافيا التي تساندها مشيراٍ إلى أن الأسواق اليمنية ما تلبث أن تخلوا من السجائر المهربة حتى تغرق بشكل أكبر بأنواع وأصناف غريبة والألوان والأحجام والنكهات بأن ظاهرة انتشار السجائر المهربة في الأسواق اليمنية تعد من الظواهر المخيفة وذات مخاطر صحية جمة على المواطن نتيجة قرب انتهاء فترة صلاحيتها لذا فهي تصدر إلى دول العالم الثالث بأسعار رخيصة بالإضافة إلى إضرارها الاقتصادية الكبيرة التي تنجم عنها بينما تحرص مصلحة الضرائب على مكافحة هذه الظاهرة من خلال تنفيذ أحكام المادة(38)من القانون رقم (70)لسنة (97) وتعديلاته بشأن الضرائب على الإنتاج والاستهلاك والخدمات بالمراقبة والتفتيش وحجز السجائر المهربة التي لا تحمل طابعاٍ أو تحمل طوابع مزيفة أو سبق استخدامها من قبل لتقوم بالإجراءات القانونية حيال المروجين بهدف القضاء على تهريب السجائر وإحراق المهربات
(زيادة الضرر)
يرى الدكتور سعيد السليماني صاحب عيادة خاصة أن نسبة الخطر بهذه السجائر المهربة وذات النكهات المتعددة تزيد عن نسبة السجائر المصنعة محلياٍ والتي تخضع للرقابة من قبل الجهات المختصة عند تصنيعها ويضيف السليماني انه بالإضافة إلى الأمراض الخطيرة التي يتعرض لها المدخن كسرطان الرئة والتهابات الجهاز التنفسي والشيخوخة المبكرة وأضرار الأسنان وغيرها من الأمراض والسرطانات وذلك لاحتواء السجائر على ما يقارب أربعة آلاف من المواد السامة واحتوائها على النيكوتين والسيانيد إلا أن هذه السجائر قد تؤدي إلى أمراض إضافية وذلك من خلال بعض المواد الكيميائية المضافة على السجائر ذات النكهات المتعددة وبطبيعة الحال فإن الدكتور السليماني يرى أن إضافة بعض المواد الكيميائية على الطعام من شأنه ان يضر بالإنسان فكيف إذا كانت بالسجائر الذي تسبب العديد من الأمراض وفي حالة إضافة مواد كيمائية جديدة على هذه السجائر لتضيف إليها نكهات متعددة فأن معدل الخطر هنا قد يتفاقم ليتسبب بسرطانات أخرى كسرطان الحنجرة وغيرها
(التحول إلى الإدمان)
يرى علماء النفس أن السجائر بشتى أنواعها خطر على صحة الإنسان حيث أن نسبة مدمني الدخان هي الأعلى من بين المواد الأخرى الذي يدمن الإنسان عليها جراء استمراره بتدخينها لفترة طويلة ونظراٍ لسهولة الحصول عليها في أي مكان وفئة المراهقين هي الفئة العمرية الأكثر تعرضاٍ لإدمان السجائر فبهذه المرحلة العمرية يحاول غالبية المراهقين تكوين شخصيته المستقلة والظهور بصورة ملفتة وجذابة للآخرين من خلال قيامه ببعض السلوكيات التي تتأرجح بين السلب والإيجاب بحسب البيئة التي يعيش فيها عبر الأصدقاء ومجتمع الدراسة لذا من المهم أن يعمل أولياء الأمور على مراقبة وتوجيه خط سير أبنائهم لكي لا ينحرفوا عن الطريق السليم ويكونوا عرضة لمثل هذه الأمور ليصعب عليهم بعدها العزوف عنها بعد أن وقع في شباكها لمجرد انه فضل الخوض بتجربة جديدة أو تأثره بعادات وسلوكيات من حوله دون التفكير بإيجابياتها وسلبياتها المستقبلية.