الثورة نت/..
أدانت منظمات المجتمع المدني في الجمهورية اليمنية، القرار الذي اتخذته إدارة ترامب المنتهية بتصنيف أنصار الله في لائحة الإرهاب.. مؤكدة رفض التصنيف الذي لا يعتمد على أي معايير قانونية بل يعكس إفلاسا أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا مريعا.
وأوضحت المنظمات في بيان مشترك صادر عنها تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، أن رفضها ينطلق من إدراكها بأن هذه الخطوة العدوانية سيكون لها مخاطر كارثية على الحالة الإنسانية في اليمن، وستضاعف من معاناة السكان المدنيين في اليمن الذين بات أغلبهم تحت خط الفقر ومعرضون للمجاعة.
وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية التي اتخذت القرار تساهم بشكل أساسي في المضي باليمن نحو إبادة جماعية وشاملة ويعد قرارا عدائيا يضاف إلى تشديد الحصار ومنع السفن التجارية من الوصول إلى ميناء الحديدة واحتجازها عرض البحر.
وقال البيان” وبصفتنا منظمات تعمل في مجال حماية المدنيين وتوزيع المساعدات الإغاثية للضحايا والمتضررين؛ فإننا ندرك جيداَ طبيعة الأوضاع الكارثية التي يعيشها المدنيون في اليمن على مدى الست السنوات الماضية، لقد تسبب العدوان على اليمن والحصار الخانق في مقتل مئات الآلاف من الأبرياء، وتشريد الملايين الذين أجبروا على ترك منازلهم وباتوا يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ويفتقرون إلى أبسط مقومات العيش”.
وأضاف” لقد بات الملايين من المدنيين في اليمن يعيشون في ما باتت تعرف بـ “أسوأ أزمة إنسانية على الأرض”، ويعتمدون على المساعدات من أجل البقاء، وصارت حياتهم مهددة بالفناء، وهم على بعد خطوات من الموت المحقق ودفعت بالملايين إلى حافة المجاعة، نتيجة انتشار سوء التغذية والأوبئة وتقليص تمويل المساعدات الإغاثية”.
ولفت البيان إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أوضح الشهر الماضي أن اليمن الآن في خطر وشيك من أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود؛ في حالة عدم اتخاذ إجراء فوري، قد يُزهق ملايين الأرواح “.
وأشارت المنظمات إلى أنها تدرك أهمية تعزيز جهود العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في الوقت الراهن وإيجاد آليات أكثر فاعلية لإيصال المساعدات وتوجيهها بشكل يخفف من معاناة اليمنيين وترى أن هذا هو السبيل الأمثل لمساندتهم، بدلا من اتخاذ قرارات من شأنها أن تعقد بيئة العمل الإنساني وتعرقل جهود المنظمات الأممية والدولية، وتجرم عملها الإنساني والإغاثي في اليمن، وتجعل جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في البلد “أكثر صعوبة”.
وأكدت أن قرار الإدارة الأمريكية السابقة في التصنيف الجائر لأنصار الله منظمةً إرهابيةً؛ سيكون له تبعات كارثية حتمية على المدنيين وقدرتهم على الوصول إلى السلع والبضائع والمساعدات المنقذة للحياة، ويعقّد جهود الأمم المتحدة المستمرة للترويج لإنهاء الحرب، وفرص إحلال السلام.
وتطرقت المنظمات، إلى ما سيخلقه هذا التصنيف من معوقات قانونية أمام عمل الوسطاء الدوليين، وقدرة وكالات الإغاثة الدولية على التجاوب السلس والمناسب مع الأزمة الإنسانية في اليمن.. مؤكدة أن المضي قدماً فيه وعدم الاكتراث ومراعاة كافة هذه المخاوف والتحذيرات الأممية، سوف يكلف الولايات المتحدة الأمريكية تبعات قانونية وجنائية؛ نتيجة تسببها بعرقلة الجهود الأممية لتحقيق السلام وعرقلة وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين في اليمن والتدخل في عمل المنظمات الدولية وإعاقة عملها.