رسالة إلى رفيق

عبدالله الأحمدي

الثورة الشعبية السلمية تبدأ من الشارع كما بدأت ثورة ١١ فبراير المغدورة ، الوضع في البلاد ثوري بامتياز، والجوع هو قمة شرارة الثورة.
وتعز هي أم الثورات. بس انتبهوا أن تسرق الثورة مرة ثانية كما سرقت ثورة فبراير ، فأنتم محتاجون إلى قيادة ثورية، وبرنامج ثوري. وكما قال لينين العظيم ( لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ).
قبل بداية الثورة السودانية كنت أشارك الأخوة السودانيين في الاعتصام أمام السفارة السودانية في صنعاء وقلت للأخوة السودانيين ثورتكم ناجحة. فتساءلوا كيف؟!
قلت لأن ما فيها إخوان.
الإخوان ليسوا قوة ثورية، هم جماعات إقطاع وكمبرادور انتهازية، وتاريخهم يشهد على سلوكهم الانتهازي منذ ٢٦ سبتمبر، حين كانوا يحاربون الجمهورية بصف العدوان السعودي
وما أشبه الليلة بالبارحة.
حين انشق النظام بعد جمعة الكرامة كان يريد إعادة إنتاج نفسه بواسطة المجرم الفاسد علي محسن الهارب ،لكن الله أحبط أعمالهم،فجاء أنصار الله فاجتثوا كل العصابات.
أنا اكتب لك بمنهج ثوري.
أنصار الله أدوا مهمة ثورية، حين أزاحوا عصابات الإقطاع والفساد المتمثلة بأولاد الأحمر وعلي محسن، وعفاش وأولاده والزنداني ،وبقية المهمة على القوى الثورية كان المفترض بالقوى الثورية – إن وجدت – أن تمسك باللحظة وتقوم بمهامها.
تفجير الحرب كان لخدمة القوى الرجعية في الداخل والخارج؛ بما يعني إعادة عصابات الفساد وحكم الوصاية، وخدمة الأجندات الخارجية؛ بتقسيم البلاد واحتلال مناطق الثروات والمواني الاستراتيجية ، وهو ما يحدث اليوم في المهرة وحضرموت والساحل.
مجنون من يفكر إن السعودية والإمارات تريدان لليمن وحدة وديمقراطية وأمن واستقرار.
تجربة الوحدة والديمقراطية كانتا خانقة للسعودية،ولذلك بدأ التآمر عليهما من أول يوم للوحدة. ولعلكم تذكرون زيارة سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي إلى عدن عشية الوحدة، وعرضه شيكا مفتوحا على قيادة الحزب الاشتراكي شرط عدم الدخول في الوحدة مع نظام صنعاء.
بعد هذا استخدم النظام السعودي وأعوانه في صنعاء ورقة الإرهاب لقتل الوحدويين وتفجير حرب ٩٤ لضرب الوحدة.
ومن يومها ونحن (قاح في قاح). وما يحدث اليوم من عدوان وتدمير وخراب ومليشيات؛ هو نتيجة الانقلاب على الوحدة وغزو الجنوب وإقصاء شركاء الوحدة.

قد يعجبك ايضا