ما وراء زيارة السفير الأمريكي للمهرة؟
هاشم علوي
تناولت وسائل إعلام أخبار زيارة سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى حكومة الفنادق بالرياض كريستوفرهنزل لمحافظة المهرة اليمنية التي تطل على البحر العربي وتحدها سلطنة عمان من الشرق والسعودية من الشمال ومحافظة حضرموت من الغرب والتي وصفتها المصادر الإخبارية بالمريبة ولم تذكر تفاصيل سوى لقائه بمحافظ المهرة المعين من السفير السعودي محمد علي ياسر.
زيارة غير عفوية من حيث التوقيت على اعتبارها جاءت عشية عيد الاستقلال الـ 30من نوفمبر حسب المصادر الاعلامية.
لمعرفة ما وراء الزيارة لابد من الوقوف على وضع المحافظة التي ترزح تحت الاحتلال السعودي وتشهد مقاومة شعبية متنامية من أبناء المهرة وصلت إلى الصدام المسلح مع القوات السعودية التي كثفت من تواجدها العسكري وأسست وبنت العشرات من المعسكرات والقواعد واستحدثت النقاط العسكرية على مداخل مديريات المحافظة وسيطرت على موانئ المحافظة ومعابرها الحدودية.
وتهدف السعودية من وراء احتلال محافظة المهرة التي لا يتواجد فيها انصار الله إلى تحقيق حلم قديم لم تتمكن من تحقيقه سوى بعد العدوان السعوصهيو أمريكي على الشعب اليمني وهو مد أنبوب نفط من أراضيها وعبر أراضي المهرة وصولا إلى موانئ المحافظة المطلة على البحر العربي والتي كانت قد بدأت بوضع علاماته في رمال المحافظة إلا إن قبائل المهرة الأبية ذات العزة والكرامة اقتلعتها وتصدت للمخطط السعودي مما دفع السعودية للتصدي للحراك والاعتصام الذي تنادى له أبناء المهرة بالقوة العسكرية المفرطة.
اليوم ومع التوتر المستمر الذي تشهده العلاقة السعودية مع أبناء المهرة تأتي زيارة السفير الأمريكي فماذا وراء هذه الزيارة؟
للزيارة أبعاد ودلالات خفية وظاهرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
فعلى المستوى المحلي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تثبيت التواجد السعودي في هذه المحافظة ومن خلفه التواجد الأمريكي في ميناء نشطون الواقع على البحر العربي إضافة إلى دراسة عدد من المواقع التي يمكن أن تتمركز فيها القوات الأمريكية وتدخل الولايات المتحدة من وجهة النظر المحلية كقوة احتلال وغزو بعد أن كانت ومازالت مشاركة بالعدوان والتي هي الأخرى تبحث عن موطئ قدم تستخدم لتهيئتها السعودية بالمهرة والإمارات في محافظة أرخبيل سقطرة.
يهدف التواجد السعودي بدعم القوات الأمريكية إلى تنفيذ الأنبوب النفطي من الربع الخالي جنوب شرق السعودية إلى البحر العربي لتجاوز مرور النفط السعودي عبر مضيق هرمز الذي تطل عليه جمهورية إيران الإسلامية وتشكل هاجس يهدد الصادرات النفطية وإغلاق المضيق في حال وصلت حالة التوتر فيما بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة إلى حالة الحرب وهنا يختلط البعد المحلي والإقليمي والدولي على اعتبار أن التواجد الأمريكي والسعودي بالمهرة يمثل تهديدا لإيران إضافة إلى الاقتراب عبر التواجد الإسرائيلي من بوابة الإمارات ودول الخليج التي تتواجد فيها قواعد أمريكية والبحرين والسعودية وقطر والكويت ويأتي التواجد الأمريكي في محافظة المهرة اليمنية وسقطرة اليمنية وقاعدة العند بمحافظة لحج اليمنية وجزيرة ميون اليمنية في مضيق باب المندب سوى استكمالا يرمي إلى السيطرة البرية على المواقع الاستراتيجية التي تتحكم بطرق الملاحة الدولية والسير نحو تطويق إيران وممارسة القرصنة والاستفزازات داخل الخليج الذي تتواجد فيه البوارج العسكرية الأمريكية والأسطول السادس والمدمرات والغواصات التي تحاول التحرش بطهران للولوج في حرب ستكون مدمرة للمنطقة برمتها ومن تواجد فيها.
زيارة السفير الأمريكي تأتي للإشراف على ترتيب الأوضاع للتواجد الأمريكي وتخفيف الضغط الشعبي من قبل أبناء المهرة الرافضين للاحتلال والتواجد الأجنبي أيا كانت جنسيته وترويعهم باستقدام فرق الموت الداعشية والقاعدية كذريعة للتواجد الأمريكي تحت مسمى مكافحة الإرهاب وحماية المياه الدولية وطرق التجارة العالمية وممرات صادرات النفط الخليجية.
الرسائل التي حملتها زيارة السفير الأمريكي إلى المهرة ظاهرها موجه إلى ايران ولكنها تصل إلى الصين التي تسير باتجاه بناء طريق الحرير والذي تقطعه الولايات المتحدة بتواجدها سواء باليمن أو العراق أو شمال سوريا فالحلقة مترابطة والأمريكي يعمل على أن لا تكون هناك حلقة مفقودة.
صنعاء تفهم الرسالة بوضوح وهي المعنية الأولى بقطع أي قدم أجنبية تطئ التراب الوطني سواء في الجنوب أو الشمال أو البر أو البحر لأنها الحامل للمشروع الوطني الوحدوي الباحث عن السيادة والاستقلال.
أما الدنابيع السكارى في فنادق الرياض فهم أتفه في أن يعول عليهم الإذن لمجرد سفير يتجول في ارض محسوبة على حكومتهم واوهن من أن يسئل احدهم عن ما وراء زيارة السفير الأمريكي للمهرة أو غيرها فالسفير السعودي هو الحاكم الفعلي على حكومة الفنادق وصاحب القول الفصل والذي ستأتي زيارة الأمريكي بتنسيق معه حتى يهيئ للأمريكي الأجواء المناسبة للزيارة.
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.
خلاصة القول ماقاله العميد سريع الناطق باسم القوات المسلحة بان الصواريخ اليمنية ستطال كل قدم أجنبية وطأت ارض اليمن.
أما إيران فينطبق عليها شعار الشهيد الرئيس الصماد “يد تبني ويد تحمي” فإسرائيل إلى زوال والمنطقة ستغرق وتتغير الخارطة وربما لا نجد دولا على الخارطة ولا فنارا على الجزيرة.