حسن الوريث
أخذت قضية الزميل عباد الجرادي مع لجنة الحكام منحا تصاعديا فبعد أن حاولنا التدخل لتهدئة الأمر وكان هناك التجاوب الجيد من قبل الطرفين إلا أن الأمر عاد مجددا على السطح أكثر سخونة من ذي قبل إلى درجة التمترس كل وراء فريقه ذاك وراء الإعلاميين الرياضيين وأولئك خلف اتحاد كرة القدم وفرعه في أمانة العاصمة وبالتأكيد أن كل منهما يعتبر الحق لديه والتنازل ممنوع وهذا ما أوصل الأمور إلى هذا الحد السيء وربما تصل إلى الأسوأ.
طبعا عندما يدخل العناد يغيب العقل وعندما يغيب العقل يحضر الشيطان وهذا بالضبط ما حصل حيث كان العناد هو الذي حضر واحضر معه كل التفاصيل لتأجيج الخلاف بل وتوسيعه ليدخل فيه أشخاص وجهات غابت عنها الحكمة في تلافي الموضوع فالإعلاميين الرياضيين تعصبوا مع زميلهم ولم يسألوا أنفسهم هل هو على حق أم لا وكان لسان حالهم يقول انصر أخاك ظالما أو مظلوما وهم لم يدركوا أنهم بهذا الموقف ساهموا في تصعيد الأمر ما جعل الطرف الآخر يستنجد بفريقه وبالقانون الذي يخول منع أي شخص من دخول الملاعب وهذه لم تكن سوى حالة من حالات الدفاع عن النفس وردة فعل اعتبرها أنا طبيعية ومن حقهم لأنهم وجدوا الطرف الآخر تعصب واتخذ قرارات غير منطقية وهكذا فإن التعامل غير الحكيم مع الأمر أوصله إلى هذا الحد والمستوى.
اعتقد أن الأمر كله لا يستحق كل ما جرى من ردود الأفعال وكان بقليل من التعقل والتنازل حل الموضوع بشكل سهل وبسيط ولو أننا جميعا عرفنا أن العلاقة بين الإعلام والحكام هي علاقة تكاملية وليست تصيد أخطأ فقط فعملية النقد هي ظاهرة صحية ولكن الشتم والتجريح والتشهير ليس من أخلاقيات المهنة والعمل الإعلامي المهني وعندما يحمل الإعلامي القلم ليس معناه أن لا رقيب عليه بل أن حرية الإعلام لها مقتضيات وشروط والتزامات وميثاق شرف إعلامي ومدونة سلوك وأن النقد يجب أن يوجه إلى الأداء وليس إلى الأشخاص أو استهداف أحد بعينه سواء من الحكام في المقابل فإن الحكم عندما يتحمل أمانة إدارة المباريات فإن ذلك يقتضي منه الالتزام بمقتضيات تلك الأمانة وعليه أن يعرف أن ذلك لا يخول له التلاعب بالقانون واللوائح أو يستغلها بشكل غير صحيح وأن الإعلامي الرياضي عندما يوجه النقد لأدائه ليس معنى ذلك أنه استهداف شخصي له بل أن النقد يهدف إلى تحسين الأداء وتطويره وإذا ما وصلنا إلى هذه القناعة فأعتقد أن الكل سيحقق قدر كبير النجاح المطلوب.
ختاما.. هذه رسائل أتمنى أن تجد صدى لدى الجميع حتى نؤسس لعلاقة طيبة بين الطرفين الإعلام والحكام وأن تعود الحكمة التي غابت وسأوجه الرسالة الأولى إلى الزملاء الأعزاء الإعلاميين وتتمثل في دعوة صادقة لهم بأن يتعاملوا مع هذه القضية وغيرها من القضايا بمزيد من التعقل وعدم صب الزيت على النار ونعرف جميعا بأننا أيضا بشر نخطئ ونصيب مثل الحكام وبالتالي فليس من الحكمة اتخاذ قرارات ارتجالية وأن نعي بأن الهدف من النقد هو تصحيح الأخطاء والاختلالات وليس تصيد الأخطاء أو التشهير والتجريح أما رسالتي للأعزاء الحكام بأن عليهم أن يتحملوا قليلا النقد لأنه في صالحهم فهو يرشدهم إلى مكامن الخلل لمعالجتها وهذا هو الهدف.
وأنا هنا اقترح تنظيم لقاء تشاوري ودي بين لجنة الحكام والإعلاميين الرياضيين يتم طرح كافة القضايا على الطاولة والخروج برؤى واضحة لتأسيس علاقة متميزة بين الطرفين ملؤها التفاهم والتكامل واستمرار التواصل فيما يحقق أهداف الجميع.. أتمنى أن تصل الرسالة وأن تشكل لجنة مصغرة من أربعة أشخاص اثنين من الإعلاميين الرياضيين واثنين من الحكام لمعالجة موضوع الخلاف بين الزميل عباد الجرادي والحكام وإنهائه وأنا واثق من نجاح اللجنة في مساعيها.