أمريكا والانتخابات
العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل
لقد تولى (دونالد ترامب) بعد الرئيس الذي سبقه (باراك أوباما) الذي تولى الحكم لفترتين رئاسيتين (8) سنوات, وكان ترشيح (أوباما) حقاً لإطفاء الغضب الشعبي للمنورين في أمريكا , وذر الرماد على أعين العالم, أن هناك ديمقراطية في أمريكا وأنها الرائدة في الحفاظ على حقوق الإنسان.
هذا الذي فكرت فيه الجمعية الماسونية العالمية التي لعبت في العالم أدواراً هامة, لا يستطيع أحد نكرانها وتنصيب أكابر مجرميها على العالم اقتصاداً وسياسة، وتبعتها في ذلك( بريطانيا وفرنسا) لتأخذا تصيبهما في استغلال العالم الثالث أيا كان جنسهم أو لونهم أو دينهم , وهذه الأشياء لا تهم في مراحل القبضة الماسونية على العالم.
يستطيع الإنسان وبحق أن يقول، إن الكراهية لأمريكا بلغت أكثر من 75% بين دول العالم وشعوبها، ولم يبق إلا حكام معدودون تنصبهم أمريكا على شعوبهم ليكونوا مخالب لها.
هذا هو الرأي الحقيقي لا رأيي الشخصي, بل إن الوقائع المترتبة على ذلك تكشف هذا الطرح يوماً بعد يوم للعامة والخاصة.
ومما زاد من حركة الكراهية لأمريكا اختيارها أخيراً لـ (ترامب)، لأنهم يعلمون أن نوادي القمار والمراقص وما إلى ذلك من النوادي الليلية التي تنشر الدعارة والفساد في أمريكا وغير أمريكا أكثرها ملك هذا الرجل, وبالدرجة الثانية هي ملك من يملكون البترول في العالم العربي والإسلامي, وذلك كيف ليذيقوا العالم العربي والإسلامي أقصى ما يكون من الإهانات والابتزاز، وذلك خوفاً من الثورة الأخيرة الشعبية التي انبثقت في الجزيرة العربية من صعدة بقيادة آل الحوثي وانتشارها بصرختها ووقائعها العسكرية والسياسية بخطى ثابتة تخطت بذلك جغرافيا اليمن القديم والموحد.
وقد زاد هذا الاختيار من الكراهية لأمريكا حتى أصبحت النسبة تتجاوز 99% بين شعوب العالم، وهكذا أصبحت أمريكا منبوذة, وتراها الشعوب أنها أخطر من الحمى التاجية المسماة (كورونا) والتي اخترعها علماء أمريكا ضمن الحرب البيولوجية.
هنا يقف الإنسان بين نقيضين متباعدين, هما الثورة الشعبية اليمنية التي تنادي صرختها ببنودها الخمسة لإيقاظ الجزيرة من سباتها العميق والتي ظلت ترزح تحت أقدام أمريكا وبين هذه الأحذية المهترئة حتى أصبحت عبئاً على شعوبها, فاغتنمت أمريكا هذه الفرصة, لأن الثورة قائمة وستنجح قريباً وستنتصر على المخالب والأحذية المهترئة في الجزيرة العربية بالأخص وفي العالم أجمع, فهي الجرس الذي أيقظ النائمين من سباتهم.
وعليه فإن أمريكا بـ (ترامب) و(جو بايدن) تلعب مسرحية لعملة واحدة ذات وجهين, للحفاظ على ما تبقى من نفوذ أمريكا في الجزيرة العربية وفي العالم الثالث وذر الرماد، وإلا فالشخصيتان هما صورة لعملة ذات وجهين, ولا يختلف الطريق سواء كان لترامب أم لبايدن.
ولا يستطيع أي محلل سياسي أن يقول إن هناك اختلافاً في السياسة بين الرجلين إلا للمصالح الخاصة بينهما, أما بالنسبة للشعوب التي تعاني الأمرين من أمريكا منذ إنشائها حتى إلى القرن الـ21، فليس هناك فرق وليس في هذا شك, لأن الرؤساء يتعاقبون والسياسة والابتزاز واحد.
* مفتي محافظة تعز