لم تعد عدن “عروس البحر”، فالاحتلال حولها إلى مدينة مستباحة من قبل عصابات تختطف الأرواح وتنتهك الأعراض لتتحول حياة سكانها إلى جحيم .
كل شيء في عدن مغيب والحاضر هو آلة الموت التي تحصد أرواح أبنائها .. والذئاب البشرية التي تتربص لفتياتها في الشوارع والأزقة .. ومافيا المخدرات التي أصبحت تروج بضاعتها في الشوارع والجولات .
الثورة / محمد الروحاني
عدن تصرخ وتنادي العالم كله بأن يتدخل ويغيثها، تحالف الشياطين جعل المدينة غابة تتصارع فيها الوحوش والقوي يقتل الضعيف.. هكذا وصف أحد أبناء عدن مدينته القابعة تحت براثن الاحتلال الذي سلب عروس البحر ثوبها الأبيض وألبسها ثوب الحداد والبكاء والحزن على جمالها المذبوح على أرصفة شوارعها وشواطئها بأيدي شواذ باعوا نفوسهم للشيطان ورضوا بأن يكونوا عبيداً يساعدون المحتل والمغتصب على احتلال أرضهم ونهب ثروات خيرات بلدهم .
الأحلام الوردية التي حملها المحتل الإماراتي لأبناء المدينة بتحويل مدينتهم إلى دبي أخرى ذهبت أدراج الرياح فالمدينة تعيش اليوم وضعاً مأساوياً على كل المستويات فالخدمات تكاد تكون منعدمة .. حتى الماء والكهرباء أصبحت حلماً لسكان هذه المدينة المنكوبة والأمراض والأوبئة تفتك بسكانها في ظل غياب الخدمات الصحية ، وثروات المدينة تذهب لتمويل القوى المتصارعة على السلطة والنفوذ .
معدل الجريمة يتزايد
في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه مدينة عدن يتزايد معدل الجريمة والاغتيالات بشكل كبير حيث نجا قيادي في مليشيا “الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات الأربعاء الماضي من محاولة اغتيال في مديرية التواهي .
وقالت مصادر محلية أن أحمد محمد عبدي، تعرض لمحاولة اغتيال بواسطة اعتداء بسكين من قبل أحد المقربين إليه .. مشيرة إلى أن عبدي، تعرض لتهديد سابق بالقتل من الشخص نفسه، بالدخول إلى منزله وذبحه أمام زوجته وأطفاله.
إلى ذلك لقي مسلحون مصرعهم وأصيب اثنان آخران الاثنين الماضي إثر اشتباكات مسلحة بين ميليشيات الانتقالي ومجهولين بسوق الكراع بدار سعد .
وقالت مصادر محلية أن اشتباكات نشبت بين ميليشيات الانتقالي ومسلحين مجهولين بسوق الكراع أدت إلى قتل المجند في صفوف مليشيا الانتقالي” محمد صالح .. مشيرة إلى انه تم نقل الجندي إلى المستشفى الألماني ولكن لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، فيما الآخر لم يتم التعرف على هويته حيث يتواجد بأطباء بلا حدود إضافة إلى جريحين اثنين”.
مداهمات واختطافات
تواصل مليشيا الانتقالي مداهماتها للمنازل واختطاف المواطنين حيث قامت عناصر من مليشيا الانتقالي الخميس الماضي بقيادة المدعو عبدالدائم باقتحام فلة أحد المواطنين ويدعى المسبحي في خط ريمي، بمديرية المنصورة، وأخرجت العائلة منها دون أي مبرر، وقامت باختطاف الشاب صالح المسبحي واقتادته إلى جهة مجهولة وفق شهادات الأهالي .. كما داهمت ميليشيات الانتقالي فندقاً بمدينة الشيخ عثمان وقامت باختطاف رجل وأسرته واقتادتهم إلى جهة غير معلومة.
وقالت مصادر مطلعة أن ميليشيات شلال شايع داهمت فندقاً بالشيخ عثمان عند الساعة ٢ من صباح الاثنين واعتقلت المواطن نجيب عبد الغني المقطري برفقة زوجته وأطفاله.
في يوم الثلاثاء الماضي أقدم مسلحون مجهولون على اختطاف المواطن فاروق مهدي سالم محمد الحبشي، بعد مغادرته عمله بإحدى النقاط العسكرية التابعة للانتقالي القريبة من ميناء المنطقة الحرة.
وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة الاثنين الماضي عن مكان اعتقال الشيخ السلفي المختطف ” عبد القادر الشيباني” وقالت أن الشيخ عبدالقادر الشيباني معتقل في سجن قاعة وضاح التي يشرف عليها الضابط الإماراتي “مطر” المدعو بـ هتلر.
ووفق المصادر فإن الشيباني يعيش حالة منهارة وخطيرة ويتلقى تعذيبا شديدا بعد أن تم اختطافه من مطار عدن بعد محاولة سفره إلى الخارج لتلقي العلاج، حسب ما أوردته مصادر.
عضو الوفد المفاوض يسطو على أرض مدرسة
البسط على الأراضي والممتلكات العامة صار شيئاً مالوفاً في عدن حيث أقدم قيادي سلفي بارز في مليشيا “الانتقالي بالبسط على أرضية تابعة لإحدى مدارس عدن .
وأكدت مصادر محلية أن عضو “المجلس الانتقالي”، وعضو وفده المفاوض في الرياض، المدعو عبدالرحمن شيخ، قام بالبسط على جزء من أرضية ساحة مدرسة للبنات بحي عبدالعزيز، في منطقة الشيخ عثمان.
ارتفاع مضطرد لظاهرة بيع المخدرات والحشيش
تشهد مدينة عدن ارتفاعاً مضطرداً لظاهرة بيع المخدرات والاتجار بالحشيش والحبوب المخدرة بشكل علني وفاضح الأمر الذي عمل على ارتفاع معدلات جرائم القتل والاختطاف في المدينة وسط تجاهل كبير من قوى الاحتلال المسيطرة على المدينة .
وأفاد مواطنون محليون بأن المخدرات أصبحت تُباع في الشوارع العامة والمتنزهات أمام مرأى ومسمع الجميع.. متهمين مليشيا الانتقالي التابع للإمارات، بالتواطؤ مع تجار المخدرات والسماح بتفشي حالات الاتجار والتعاطي.
وأشاروا إلى أن مادة الحشيش المُخدِّر صارت في متناول الجميع وبأسعار زهيدة، وخصوصاً القُصَّر والمراهقين الذين تنتشر في أوساطهم بشكل مُفزِع، فضلاً عن انتشار حبوب الهلوسة ومواد مُخدِّرة أخرى يتم بيعها والترويج لها في الجولات والشوارع العامة للمدينة.
وكانت “سعاد علوي” رئيس ما يسمى بـ مركز عدن للتوعية قد استنكرت صمت الجهات النافذة في عدن أمام تفشي حالات التعاطي والاتجار بالمخدرات، لافتة إلى أن الصمت عن جرائم كهذه تؤكد تواطؤهم مع المجرمين، ومشاركتهم في استغلالهم الطفولة للتربُّح غير المشروع وتدمير الجيل الشاب.
ويتهم مراقبون الإمارات، ومليشيا الانتقالي التابعة لها ، بالوقوف وراء الأمر، وفقاً لأجندات ومخططات تهدف إلى تدمير النسيج المجتمعي ونشر الجريمة في المحافظة؛ ليسهل عليه السيطرة عليها وإخضاع سكانها ونهب مواردها وثرواتها.
يشار إلى مجموعة من عناصر مليشيات “الانتقالي أقدمت على شرب كمية كبيرة من الكحول الطبي “الإيثانول” .
ووفق مصدر طبي فإن عدداً من مجندي الانتقالي في معسكر جبل حديد، تناولوا كمية من الكحول الطبي،” الإيثانول” التي كانت متواجدة في مخازن المعسكر.. مشيراً إلى أنه تم نقل عدد من المجندين إلى عدد من مستشفيات المدينة، مبينا أن اثنين من المجندين توفيا نتيجة شربهما كمية كبيرة من الإيثانول، “نوع من الكحول”.