المنتظر من اجتماع نيويورك!! 

يعوøل على اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في الـ24 من الشهر الجاري بمدينة نيويورك الخروج بالآليات الفاعلة التي من شأنها مساعدة اليمن في تجاوز التحديات التي يواجهها في المرحلة الراهنة وذلك انطلاقا◌ٍ من تحديد أوجه الدعم والمشاريع التي ستمول من قبل مجموعة الأصدقاء من أجل تحسين مستوى التنمية والتخفيف من الفقر وخفض مستوى البطالة واستيعاب العمالة اليمنية في أسواق العمل المختلفة وبالذات في أسواق الدول الخليجية خاصة وأن البطالة أضحت من أهم المنغصات التي تعيق إرساء مزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
حيث أن انتقال هذا الاجتماع من مرحلة استنباط المشكلات والتعرف عليها إلى مسار المعالجة بات في غاية الأهمية خاصة وأن هذا الاجتماع يأتي بعد ثلاثة اجتماعات سابقة عقدت في لندن والرياض والإمارات العربية مما يعني معه أن هذا الاجتماع سيعقد على خلفية رؤية واضحة وحزمة واسعة من المحددات حيال ما يحتاجه اليمن اليوم وما يندرج في إطار متطلباته المستقبلية.
ومما لا شك فيه أن مبادرة أصدقاء اليمن قد جاءت نتاجا◌ٍ لقناعة حقيقية بأن هذا البلد يواجه صعوبات جمة نتيجة النمو السكاني المرتفع وشحة الموارد فضلا عن التحديات الطارئة التي داهمته عن طريق آفة الإرهاب والتطرف والقرصنة البحرية والتغيرات المناخية وآثار الأزمة المالية العالمية وتمدد ظاهرتي الفقر والبطالة ومثل هذه المعضلات هي من التعقيد والتشابك بما يفوق قدرات اليمن على تجاوزها دون مساعدة أشقائه وأصدقائه.
وطالما أن الجميع صار ملما◌ٍ بحجم المشكلة¡ فإن الواجب أن يتركز الاهتمام على الحلول والخروج بتصورات عملية لجوانب المعالجة¡ إذ لا يكفي الحديث عن العثرات ما لم تبادر الدول الشقيقة والصديقة إلى تقديم العون والمساعدة التي تمكن اليمن من الإيفاء بأهداف التنمية الألفية بحلول العام 2015م سيما وهي من اعتمدت منذ عام 2000م هذه الأهداف كأساس مرجعي لإعداد وتنفيذ خططها الاقتصادية والاجتماعية واستراتيجية التخفيف من الفقر إلاø أن ضعف الموارد بالمقارنة مع المشكلة السكانية حيث وأن من تقل أعمارهم عن 24 سنة يشكلون 68% من السكان أي أن الشباب يمثلون ثلاثة عشر مليون نسمة ينتظرون استيعابهم في ميادين العمل.
ونعتقد أن قضية كهذه ينبغي أن تتصدر أجندة اجتماع أصدقاء اليمن بنيويورك فاستيعاب العمالة اليمنية بأسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الأخرى سينعكس بالمصلحة المشتركة على الجميع¡ إذ أن ما ستجنيه اليمن من فوائد في حال منحت لليمنيين الأولوية للعمل في الأسواق الخليجية فإن ما سيجنيه الخليجيون من مردودات إيجابية هو أشمل وأعمق.
ويكفي أن مثل هذه الخطوة ستسهم في تفويت الفرصة على الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تحاول استغلال الأوضاع الاقتصادية وواقع الفقر والبطالة في اليمن لجذب أعداد من الشباب إلى صفوفها والعمل على إغوائهم وغسل أدمغتهم وتحويلهم إلى قنابل موقوتة لا تهدد فقط أمن واستقرار اليمن وإنما أمن واستقرار المنطقة برمتها¡ ولولا الأعداد الكبيرة من الشباب العاطلين عن العمل لما و◌ِج◌ِد◌ِتú تلك التنظيمات الإرهابية بين صفوف الشباب من يصغي لفكرها المنحرف أو جعل نفسه فريسة سهلة للإرهابيين لديه الاستعداد للتضحية بنفسه مجانا◌ٍ¡ فالشاب الذي يمتلك عملا ومصدر رزق ويحمل أملا في المستقبل يصعب التغرير به ودفعه إلى محرقة الموت والتضحية بحياته دون هدف أو غاية.
وأمام هذه الدوامة العبثية من افتراس الذات تبرز أحقية اليمن في الحصول على دعم أشقائه وأصدقائه الذين لا بد أن يدركوا تماما◌ٍ أن كبح جماح الإرهاب يعد مسؤولية جماعية باعتبار أن تلك الآفة الإرهابية التي لا دين لها ولا وطن تسعى إلى إغراق العالم رغم أنفه في نفق كارثي.
وإذا ما أراد هذا العالم أن يحمي نفسه من ذلك السقوط فإن عليه أن يدعم بعضه البعض وأن يتحرك سويا◌ٍ في مواجهة آفة الإرهاب وتجفيف منابعه ومسبباته ومنابته وذلك هو السبيل الوحيد لحماية أمننا الجماعي من خطر الإرهاب الذي لابد من مواجهته بمنتهى الشجاعة والمسؤولية بعيدا◌ٍ عن أي تساهل أو تهويل.

قد يعجبك ايضا