سمسار أم مبعوث.؟

 

فهمي اليوسفي

لا يهمنا تحركات السمسار الأممي غريفيث من وإلى صنعاء أو السعودية أو سلطنة عمان أو مجلس الأمن، لأن تحركاته خداعية وخارجة عن الثوابت الأممية.
وقد برهنت كثير من المعطيات أنه سمسار يخدم الصهيونية، يخدم إسرائيل، يخدم الناتو.
تحركات هذا السمسار روتينية، وكذبه ولفه ودورانه روتيني.
أصبح برنامج عمله في كل شهر زيارات إلى هنا وزيارات إلى هناك، منها إلى صنعاء ليتمكن من وضع إحاطاته “الزور” التي يقدمها إلى مجلس الأمن في كل شهر.
لم يتغير روتين هذا السمسار لكنني أجزم بأنه استطاع أن يحقق نجاحاً ليس لإيجاد حلول منصفة لإصلاح ذات البين في البيت اليمني ؟
قد يستغرب البعض ويقول بردة فعل غاضبة: أين النجاح الذي حققه هذا المبعوث؟
سيكون الجواب بكل بساطة: أن غريفيث حقق نجاحات متعددة وليس نجاحاً بمفرده، ومن هذه النجاحات:
– استطاع أن يحول وظيفته الأممية بشكل غير مباشر إلى وظيفة سمسارية، فأصبح دوره أشبه بمن يعمل في مزاد الحراج، أي من يدفع أكثر وهذا يعد نجاحا لذاته وإهانة لضمير المهنة الأممية.
– استطاع هذا السمسار أن يمارس تسويق الحيل الحلزونية على القوى المضادة للعدوان منذ أن تسلَّم هذه المهمة، وهذا نجاح لذاته خداعي وإجرامي.
– استطاع أن يمدد مهمته الأممية لسنوات، على اعتبار أنه كلما زاد التمديد لمشاريع السمسرة غير المشروعة، كلما استمر في الحصول على صفقات غير مشروعة، وهذا نجاح إجرامي لذاته.
– استطاع أن يحقق نجاحا بالحصول على صفقات مالية تأتي إليه من الهيئات الدولية تضخها مملكة المنشار تحت مسميات متعددة، ومن ينظر إلى حجم المبالغ التي حصل عليها منذ سنوات وحتى اليوم سيجد أرقاماً خيالية تمكن من الاستحواذ عليها مع بقية السماسرة الأمميين، على اعتبار أنه كلما استمر في هذه الوظيفة كلما ضمن، مزيدا من الاستحواذ على مبالغ مقابل شهادته الزور وبيع ضميره وهذا يعد نجاحا لمصلحته الذاتية وليس نجاحا للأمم المتحدة أو انتصارا للإنسانية.
– استطاع أن يحصل على صفقات مالية غير مباشرة تأتي إليه من دول تحالف العدوان بغطاء مؤتمر المانحين في الرياض الذي دفعت له ولبقية سماسرته مبالغ تصل إلى ملياري دولار على أساس أنها مساعدة اقتصادية لليمن وهبتها دول العدوان وهي رشوة مقننة تحت تصرف الأمم المتحدة وهذه المبالغ من الطبيعي أن يبيع لأجلها ضميره وعرضه لأنها أرقام مالية ليست بسيطة، وهذا يعد نجاحا لمصلحة هذا السمسار غريفيث ومن أجل ضمان عدم توجيه أي انتقادات له فقد هندست مملكة المناشير صناعة مؤتمر المانحين في الرياض من سلمان ونجله المهفوف، وهذا يعد نجاحاً لهذا السمسار.
– نجح غريفيث في أن يخدم مطامع إسرائيل ودول الرباعية في اليمن من خلال تسويق الوهم والتضليل، وهذا نجاح في خدمة الصهيونية ولبلده بريطانيا.
– نجح في طمس كافة جرائم دول العدوان بمجمل إحاطاته ودعواته الأممية رغم ثبوتية تلك الجرائم على دول التحالف، وهذا نجاح لمصلحة هذا السمسار.
– نجح غريفيث في ترحيل وإغفال قضية مرتبات موظفي جهاز الدولة لسنوات رغم الوعود التي قطعها، وهذا نجاح إجرامي لهذا المبعوث بتمييع هذه القضية وتحصين مرتكبيها من دول العدوان وأجندات العدوان ممن هم في فنادق الرياض، وقد يكون له نصيب من تلك المرتبات تأتي إليه ربما من تحت الطاولة لأن ضميره الأممي ذاب وتبخر واستبدله بضمير سمسار، ولأن أخلاقه أصبحت أخلاق سمسار.
– نجح غريفيث في استمراره بالوقوف إلى جانب حصار اليمن برا وبحرا وجوا عبر النافذة الأممية، وهذا موقف إجرامي ترتب عليه ظهور مزيد من الأزمات المتعددة التي يدفع ثمنها عامة اليمنيين، وربما يكون ذلك مقابل صفقة مالية لغريفيث ضختها إليه دول تحالف العدوان.
– نجح غريفيث في التعتيم على معسكرات القاعدة وداعش خصوصا في البيضاء ومارب والمغالطة التي تفوح من إحاطاته التي يقدمها لمجلس الأمن بصفة شهرية هي جزء من مشاركة الدواعش في جرائم التدعيش، وهذا يعد نجاحاً إجرامياً لهذا السمسار يصب لمصلحته الذاتية وأيضا لمصلحة دول العدوان وبشكل حصري.
– نجح غريفيث في أن يغفل دور أجندات العدوان من أجل الاستمرار في الاستحواذ على عائدات النفط وعلى رأسهم القيادي في حزب داعش سلطان عرادة، حيث لم يشر هذا السمسار الأممي لهذه النقطة في مجمل الإحاطات التي يقدمها، فربما له جزء من هذه العائدات، وهذا يعد نجاحاً إجرامياً لغريفيث.
– نجح هذا المبعوث في تقديم شهادة زور بصفة شهرية ودون معطيات تبرز من خلال إحاطاته الشهرية التي يقدمها لمجلس الأمن ضد القوى المضادة للعدوان، وهذا يعد نجاحاً إجرامياً أن يحصل على صفقة “كاش” مقابل بيع ضميره لدول العدوان وليس للحق.
– نجح هذا المبعوث في تأدية دور غير مباشر لصالح إسرائيل وبقية دول الناتو، وذلك بالتعتيم والتضليل على دور هذا الكوكتيل في الجرائم التي ترتكب بحق اليمن ومشاركته الراهنة غير المباشرة عبر هذه الوظيفة تصب نحو عملية الإعداد والتحضير للتطبيع مع إسرائيل من خلال تأدية دور يمكِّن إسرائيل والناتو من الجزر اليمنية والصمت على مافيا نهب الثروات وهذا نجاح لهذا السمسار بخدمة أهله الصهاينة …
– نجح هذا المبعوث بالصمت عن الجرائم التي ترتكب من تحالف العدوان السعودي والأمريكي بحق الطلاب ممن يقصفون مدارسهم واغفال قضية تعطيل التعليم لسنوات من خلال عدم إشارته لقطع مرتبات المدرسين لسنوات، وهذا يعد نجاحا إجراميا لغريفيث.
… إذاً لا حصر للنجاح الإجرامي لغريفيث.
بالتالي فالانتصارات التي يحققها المجاهدون في مختلف الجبهات وبالذات في مارب صارت مقلقة لهذا السمسار، ويزداد قلقه كلما زاد اقتراب المجاهدين من مدينة مارب لأن ذلك سيكون لطمة قوية لمطامع الناتو ودول تحالف المنشار وفشلا لسمسرة هذا المبعوث.
على هذا الأساس لم تعد تهمنا تحركاته وزياراته لصنعاء أو لسلطنة عمان أو غيرها لأن الأمر بالنسبة لي شخصيا أصبح واضحا، أن السمسار يظل سمسارا بأخلاقه وضميره وقيمه، ومن يبيع ضميره سيبيع أرضه وعرضه، ومن المفترض أن يتم طرده مهما مارس الخداع مؤخرا لامتصاص غضب القوى المضادة للعدوان وذلك ما تجلى بلفه ودورانه حتى في ملف الأسرى.
اذا طرده واجب لأن أعماله ومواقفه من خلال هذه الوظيفة أثبتت أنه سمسار متوحش وليس لديه ضمير أممي.
ليستمر المجاهدون في الرد على من يعتدي على بلدنا، وأولى الخطوات تحرير مدينة مارب من دول العدوان وأجنداته مهما تدخل هذا أو ذاك.
ليستمر طيراننا المسيَّر في تقديم جرع تأديبية لمملكة العهر المنشاري ولو بصفة يومية لأن ذلك متاح بشرع الله وشريعة محمد بن عبدالله، وإذا جاء إليكم غريفيث فاطردوه من أجل انتصار قوى الحق التي يتولى قيادتها السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه..

قد يعجبك ايضا