"21 سبتمبر" الثورة التحررية التي قضت على مؤامرة التقسيم وأطاحت بالوصاية الأمريكية والسعودية على اليمن
رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور لـ”الثورة”:السعودية بطبيعة الحال وخلفها أمريكا تريدان لليمن أن تظل حديقة خلفية لهما وموقعا جيواستراتيجياً لمؤامراتهما العدوانية
تحدَّث الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس مجل الوزراء ، عن ثورة 21 سبتمبر المجيدة ، وما كرَّسته من قيم تحررية سامية ، أعادت الاعتبار للشعب اليمني العظيم ، واستعادت القرار السياسي الذي كان قبل الثورة بيد السفير الأمريكي وسفراء الدول الغربية ودول الخليج ، مشيرا إلى أن السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين ومعه بقية سفراء الدول الغربية ورسيا والصين ودول الخليج هم من كانوا يوجهون دفة إدارة البلاد على كل المستويات والصعد وكانت لقاءاتهم تكاد تكون يومية ومستمرة بهدف إدارة شؤون البلاد.
وأشار الدكتور عبدالعزيز في حديث مقتضب لـ”الثورة” بمناسبة أعياد الثورة المجيدة 21 سبتمبر و 26 سبتمبر ، إلى أن ثورة 21 سبتمبر شكلت بمبادئها النظرية ومعانيها التحررية وقيمها الإسلامية السامية رافداً هاماً لتعزيز الثورات اليمنية السابقة لها ، وثبَّتت قيم المقاومة والعنفوان للدفاع عن حياض الوطن وحدوده وانتصرت بالعديد من الإجراءات للفقراء والمعدمين من أبناء الشعب ، وصمدت من أجل أن يبقى القرار السياسي حُراً ومستقلاً عن الهيمنة الخارجية الإقليمية والأجنبية.
واعتبر الدكتور بن حبتور أن السعودية بطبيعة الحال وخلفها أمريكا لا ترغبان أن ينهض الشعب اليمني ويحرر قراره السياسي والاقتصادي والعسكري وهما تتمسكان برغبة أن تظل اليمن حديقة خلفية لهما ومكاناً تديران فيه مؤامراتهما وموقعاً جيواستراتيجياً تستفيدان من جغرافيته وان تظل اليمن فقيرة تابعة لهما ترسلان لها كبار المتنفذين ليكونوا ركائر اجتماعية قبلية لخدمة مشاريعهما الغربية الصهيونية٠
واضاف رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور: إن هناك رغبة جامحة لدى دول العدوان بأن تظل اليمن تابعة لها ومنزوعة الكرامة الوطنية ويظل قرارها بأيدي الرياض وأبوظبي وحتى في المنامة ولهذا شنوا العدوان الوحشي على اليمن العظيم ، ولو قبلنا بما يريدون من أن نطبق سياساتهم الخسيسة على اليمن ، لكانوا قد أوقفوا العدوان قبل سنوات ورموا بعملائهم ومرتزقتهم في المزابل ، لكن بشرط أن نكون معهم ننفذ رغباتهم وسياساتهم ومشاريعهم التي يطبقونها اليوم في المحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلالهم وهيمنتهم ، هذا لن يحدث لو استمر عدوانهم عشرات السنين٠
وفي حديثه أشار بن حبتور إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها مشروعها التقسيمي لليمن مُنذ زمن بعيد وبالذات (الشقيقة الكبرى)، ونتذكر معاً دعم دول مجلس التعاون الخليجي لمشروع الانفصال في العام 1994م، الذي قاده المتطرفون من قيادة الحزب الاشتراكي اليمني حينما اعلنوا الانفصال من مدينة عدن ، وجميع دول الخليج هي من دعمت الانفصال باستثناء دولة قطر التي رفضت الاشتراك في تلك المؤامرة ، لكن البقية من دول الخليج هي من دعمت المشروع الانفصالي بالمال والسلاح والمرتزقة، ولو لا أن الجيش اليمني قد حسم المعركة في غضون شهرين لكان الانفصال هو الذي تحقق على ارض الواقع ، وعدوان اليوم على اليمن قادوه هم ذاتهم – أي تلك الدول التي تآمرت بالأمس – باستثناء سلطنة عُمان ولحقتها دولة قطر ، إذاً هو ذات المشروع لم يتغير سوى بالشكل أما المضمون واحد٠
فإلى نص الحوار:
الثورة/ مجدي عقبة
“الثورة” بداية.. ما هي التحولات التي صنعتها ثورة الشعب اليمني في 21 سبتمبر ..وحجم التأييد الشعبي للثورة ولقائد الثورة؟
-رئيس الوزراء: أهنئكم تهنئة حارة في بدء حوارنا هذا بمناسبة أعياد الثورة اليمنية 21سبتمبر و26سبتمبر و14اكتوبر و30 نوفمبر، جعلها الله أعياداً وأفراحاً وانتصارات حاسمة في جميع الجبهات على العدو السعودي – الإماراتي – الأمريكي ومن يقف خلفهم ويدعم هذا الحلف العدواني على اليمن العظيم، سائلين الله بأن يذل العملاء والمرتزقة من اليمنيين الذين يقفون مع دول العدوان في قتل وحصار شعبنا اليمني٠
لقد شكلت ثورة 21 سبتمبر بمبادئها النظرية ومعانيها التحررية وقيمها الإسلامية السامية رافداً هاماً لتعزيز الثورات اليمنية السابقة لها ، وثبتت قيم المقاومة والعنفوان للدفاع عن حياض الوطن وحدوده وانتصرت بالعديد من الإجراءات للفقراء والمعدمين من أبناء الشعب ، وصمدت من أجل أن يبقى القرار السياسي حُراً ومستقلاً عن الهيمنة الخارجية الإقليمية والأجنبية ، وحظيت هذه الثورة المباركة بالالتفاف الشعبي الكبير في المدن والأرياف مما أهَّلها لاستمرار المواجهة مع دول العدوان وعملائها.
“الثورة””: كيف احتضنت الثورة جميع الأطراف في اتفاق سياسي وطني؟
-رئيس الوزراء: نعم إن ثورة الـ 21سبتمبر وهي في حالة انتصار ساحق على فلول القوى الإرهابية وحزب الإخوان المسلمين المتآمرة مع دوائر الاستخبارات الغربية الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، طالبت قيادتها الثورية بقيادة الحبيب/ عبدالملك بدر الدين الحوثي باتفاق شراكة سياسية مع جميع الأحزاب في الساحة اليمنية بمن فيهم من يتآمر على الشعب ووقعوا في القصر الجمهوري أو بدار الرئاسة هنا في صنعاء على وثيقة سياسية هامة هدفها الشراكة لإدارة شؤون اليمن ، لكن ذلك لم يرُق ولَم يعجب ( الشقيقة الكبرى ) السعودية ومن خلفها أمريكا وبالتالي قرروا الاستمرار في التآمر ضد شعبنا اليمني العظيم وبدء العدوان عليه.
“الثورة””.. لماذا لجأت السعودية وأمريكا إلى شن العدوان على اليمن.. منقلبتين على الاتفاق الذي أعلنتا مباركتهما وتأييدهما له عشية 21 سبتمبر؟
-رئيس الوزراء: بطبيعة الحال السعودية وخلفها أمريكا لا ترغبان أن ينهض الشعب اليمني ويحرر قراره السياسي والاقتصادي والعسكري وهما تتمسكان برغبة أن تظل اليمن حديقة خلفية لهما ومكاناً تديران فيه مؤامراتهما وموقعاً جيواستراتيجياً تستفيدان من جغرافيته وان تظل اليمن فقيرة تابعة لهما ترسلان لها كبار المتنفذين ليكونوا ركائر اجتماعية قبلية لخدمة مشاريعهما الغربية الصهيونية٠
” الثورة””: لماذا التكالب على ثورة 21 من سبتمبر من قبل السعودية وأمريكا؟
– رئيس الوزراء: هناك رغبة جامحة لدى دول العدوان في أن تظل اليمن تابعة لها ومنزوعة الكرامة الوطنية ويظل قرارها بأيدي الرياض وأبوظبي وحتى في المنامة، ولهذا شنوا العدوان الوحشي على اليمن العظيم ، ولو قبلنا بما يريدون، أي أن نطبق سياساتهم الخسيسة على اليمن ، لكانوا قد أوقفوا العدوان قبل سنوات ورموا بعملائهم ومرتزقتهم في المزابل ، لكن بشرط أن نكون معهم ننفذ رغباتهم وسياساتهم ومشاريعهم التي يطبقونها اليوم في المحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلالهم وهيمنتهم ، هذا لن يحدث لو استمر عدوانهم عشرات السنين٠
“الثورة””: ما حجم الارتهان قبل ثورة 21 سبتمبر وانصياع القرار في صنعاء للتعليمات السعودية وتوجيهات سفراء الدول العشر؟
-رئيس الوزراء: بدأ التدخل السافر في إدارة شؤون البلد في مطلع العام 2011م ، ونتذكر كيف كان السفير الأمريكي السيد جيرالد فايرشتاين ومعه بقية سفراء الدول الغربية ورسيا والصين ودول الخليج يوجهون دفة إدارة البلاد على كل المستويات والصعد وكانت لقاءاتهم شبه يومية ومستمرة بهدف إدارة شؤون البلاد.
” الثورة”: خططوا لمؤامرة تقسيم البلاد وأرادوا تمريرها.. هل تمكنت ثورة سبتمبر من القضاء عليها؟
-رئيس الوزراء: للتذكير فحسب فإن دول مجلس التعاون الخليجي لديها مشروعها التقسيمي لليمن مُنذ زمن بعيد وبالذات (الشقيقة الكبرى ) ونتذكر معاً أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي دعموا مشروع الانفصال في العام 1994م الذي قاده المتطرفون من قيادة الحزب الاشتراكي اليمني حينما أعلنوا الانفصال من مدينة عدن ، وجميع دول المجلس دعمت الانفصال باستثناء دولة قطر رفضت الاشتراك في تلك المؤامرة ، لكن بقية دول الخليج دعمت المشروع الانفصالي بالمال والسلاح والمرتزقة، ولولا أن الجيش اليمني حسم المعركة في غضون شهرين لكان الانفصال تحقق على أرض الواقع ، وعدوان اليوم على اليمن قادوه هم ذاتهم أي تلك الدول التي تآمرت بالأمس باستثناء سلطنة عُمان وتبعتها دولة قطر ، إذاً هو ذات المشروع لم يتغير سوى في الشكل أما المضمون فهو واحد٠
” الثورة”: ما هو حجم الاختراق الأمني والعسكري والسياسي الذي كان قائما قبل الثورة من قبل أمريكا والسعودية.. وصولا إلى تمكين الإرهابيين من التغلغل في مفاصل الدولة؟
-رئيس الوزراء: أمريكا وعدد من الدول الغربية هي التي صنعت تلك المنظمات الإرهابية (تنظم القاعدة وداعش) والسعودية والإمارات وقطر هم من مولوه وزودوه بالمال والسلاح والخطط العسكرية والأمنية ، فلا غرابة أن يمهدوا لهذه التنظيمات الإرهابية بالتغلغل في مفاصل الأمن والمؤسسات العسكرية في الدولة اليمنية آنذاك ٠
“الثورة”: ما الذي تميزت به ثورة الشعب اليمني في الحادي والعشرين من سبتمبر من خصائص عن غيرها تجاه مؤسسات الدولة ؟
-رئيس الوزراء: بتوجيهات حصيفة وعالية المسؤولية من قائد الثورة الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي تم الحفاظ على جميع مؤسسات الدولة وتمت حمايتها بجنود ومتطوعين من الجيش واللجان الشعبية وتم منع أي نهب أو اختلال في نشاط تلك المؤسسات٠
” الثورة”: ما هي رسالتكم للشعب اليمني في ذكرى ثورته، ولقائد الثورة وللمجاهدين من أبطال القوات المسلحة والأمن في جبهات مواجهة العدوان؟
-رئيس الوزراء: في هذه المناسبة أكرر التهنئة للقائد الحبيب والمجلس السياسي وجماهير الشعب اليمني والجيش اليمني واللجان الشعبية، علينا أن نبقى جميعاً في حالة يقظة تامة والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وحمايتها من المتطرفين النزقين، والتركيز والاهتمام بحشد كل الطاقات البشرية والمادية والمعنوية في مواجهة العدوان، والنصر بإذن الله حليف الشعب اليمني.
“الثورة”: ما رسالتكم للتحالف العدواني وعلى رأسه أمريكا وآل سعود ومن يحاول إرضاخ الشعب اليمني بعدوانه وحصاره؟
-رئيس الوزراء: نقول لهم جميعاً كما كُسرت وهُزمت جميع الحملات العسكرية الغازية الأجنبية على اليمن من قبل الإمبراطوريات الأجنبية العُظمى آنذاك ( وهو درس عليهم أن يتعلموه ) ، نقول لهم إن هذا العدوان لن يزيدنا إلا إصراراً وثباتاً وعزيمة وقوة ، ومهما جمعتم من سلاح ومرتزقه ومال إلا أنه لم ولن يفت في عضد هذا الشعب اليمني العظيم المقاوم ، ولديكم طريق واحد هو الاعتراف باستقلال اليمن والجلوس معه على طاولة الحوار من أجل سلام مشرِّف وعادل يضمن للجميع حقوقهم ، غير ذلك فإننا على صبرنا وثباتنا والله معنا وناصرنا ، والله أعلم منا جميعاً٠