ألفا يوم من العدوان.. عنفوان الصمود اليمني في معركة الحرية والاستقلال ودحر الطغاة والمستكبرين
خطابات قائد الثورة واستشرافاته أكدها الواقع
الثورة /
ألفا يوم من الصمود الأسطوري الذي سطره الشعب اليمني الصامد في وجه تحالف العدوان السعودي الأمريكي، الذي يمتلك أحدث التقنيات العسكرية واللوجستية لمحاربة أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، لكنه بفضل الله وقوات الجيش واللجان الشعبية لم يتمكن من تحقيق أي نتيجة وخابت آمالهم أمام صمود اليمنيين الذين استمدوا عنفوان هذا الصمود من وحي خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وجعلوا دول العدوان عاجزة عن تحقيق أيٍ هدف لها، وهذا الصمود يستحق أن يُروى وأن ترسم على ضوئه معالم الحرية والكرامة والعدل والمساواه، ما بعد ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، ثورة الشرف والحرية، ثورة المقاومة ورفض الوصاية الإقليمية والتي أصبحت كقوة لا يستهان بها في شبه الجزيرة العربية .
منذ العام الأول من العدوان كل كلمات ما استشرفه قائد الثورة تأكدت على أرض الواقع لتكشف للأمة العربية والإسلامية سوءة أنظمة الحكم العربية التي سخَّرت نفسها كأدوات لتنفيذ أجندات قوى الاستكبار المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني .
وخلال ألفي يوم من العدوان الغاشم استمد اليمنيون عنفوان الصمود من وحي خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ومبدئية مواقفه الثابتة من كل القضايا دون أن تتبدل، لا سيما في المناسبات الدينية، واستلهام الدروس والعبر منها، كمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد – عليه السلام – التي تحولت إلى محطة لتجديد الطاقة في مواجهة المخططات والمؤامرات الدولية التي تحيط بالأمة والتي يعد الشعب اليمني جزءاً منها.
ففي مطلع نوفمبر من العام 2015م الموافق 1437هـ، قال قائد الثورة وبالنص: “اليوم في واقع الأمة هناك ترويض كبير على الاستساغة للظلم مهما بلغ، للطغيان مهما وصل، بكل أشكال الفساد مهما كان، هناك عملية ترويض، هناك فلسفة، هناك شرعية، هناك تحويلها إلى مسائل سياسية واختلافات سياسية، هناك عمل على إهدار القيم والتخلص نهائيا من الأخلاق وان يصبح الواقع شيئاً والمبادئ والأخلاق والقيم الفكرية والإنسانية شيئاً آخر بعيداً عن الحياة، اليوم حين تتحدث عن العدل، عن الحق، عن الخير، عن مواجهة الظلم، عن مواجهة الفساد، عن مواجهة الغزو والاحتلال، عن الوقوف بوجه المستكبرين، يقول البعض اتركونا لا تُدخلوا مسائل الدين في مسائل الحياة أو أمور الحياة، هذه قيم، قيم يحتاجها الإنسان كإنسان، أن يكون حراً، أن ينعم بالعدل، أن ينعم بالخير في هذه الحياة، أن تتحقق له الحرية في هذه الحياة والعزة والكرامة في هذه الحياة، الله سبحانه وتعالى جعل الوقوف ضد الظلم والظالمين و الجائرين والطغاة فريضة ولا تصلح الحياة إلا بتحمل هذه الفريضة، بالقيام بهذه المسؤولية، هذه سنة من سنن الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، فمخاطر الصمت كبيرة، مخاطر السكوت كبيرة”.
ومع اقتراب اكتمال العام السادس تُرجم كل ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الواقع، فخلال الأعوام الماضية، الصمت حوَّل المحافظات التي خضعت للتحالف إلى بؤر فساد وأوكار للجرائم وبيئة طاردة للحياة، وتكشفت معها حقائق أن التحالف جاء ليحتل ويستعبد اليمنيين وما جرى ويجري في الجنوب ليس بخاف.. الصمت على الطغاة من الحكام حوَّل الدول العربية والإسلامية إلى مقاصد سياحية وتجارية للعدو الإسرائيلي وعلى المكشوف.
وفي كلمته الاثنين الماضي وبعد ألفي يوم من الصمود بمناسبة “استشهاد الإمام زيد، عليه السلام” شخص السيد عبدالملك، الموقف السعودي والإماراتي وموقف آل خليفة في ما يسمى بالتطبيع، بأنه عبارة عن الولاء لأعداء الإسلام، والارتباط معهم على المستوى العلني.
وقال: “كان في الماضي على المستوى السري، ولكن لأن مسار انحرافهم وتحريفهم ومسار عمالتهم هو مسار تصاعدي، خرج من المستوى السري إلى المستوى العلني، ومن تحت الطاولة إلى ما فوق الطاولة، وهم بالقدر نفسه لهم مسار عدائي تصاعدي ضد أبناء هذه الأمة ضد هذه الشعوب، ولذلك بقدر ما يزدادون ولاءً، بقدر ما يظهرون ولاءهم لأمريكا وإسرائيل وللصهاينة اليهود؛ بقدر ما يبرز عداؤهم أكثر وأكثر لأبناء هذه الأمة، بقدر ما يكونون أكثر سلبيةً، وأكثر عداءً..خط ومسار واحد تلخص في خطابات قائد الثورة، فما بين الأمس واليوم آيات تصحح كل المفاهيم المغلوطة”.
قائد الثورة نبه في الماضي ونبه في الأمس إلى أهمية الوعي وأكد عليه لأنه مسألة قاهرة لمخططات أعداء الأمة، لأن الطغاة انحرفوا من الترويض واصبحوا اليوم في مرحلة الترويج.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن النموذج الذي يمثل خط الانحراف والتحريف في الأمة نراه اليوم في النظامين الإماراتي والسعودي اللذين يحملان راية النفاق، والولاء والتبعية لأعداء الأمة، ولعب الدور التخريبي داخلها .
وأوضح أن من يوجهون الإساءة لرسول الأمة بشكل مستمر هم مرتبطون باليهود الصهاينة وأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل ، وأن الدور الأساس في العداء لأمتنا تقوم بها إسرائيل وأمريكا، ولديهم أعوانهم في الشرق والغرب.
وأشار إلى أن الصهاينة والأمريكيين يحرقون القرآن ويسيئون للرسول الأعظم بشكل مباشر ويتآمرون على مقدسات الأمة في فلسطين ومكة والمدينة، ووصلت بهم الإساءة إلى إدخال الصهاينة إلى المسجد النبوي الشريف
وأكد أن النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة وأمثالهم الذين يقفون في صف عدو الأمة أصبحوا اليوم أعداء لها وخطرا عليها ، فمن لا يحترم مبادئ ومقدسات الأمة فلن يحترم أبناءها، بل سيعاديهم ويتآمر عليهم خدمة للصهاينة اليهود وأمريكا .
وأضاف : التطبيع السعودي والإماراتي وآل خليفة مع العدو هو ولاء لأعداء الإسلام بشكل علني بعد أن كان موجودا بشكل سري ، وبقدر ولاء السعودي والإماراتي وآل خليفة لأمريكا وإسرائيل، بقدر ما يبرز عدائهم لأبناء الأمة.
وأكد أن مصدر الحروب والاختلالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المنطقة يأتي من عملاء الأمة من النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة.
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إن العملاء عادة يتقاضون المال مقابل عمالتهم، لكن الغريب في واقع النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة أنهم يقدمون المال لأمريكا كي تنجح في مؤامراتها على الأمة .
لم تُعد خطابات قائد الثورة محط اهتمام الشعب اليمني فقط بل تهتم بها دول محور المقاومة وغرف عمليات ووسائل إعلام قوى الطاغوت من “نجد إلى واشنطن” ويعكف على تحليلها خبراء عصف بهم المرض إثر ارتفاع وهبوط الأدرينالين طوال أعوام العدوان التي تجلت فيها مصاديق صاحب القول الفصل لتطوي معها كل تحليلات مراكز الدراسات والمعاهد الصهيونية.
صلابة موقف قائد الثورة وحنكته القيادية لها صلة مباشرة بنظرته لطبيعة العدوان على الوطن اليمني وعلاقته بما يدور في المنطقة، وكذلك بطبيعة مواجهته، وطبيعة المسؤولية في هذه المواجهة، وهذا التقييم للمواجهة مرتبط بالجوانب القيمية والعقائدية والمبدئية لشخص قائد الثورة، المبادئ التي هي في نهاية المطاف الحقل الأيديولوجي الذي تتلخص فيه قضايا الشعب ومصالحه الاجتماعية الوطنية.
نظر قائد الثورة إلى العدوان على اليمن كعدوان استعماري احتلالي توسعي للدول الامبريالية والصهيونية وأدواتها في المنطقة، وباعتبار العدوان على اليمن جزءاً من مشروع تفكيك المنطقة والهيمنة عليها، وعلى المستوى الداخلي اعتبر قائد الثورة العدوان استمراراً للنهج السياسي العدواني للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية، واستمراراً في موقفهم المضاد لثورة 21 سبتمبر 2014م التي هي ثورة وطنية وضعت على عاتقها مهمة صون الاستقلال الوطني، رغم أنها رفعت عناوين مطلبية متعلقة بالجرعة السعرية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإسقاط الحكومة الفاسدة.