2000 يوم من الصمود والشموخ والتحدي
عبدالفتاح علي البنوس
2000 يوم من العدوان الهمجي الإجرامي الوحشي السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي البريطاني، في سياق التحالف السلولي على بلادنا، 2000 يوم من القصف الجوي المتواصل والحصار البري والبحري والجوي الشامل لأكثر من ثلاثين مليون نسمة. 2000 يوم من الخراب والدمار والتآمر والصلف والتوحش الذي فاق كل التوقعات والتصورات. 2000 يوم من الانحياز الأممي والدولي إلى صف قوى العدوان. 2000 يوم من التآمر والتحالف الدولي والأممي ضد اليمن واليمنيين. 2000 يوم من غياب الضمير العالمي والإنساني تجاه ما يتعرض له وطننا وشعبنا من عدوان غاشم وحصار جائر شارف على انقضاء العام السادس.
2000 يوم من العدوان سقط خلالها بحسب إحصائية صادرة عن مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية 16978 شهيدا بينهم 3790 طفلا و2381 امرأة، في حين وصل عدد الجرحى 26203 بينهم 4089 طفلا و2780 امرأة ،فيما بلغ عدد المنشآت المدمرة والمتضررة في البنية التحتية لليمن 9135منشأة، كما تسبب العدوان في دمار وتخريب 15 مطارا و16 ميناء و304 محطات ومولدات كهربائية و537 شبكة ومحطة اتصال، وقام بتدمير واستهداف 2098 خزان وشبكة مياه 1965 منشأة حكومية و4200 طريق وجسر، فيما بلغ عدد المنازل المدنية المدمرة والمتضررة جراء العدوان 565973 منزلا أما المنشآت الخدمية فقد بلغت 576528 منشأة، كما أدى العدوان إلى تدمير 176 منشأة جامعية و1375 مسجدا و365 منشأة سياحية و389 مستشفى ومرفقا صحيا، وتدمير واستهداف 1095 مدرسة ومركزا تعليميا و6732 حقلا زراعيا و132 منشأة رياضية و244 موقعا أثريا و47 منشآت إعلامية، فيما يلغ عدد المنشآت الاقتصادية المدمرة والمتضررة نتيجة العدوان 22404منشآت اقتصادية، بينها 392 مصنعا و286 ناقلة وقود و11227 منشأة تجارية و407 مزارع دجاج ومواشي، و6899 وسيلة نقل و463 قارب صيد و884 مخزن أغذية و391 محطة وقود و672 سوقا و783 شاحنة غذاء، علاوة على الخسائر والأضرار المادية الهائلة التي تكبدها الاقتصاد الوطني، والمعاناة التي خلفها العدوان والحصار على شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني، حيث ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن عدد المحتاجين للمساعدات في اليمن ارتفع إلى 20 مليوناً في عام 2017بالمقارنة مع 17 مليوناً في العام 2016، في مؤشر خطير على حجم المعاناة والتداعيات الكارثية التي خلفها العدوان والحصار.
وفي مقابل 2000 يوم من العدوان والحصار، قابلها اليمنيون بـ 2000 يوم من الصمود والثبات والمواجهة والتحدي والشموخ والإباء والشجاعة والبطولة والإقدام، 2000 يوم وجبهتنا الداخلية أكثر قوة وتماسكا وثباتا، وجبهاتنا الداخلية والخارجية تسجل الانتصارات المتتالية التي تشرئب لها الأعناق، ويتعرض فيها الأعداء للهزائم والانتكاسات المتواصلة، 2000 يوم والشعب اليمني يضرب أروع الأمثلة في الصبر والوفاء، ويرسم أجمل الصور في دعم وإسناد أبطال الجيش واللجان الشعبية رغم انقطاع المرتبات، وتداعيات العدوان والحصار، 2000 يوم من الإنجازات العسكرية الفريدة في مجال التصنيع الحربي، صرنا خلالها من نمسك بزمام المبادرة في استهداف عمق العدو السعودي وتوجيه الضربات الموجعة لمرتزقته في مختلف الجبهات، وصار للقوة الصاروخية اليمنية، وسلاح الجو المسير اليمني، الحضور الفاعل والمؤثر في معركة النفس الطويل التي يخوضها الجيش واللجان بكل عزيمة واقتدار.
بالمختصر المفيد: يمتلك شعبنا اليمني وأبناء جيشنا المغوار ولجاننا البواسل من الإيمان والثقة بالله، والاعتماد والتوكل عليه، والبأس اليماني الشديد ما يؤهلهم للصمود والثبات والمواجهة ل ألفي يوم إضافية، مجاهدا ومقارعا لقوى الطاغوت والإجرام والتوحش، مدافعا عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة مسطرا أروع الملاحم البطولية، ومهما راهن الأعداء على عامل الوقت لإخضاعنا واستسلامنا فإن رهانه خاسر بكل المقاييس، فكلما طال أمد العدوان والحصار، كلما كانت المحصلة أننا نزداد صمودا وثباتا، وتتعاظم قدراتنا العسكرية الدفاعية، وتتنامى وتتسارع وتيرة العمل نحو الإكتفاء الذاتي، والوصول إلى بناء الدولة المدنية الحديثة المنشودة، وهذا من فضل الله على يمن الإيمان والحكمة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.