المبادرات المجتمعية.. تحركٌ فاعل وآثار ملموسة
سيف الدين المجدر
نلاحظ أنه في الفترة الأخيرة عادت إلى الواقع ثقافة « المبادرات المجتمعية « التي تتمثل في تعاون المجتمع لإزالة عائقٍ ما أو القيام بعمل يعود على أبناء ذلك المجتمع بالنفع، وقد بدأت مثل هذه الأعمال العظيمة تندثر بمرور الوقت وبفعل أفكار خاطئة تصنع العجز والضعف في ذهن المجتمع وتجعله ينتظر ويستجدي خدمات هو قادرٌ على توفيرها خلال أيام معدودة وذلك بقوة وتعاون أبنائه، وترك الحكومة لما هو أعظم، وكان مجتمعنا اليمني في السابق له الدور العظيم والفاعل في المشاريع التنموية وكانت مشاركة المجتمع هي إحدى الركائز الأساسية للتنمية في البلاد حيث أن معظم الأعمال التنموية كانت لا تخلو من المشاركة المجتمعية،
وقد شاهدنا في هذه الفترة تبني المجتمع مثل هذه المبادرات في محافظة حجة والحديدة وذمار وغيرها من المحافظات، وكانت في مجالات متنوعة ففي مجال ترميم وشق الطرقات قام المجتمع بشق خط بتكلفة 500 مليون ريال في منطقة وصاب العالي بذمار ، وفي مجال الزراعة قام المجتمع بغرس أكثر من سبعة آلاف شتلة من البن واللوز في منطقة كحلان عفار ومنطقة مبين في حجة ، وفي مجال الاستجابة الطارئة بادر المجتمع وقام ببناء أكواخ وعشش للمتضررين من الأمطار والسيول في منطقة وادي مور ومنطقة القناوص ، وفي عدة مجالات أخرى وكان لمؤسسة بنيان التنموية حضور بارز في أغلب تلك المبادرات المجتمعية التي كُتب لها النجاح بفضل الله سبحانه وتعالى ،وكان ذلك التحرك من قبل أبناء المجتمع استشعاراً منهم للمسؤولية ولدورهم المهم في عملية بناء هذا البلد وامتثالاً لتوجيهات ديننا الإسلامي الذي يحث على التعاون والإحسان والبذل والعطاء وعدم الإهمال والتقصير تجاه كل ما يفيد ويخدم هذه الأمة.
وكما يقع على عاتق القطاع الخاص مسؤولية كبيرة من حيث دعم المبادرات المجتمعية وتبنيها ، وليس شرطاً أن يكون الدعم مادياً فقط فالقطاع الخاص لديه الكثير من الإمكانيات الأخرى، وكذلك السلطة المحلية يجب أن تكون إلى جانب المجتمع في كل تلك المبادرات وتقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل الدفع بعجلة التنمية والنهوض بالبلد.
وهاهو الشعب اليمني العظيم الواعي لخطورة المرحلة يتجه نحو البناء وكما كان له النصر بقوة الله في الجبهة العسكرية سوف يكون له النصر بإذن الله في الجبهة التنموية ومن نصر إلى نصر قال تعالى {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} .