أمطار الخير تتواصل في العاصمة والمحافظات.. ضحايا وأضرار كبيرة
لجان ميدانية لحصر أضرار السيول في أمانة العاصمة وإجلاء عشرات الأسر من منازلها
وفاة 17 مواطناً جراء السيول في العاصمة وريمة ومارب
الثورة / أحمد المالكي
يتواصل هطول الأمطار على بلادنا منذ ثلاثة أسابيع ، ويوم أمس الخميس استمرت الأمطار الغزيرة في الهطول على العاصمة صنعاء والمناطق الشمالية والغربية والوسطى من البلاد ، مما أدى إلى زيادة الأضرار الناجمة عنها في ريمة والحديدة وصنعاء وذمار وحجة وصعدة وإب ، وفي السياق توقع المركز الوطني للأرصاد استمرار هطول الأمطار الغزيرة في أغلب محافظات الجمهورية وعدم استقرار الأحوال الجوية، داعيا الأخوة المواطنين إلى توخي الحذر.
وتسبب هطول الأمطار الموسمية في حدوث انقطاع الطرقات في العاصمة وبشكل رئيسي في الجزء الشرقي لها ، ووقعت الأضرار في شوارع النصر ومأرب وأحياء مديرية شعوب ، كما انهارت عدد من المنازل في صنعاء القديمة ، وسجلت وفاة عشرة مواطنين في محافظة ريمة جراء السيول ، كما جرفت السيول عددا من السيارات يوم أمس في العديد من الأماكن على الرغم من رفع التحذيرات الخاصة من الأمطار الغزيرة في العاصمة والمحافظات .
وتوفي 10 مواطنين بمحافظة ريمة أمس إثر تهدم منازل جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة ، وأوضح مصدر محلي بالمحافظة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن عدداً من المنازل تهدمت في مديريتي الجعفرية والجبين جراء هطول الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى وفاة 10 مواطنين وإصابة ستة آخرين ، وأشار المصدر إلى انقطاع الطرق وتضرر المدرجات الزراعية بمختلف مديريات المحافظة جراء السيول الجارفة.
وفي العاصمة صنعاء توفي 3 مواطنين من أحفاد بلال جراء السيول التي هطلت على العاصمة صنعاء ،
وفي مارب توفي أربعة مواطنين أمس جراء السيول في مناطق متفرقة من المحافظة.
وأوضح مصدر طبي لـ(سبأ) أن أربعة مواطنين توفوا غرقا وتم إنقاذ اثنين لا يزالا في العناية المركزة.
وارتفعت حصيلة الوفيات في محافظة مارب إلى 21 وأكثر من 10 إصابات نتيجة السيول الجارفة التي تشهدها مناطق المحافظة.
كما تضرر أكثر من 79 منزلاً في عدد من مديريات أمانة العاصمة، وتعرضت المنازل لأضرار كبيرة نتيجة هطول الأمطار، منها 24 منزلا تهدمت ما استدعى إجلاء السكان منها ، كما أن هناك الكثير من المنازل مهددة بالسقوط جراء وصول السيول إلى داخلها ، وأغلبها منازل قديمة بصنعاء القديمة ومديرية الوحدة والصافية وبني الحارث والسبعين وأطراف مديرية معين.
خطط إجلاء وطوارئ
قال وكيل أمانة العاصمة عبدالوهاب شرف الدين إن الأمانة قامت بإجلاء أسر من 79 منزلا تضررت بسبب السيول والأمطار الغزيرة ، وقامت بتقديم المساعدات الإغاثية للأسر المنكوبة في الأمانة ، وقال شرف الدين وكيل أمانة العاصمة ورئيس غرفة عمليات الطوارئ فيها، إن هناك أكثر من 79 منزلاً تم حصرها في عدد من مديريات العاصمة صنعاء تضررت بشكل كبير نتيجة الأمطار ، منها 24 منزلا تهدمت الأمر الذي استدعى إجلاء السكان منها وأن هناك الكثير من المنازل مهددة بالسقوط بسبب وصول السيول إلى داخلها.
وأشار القاضي عبدالوهاب شرف الدين في تصريح لـ”الثورة” إلى أن أغلب المنازل المتضررة كانت في صنعاء القديمة ومديرية الوحدة والصافية وبني الحارث والسبعين وأطراف مديرية معين ، ولفت إلى أنها متهالكة بفعل تقادمها وبعضها بنيتها غير متماسكة.
وأوضح أن هناك عدة عوامل ساعدت إلى جانب الأمطار في الكارثة تتمثل في أن أغلب الأهالي لم يقوموا بالترميمات الدورية بسبب الظروف المعيشية التي سببها العدوان ، بالإضافة إلى أن القصف الجوي الذي تعرضت له العاصمة صنعاء أثر بشكل كبير جدا على كثير من المنازل نتيجة الاهتزاز والارتجاح المصاحب لانفجار الصواريخ التي استخدمها طيران العدوان السعودي وبعضها شديد الانفجار ، علاوة على أن كثيراً من المنازل تم بناؤها عشوائيا وفي منحدرات السيول ومنخفضات هي عبارة عن مجاري للسيول التي تتدفق سنويا.
وعن الإجراءات التي اتخذتها الأمانة لإغاثة المنازل المنكوبة أضاف وكيل أمانة العاصمة ، أنه تم إلى جانب إجلاء الأسر من المنازل المتأثرة تقديم المساعدات الإيوائية والغذائية لها ، لافتا إلى أن الأمانة الآن بصدد شراء “طرابيل” لتغطية أسطح المنازل القديمة للتخفيف من المعاناة كإجراء طارئ ووقتي .
ردم الحفر ومعالجة الأضرار
وفيما يتعلق بالحفر والأضرار الموجودة في الشوارع أكد شرف الدين أن الأضرار كثيرة وزادت بنسبة 30 % عما كانت عليه قبل الأمطار التي تؤدي زيادتها واستمرارها إلى اتساع الإشكالية ، وقال إن وزارة الأشغال والوحدة التنفيذية بالأمانة قامتا بوضع طبقة البيسكورس بغرض الحفاظ على الأسفلت وحتى لا تتوسع رقعة التلف فيها وأن هذا الإجراء عبارة عن معالجات آنية ، مشيرا إلى وجود صعوبات كبيرة في إجراء أعمال الصيانة مع استمرار هطول الأمطار يوميا ، كون الأرض تكون رخوة ، وأن تنفيذ أي ترميمات وصيانة لن يكون لها الأثر في ظل هطول الأمطار اليومية التي تعتبر عائقا أمام الترميم.
فيضانات في الشوارع وقنوات التصريف مغلقة!
وأشار إلى أن مشكلة الفيضانات وتراكم المياه بكميات كبيرة في الشوارع ناتجة عن انسداد قنوات تصريف مياه السيول ، وقال إن انسدادها نتيجة وضع المخلفات على مجاري السيول الجانبية والوسطية، حيث يقوم المواطنون بوضعها دون أي اكتراث لتبعات ذلك ، وأكد لـ”الثورة” أن الفرق التابعة للأمانة والأشغال تعمل في الميدان لفتح تلك المجاري ووفق خطة الطوارئ التي تعمل عليها أمانة العاصمة.
وتوجه بدعوته المواطنين والأهالي إلى التعاون الإيجابي مع الجهات المعنية ومع أنفسهم في موضوع الترميمات وتصريف مياه الأمطار من الأسطح حيث بإمكانهم فتح قنوات يدوية طارئة كي تقوم المعدات بعملها ، وبأن يتوخى الجميع الحذر باتخاذ الإجراءات السريعة في الحفاظ على ممتلكاتهم وعلى أرواحهم ، خصوصا مع استمرار هطول الأمطار بغزارة حتى نهاية الموسم.