مرتادو المستشفى زاد بنسبة 45% .. ما يتطلب دعماً وجهوداً كبيرة
رئيس هيئة المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة لـ “الثورة”: السعة السريرية ارتفعت إلى 350 سريراً.. ونطمح في زيادتها نهاية العام إلى 420 سريراً
أكملنا نظام الأتمتة الذي سيساعدنا في تحديد المشاريع المستقبلية ورسم الخطط
تخدم 2 مليون ونصف نسمة.. ونستعد لافتتاح مراكز تخصصية جديدة
حققت هيئة المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة خلال فترة قياسية تطورات مهمة في خطة توسيع الخدمات الطبية وتجويدها وتحديث الأقسام والعمل بأجهزة وتقنيات عالية في خدمات التشخيص والمعاينة وجراحة المخ والأعصاب ، ورغم تحديات العدوان وتداعيات الحصار ، أثمرت جهود قيادة الهيئة عن تنفيذ خارطة مشاريع طبية وإدارية أسهمت بكفاءة في تقديم خدمات طبية نوعية على مستوى المحافظة.
الدكتور عبد الملك جحاف، رئيس هيئة المستشفى ، يتحدث من خلال هذا اللقاء عن الوضع الراهن لخدمات الهيئة مقارنة بالسنوات الماضية ، والجهود التي تمت بهدف تحسين الخدمة والرعاية الطبية للمرضى من أبناء محافظة حجة والمحافظات المجاورة ، والتعرف على دور المستشفى في تلبية الاحتياجات الطبية لأكثر من مليونين ونصف نسمة إضافة إلى قضايا أخرى تتابعونها في اللقاء:
الثورة / جميل القشم
دكتور عبد الملك.. حدثنا عن الوضع الراهن لخدمات المستشفى مقارنة بالسنوات الماضية؟
المستشفى يعمل بوتيرة عالية لتلبية احتياجات المرضى في ظل تزايد عدد المترددين عليه من مديريات محافظة حجة والمحافظات المجاورة، إذ نواكب مختلف الأقسام خلال الفترة الراهنة زيادة في عدد المترددين بنسبة 45 % وبسعة سريرية ارتفعت من 148 سريرا إلى 350 سريرا ، وما نزال نسعى ضمن رؤيتا وخطتنا الاستراتيجية إلى الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات الطبية رغم التحديات المادية وكثافة المترددين ، ومقارنة مع السنوات الماضية فقد أثمرت الجهود بالتعاون مع قيادتي وزارة الصحة والمحافظة والعاملين في الهيئة عن تنفيذ مشاريع طبية وافتتاح أقسام ومراكز جديدة وإضافة خدمات لم تكن موجودة ومتوفرة.
ماهي التحديات التي واجهت المستشفى خلال سنوات العدوان؟ وكيف واجهتهم ذلك؟
– التحديات كثيرة من ضمنها صعوبة الحصول على كادر متخصص نتيجة للمغريات التي قدمها تحالف العدوان لاستقطاب الكوادر الطبية ومغادرتهم ، وأيضا تداعيات الحصار الجائر على البلاد وانعكاساتها في انعدام وصعوبة توفير المستلزمات الطبية والأدوية للأمراض المزمنة مثل أدوية الضغط وأدوية مرضى الفشل الكلوي والسكري وغيرها، وكذلك قطع غيار الأجهزة ، وانقطاع الوقود من فترة إلى أخرى ، إلى جانب إشكاليات ضعف الكادر وتأهيله، لكن بإدخالنا نظام الكتروني وأتمتة النظام المالي والمحاسبي والمخزني استطعنا أن نعرف أصول وممتلكات الهيئة وضبط آليات العمل.
حول مشروع حصر وتقييم الأصول والممتلكات.. إلى ماذا توصلتهم؟
– قمنا بتنفيذ مشروع حصر وتقييم ممتلكات وأصول الهيئة والتي بلغت ثلاثة مليارات و340 مليونا و810 آلاف ريال موزعة على الأراضي والمباني والإنشاءات والآلات والتجهيزات والمعدات الطبية والسيارات ووسائل النقل والموجودات الثابتة والمعنوية وهذا سيساعدنا في تنفيذ مشاريع قادمة ورسم الخطط والأهداف مستقبلاً.
الانجازات والنقلات النوعية التي تحققت للمستشفى خلال الفترات الماضية؟
– شهدت هيئة المستشفى العديد من الإنجازات وتنفيذ المشاريع التي ساهمت إلى حد كبير في إيجاد خدمة طبية أنموذجية، وسوف اختزل ما تم تحقيقه في ثلاثة جوانب:
الجانب الأول نفذت الهيئة العام الماضي العديد من المشاريع والاستحداثات الهامة التي ساعدت على تلبية احتياجات أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة من الخدمات الطبية والصحية تمثلت في بناء مركز الطوارئ التوليدية ومركز الأشعة التشخيصي وإعادة تأهيل قسم العمليات الجراحية الكبرى والعناية المركزة وفقا للمعايير الفنية وبمواصفات عالية، وافتتاح وحدة تصنيع الأوكسجين ومحطة تحلية مياه الشرب لتوفير احتياجات كافة أقسام المستشفى من المياه النظيفة، كما عملنا على تنفيذ إجراءات احتياطية لرفع حالة التأهب والاستنفار للطاقات البشرية والفنية بالهيئة ومنها اعتماد قسم آخر بمركز الطوارئ العامة لاستقبال الحالات المرضية وزيادة السعة السريرية بأقسام الطوارئ العامة والولادة والعناية المركزة والأطفال ورعاية الخدج والعمليات وأقسام الجراحة ، وتم مضاعفة الكادر الفني للمناوبات بأقسام العمليات والعناية المركزة والأشعة والمختبرات وأقسام الرقود، بما يضمن استمرار العمل على مدار الـ24 ساعة.
الجانب الثاني تم مواصلة تنفيذ عدد من المشاريع خلال النصف الأول من العام الجاري شملت تحديث وتزويد المختبر الداخلي بأحدث المواصفات والأجهزة الحديثة وإنشاء وتجهيز قسم المجهريات بأحدث الأجهزة الطبية و ترميم وتأهيل غرفة العمليات بقسم الطوارئ التوليدية وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية بمبنى الطوارئ التوليدية كاملا وترميم وتأهيل قسم التعقيم من الداخل إضافة إلى أعمال أخرى في هذه الأقسام.
الجانب الثالث تطوير الخدمات حيث تم زيادة السعة السريرية إلى 350 سريرا ، وبعد أن كانت الخدمات الجراحية تقتصر على جراحة العظام أصبح لدينا جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والعيون ، وتم تحديث الأجهزة بنسبة 75% واستطعنا أن نعيد 25 جهازا للخدمة وأنشأنا ورشة لصيانة مختلف الأجهزة ، وفيما يتعلق بمشاريع التوسعة تم مضاعفة الحاضنات من ستة إلى 25 حاضنة وتوفير سريري عناية مركزة في قسم أمراض الخدج وعدد من الأسرة لقسم النساء والولادة ، وأيضا لدينا قسم للتشخيص والكشف المبكر لورم عنق الرحم ، ومركز للأشعة المقطعية بمواصفات عالية وقسم للمزارع ولأول مرة في المستشفى والمحافظة بشكل عام ،ونحن الآن بصدد افتتاح وحدة معالجة الأورام السرطانية.
ما الدور الذي قدمته قيادة الهيئة في تحسين ومعالجة صعوبات مركز الغسيل الكلوي؟
– نبذل جهوداً كبيرة لإنجاح أعمال المركز ولما من شأنه علاج كافة الحالات الوافدة من مختلف مديريات المحافظة ، ويتم حاليا تقديم جلسات الغسيل لأكثر من 247 حالة بعد أن كان المركز يقتصر على معالجة ثمان حالات في عام 2015م، حيث يتم تقديم جلسات الغسيل للمرضى مجانا بمعدل 771 جلسة أسبوعيا.
كيف تقيم تعاون ودعم المنظمات للمستشفى؟
– اعتمادنا في الأول والأخير على توفيق الله وعونه في تقديم الخدمات ، وجهود تسيير أعمال وخدمات الهيئة تتم بدعم منظمة الصحة العالمية وبعض الأنشطة وتوفير بعض الاحتياجات وتعاون منظمة أطباء بلا حدود في تسهيل الخدمات لبعض الأقسام بالهيئة وتعاون منظمة اليونيسف في خدمات الأمومة والطفولة منذ العام 2019م، لكن ما احب أن أنوه إليه أن هذا الدعم والتعاون لا يرقى إلى المستوى العالي من الاحتياج القائم نتيجة للضغط المتزايد لعدد المترددين على مختلف أقسام مستشفى الهيئة ، ونتطلع إلى دعم ومساهمة أكثر خاصة في ظل هذا الوضع الذي بدأت فيه بعض المنظمات في تقليص دعمها وتعاونها خصوصا في الشهرين الأخيرين..، نحن نعتبر مستشفى مرجعياً يخدم مليونين ونصف نسمة من داخل المحافظة ناهيك عن المرضى القادمين من المحافظات المجاورة .
ماذا عن مستوى تنفيذ ما يتعلق بكم بخصوص مصفوفة الرؤية الوطنية؟
– تسعى هيئة المستشفی إلى تقديم خدمات صحية متكاملة وفق معايير الجودة الشاملة وبقدرات ذاتية لتحقيق رضی المترددين ، والحرص علی توسيع خارطة تعزيز الخدمات الصحية لتشمل جميع احتياجات المرضى من تشخيص وجراحة عامه وعلاج وكذا مواجهة الحالات الطارئة بشكل كفؤ وفعال.
وبدأت هيئة المستشفى ترجمة بنود الرؤية الوطنية من خلال رفع مستوى الأداء للكادر بشكل مستمر وتطوير وتعزيز أتمتة إدارة النظام الصحي.
نهتم بالبنية التحتية وتوفير وصيانة الأجهزة الطبية وإضافة خدمات نوعية في أقسام المختبرات والطوارئ والعناية واستحداث مراكز علاجية متخصصة.
وتعززت الإنجازات بإدخال النظام الإلكتروني في الهيئة وتوسعة مهامه، وتتواصل الجهود وفقا للخطة الاستراتيجية للعام ٢٠٢٠م لتنفيذ مصفوفة إنجازات ومشاريع تتواكب مع الاستراتيجيات والأهداف المرجوة لمصفوفة الرؤية الوطنية .
ما دور مكتب الصحة في التخفيف من أعباء ومتطلبات المستشفى؟
– نحن نعمل في خندق واحد ضمن خطة وسياسة وزارة الصحة العامة والسكان ، ونقدم خدمات طبية للمحافظة وفق رؤية عامة وتعاون يسير بشكل مستمر.
وزير الصحة في افتتاحة مؤخرا لمستشفى العزل الصحي التابع للهيئة بمنطقة الرحضي وصفه بالأنموذجي على مستوى الجمهورية.. حدثنا عن دور الهيئة في إنجاز هذا المشروع وخدماته الراهنة؟
– مستشفى العزل كان نتيجة لجهود منسقة بيننا وبين وزير الصحة ومحافظ المحافظة وكان نتيجة هذا الجهد ظهور هذا المشروع على نحو متميز تم افتتاحه من قبل معالي وزير الصحة ومحافظ المحافظة ، والحمدلله تسير خدمات المستشفى بصورة نموذجية في استقبال الحالات سواء من مراكز الفرز في المديريات أو من مركز الفرز التابع لهيئة المستشفى الجمهوري ، ويتم تقديم الخدمات مجانا .
ماذا يمثل لكم مشروع المجمع الطبي للقطاع الصحي بالمحافظة.. وما دور واسهامات الهيئة في تجهيزه… وهل هناك مشاريع طبية مماثلة تسعى الهيئة إليها؟
– يمثل هذا المشروع رافداً كبيراً للقطاع الصحي بالمحافظة وخصوصاً في خدمة الحوادث والطوارئ حيث سيخفف من الضغط الذي يواجهه مبنى هيئة المستشفى الجمهوري القديم ونحن هذه الأيام ننجز المرحلة الأولى من تجهيز وتأهيل المبنى كمركز للطوارئ والحوادث متخصص ونموذجي بقدرة استيعابية تغطي المحافظة .
ما هي أبرز الضغوط القائمة في العمل وكذا الاحتياجات التي تواجهكم في سير العمل بأقسام وخدمات المستشفى؟*
– عدم توفر الكادر المتخصص حيث تتكدس الكوادر في المستشفيات الكبيرة بأمانة العاصمة والمدن الكبرى مثل محافظات الحديدة وإب ، اذ تواجهنا معضلة منذ فترة في الحصول على استشاري في مجال الأشعة وتخصصات أخرى ، ولمواجهة مثل هذه التحديات نفذنا برنامج» الفريق الزائر « لتبادل الخبرات مع هيئة مستشفى الثورة بالحديدة .
ما الاسهامات التي قدمتها الهيئة لمستشفيات ومراكز صحية وطلاب متدربين؟
– تساهم الهيئة بدور كبير في تدريب كوادر ومخرجات الكليات والمعاهد الصحية ضمن برتوكلات واتفاقات عن طريق إدارة التدريب والدعم ، ونحرص على التعاون مع الدارسين وخريجي هذه الكليات والمعاهد لضمان تأهيلهم لخدمة القطاع الصحي بالمحافظة ، ولدينا تعاون في الجانب الآخر مع مستشفيات وتقديم خدمات طبية خارج الهيئة مثل مستشفيات حيران وعبس وقفل شمر بالمحافظة ، وحزم الجوف بالجوف وونحن الآن بصدد تنفيذ برنامج الفريق الزائر مع هيئات ومستشفيات بمحافظات أخرى.
ماذا عن الجانب التدريبي وتاهيل الكوادر الطبية والتمريضية؟
– ضمن خطتنا للعام الجاري نفذنا خلال النصف الأول 12 دورة تدريبية لأكثر من 70 كادراً في مجالات مختلفة داخل الهيئة من خلال خبراء تم استقدامهم للمحافظة وعام 2020م اطلقنا عليه عام التدريب والتأهيل.
كم عدد الكادر الخاص بالمستشفى وهل هناك ضغوطات معينة وتحديات تواجهكم في هذا الشأن؟
– هيئة المستشفى تشهد تزايد مستمر لعدد الكوادر نتيجة تزايد المترددين من شهر إلى آخر ونتيجة لتوسعة المراكز والأقسام وخدمات المستشفى ، إذ كان أجمالي كوادر الهيئة عند تعييني قبل أكثر من عام 603 كوادر وصار هذا الرقم أكثر وفي تزايد مستمر لتغطية ما يتم استحداثه من خدمات .
أكثر من 700ألف متردد استفادوا من خدمات المستشفى العام الماضي.. ماهي المؤشرات خلال الفترة الراهنة؟
– سبق وأشرت إلى أن الهيئة تشهد تزايداً مستمراً للمرضى والمترددين من داخل محافظة حجة ومن خارجها ، ففي النصف الأول من العام الجاري استفاد اكثر من 364 ألف متردد من خدمات المستشفى بينهم 82 ألفاً و591 ترددوا على العيادات الخارجية و124 ألفاً و588 على الطوارئ التوليدية و22 ألفاً و260 على الطوارئ العامة و29 ألفاً و88 على قسم الأشعة ، ونعزي هذا الإقبال إلى ثقة المرضى والمواطنين بخدمات المستشفى والحرص على منظومة الرعاية الطبية المقدمة لأبناء المحافظة وغيرهم.
في ماذا تتلخص طموحاتكم لاستكمال خطة التحديث وترجمة التطلعات؟
– طموحاتنا هي إيجاد مراكز متخصصة لمعالجة الأورام وطوارئ الأطفال والقلب والعيون وغيرها ، وبالعمل الدوؤب وفي ظل وجود قيادة مثابرة ممثلة بمعالي وزير الصحة الدكتور طه المتوكل سنحقق الكثير إن شاء الله.