الولايات المتحدة تقرر سحب 12 ألف جندي من ألمانيا
كورونا .. وفاة أمريكي كل دقيقة والموجة الثانية من الوباء على أبواب أوروبا
واشنطن/ وكالات
شهدت الولايات المتحدة تسجيل حالة وفاة بمرض كوفيد-19 كل دقيقة تقريبا الاربعاء الماضي، في حين تجاوزت الأرقام عالميا 17 مليون إصابة، وسط تحذير بريطانيا من موجة وباء ثانية قد تضرب أوروبا.
وتجاوزت الإصابات عالميا 17 مليونا، في حين أودى الفيروس بحياة 660 ألفا و787 شخصا على الأقل، بحسب آخر تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي أمريكا، تجاوز عدد الوفيات على الصعيد الوطني 150 ألفا، وهو المعدل الأعلى في العالم.
ورصدت الولايات المتحدة 1461 وفاة يوم الاربعاء الماضي، وهي أعلى زيادة في يوم واحد منذ وفاة 1484 يوم 27 مايو الماضي.
وترتفع الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة لها منذ شهرين، وزادت بنحو 10 آلاف خلال 11 يوما الماضية.
وسجلت الوفيات بكورونا ارتفاعا على مدى ثلاثة أسابيع متتالية، في حين انخفض عدد الحالات الجديدة أسبوعا تلو الآخر في الآونة الأخيرة للمرة الأولى منذ يونيو السابق.
وأدى ارتفاع الحالات في أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس هذا الشهر إلى اكتظاظ المستشفيات بالمرضى. وأجبرت الزيادة الولايات على التراجع عن إعادة فتح اقتصادها الذي كان مكبلا بإجراءات عزل عام في مارس وأبريل الماضيين للحد من انتشار الفيروس.
وتأتي ولاية تكساس في المقدمة بنحو 4300 وفاة حتى الآن هذا الشهر، تليها فلوريدا التي سجلت 2900 وفاة، وكاليفورنيا -كبرى الولايات من حيث عدد السكان- سجلت 2700.
ويشمل العدد في تكساس مئات الوفيات التي لم يبلغ عنها بعد أن غيرت الولاية الطريقة التي تحصي بها الوفيات الناجمة عن الوباء.
وفي حين زادت الوفيات على نحو سريع في يوليو الحالي في هذه الولايات الثلاث، تظل نيويورك ونيوجيرسي في الصدارة من حيث الوفيات بالنسبة لعدد السكان، وفقا لإحصاء قامت به رويترز.
ومن بين الدول العشرين التي سجلت أكبر عدد في الإصابات بالمرض، تأتي الولايات المتحدة في المركز السادس في عدد الوفيات بالنسبة لعدد السكان بتسجيل 45 وفاة من بين كل 100 ألف شخص، وتأتي قبلها المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وبيرو وتشيلي.
انتشار في بيرو
وفي بيرو، تجاوزت الإصابات عتبة 400 ألف، وسجلت 204 وفيات إضافية في 24 ساعة، كما أعلنت وزارة الصحة.
وبات عدد الإصابات في البلاد 400 ألف و683 حالة بعد إحصاء 5678 إصابة جديدة في يوم واحد، كما أوضحت الوزارة، وهي أعلى حصيلة يومية منذ 12 يونيو الماضي.
ومنذ بدء انتشار الوباء، توفي 18 ألفا و816 شخصا بالفيروس في بيرو بينهم 204 في الساعات الـ24 الماضية، وهو رقم يقترب من أعلى حصيلة سجلت يوم 11 يونيو الماضي حين أحصيت 206 وفيات جديدة.
وبعد عزل وطني للسكان لمدة 100 يوم، بدأت بيرو في 1 يوليو الحالي تخفيف إجراءات الإغلاق في 18 منطقة من أصل 25، بينها العاصمة ليما.
ومع 33 مليون نسمة، باتت البلاد ثالث دولة في أمريكا اللاتينية تعد أعلى عدد إصابات ووفيات مرتبطة بوباء كوفيد-19 خلف البرازيل والمكسيك.
إصابات في الصين
وفي الصين، أعلنت لجنة الصحة أمس الخميس عن 105 إصابات جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسيالاربعاء الماضي، ارتفاعا من 101 حالة في اليوم السابق.
وذكر بيان صادر عن لجنة الصحة الوطنية أن 96 إصابة من بين الحالات الجديدة كانت في منطقة شينغ يانغ الواقعة في أقصى غربي البلاد، وخمس حالات في مقاطعة لياونينغ، وواحدة في بكين، وثلاث حالات وافدة.
وأبلغت الصين عن 21 مريضا جديدا من دون أعراض انخفاضا من 27 في اليوم السابق.
وقالت لجنة الصحة إن البر الرئيسي للصين سجل حتى الاربعاء الماضي 84 ألفا و165 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وظل عدد الوفيات بكوفيد-19 عند 4634.
موجة ثانية
وفي بريطانيا، قال وزير الصحة مات هانكوك أمس الأول إنه قلق من حدوث موجة تفش ثانية لفيروس كورونا المستجد في أوروبا، وإن الحكومة لن تتردد في التحرك لإعادة فرض إجراءات الحجر الصحي إذا اقتضت الضرورة لتبقى البلاد آمنة.
وأضاف هانكوك “أنا قلق من موجة ثانية، أعتقد أن بمقدورنا أن نرصد موجة ثانية تبدأ في أنحاء أوروبا وعلينا التعامل معها وأن نفعل كل ما نستطيع لمنعها من الوصول إلينا”.
وتابع “لدينا مخاوف كبيرة بشأن الموجة الثانية التي تظهر في أنحاء أوروبا.. ولا يقتصر الأمر على إسبانيا.. لكنّ هناك دولا أخرى أيضا تتزايد فيها أعداد الإصابة. ونحن مصممون جدا على فعل كل ما بوسعنا لنبقي هذه البلاد آمنة”.
وفرضت بريطانيا من جديد الأسبوع الماضي فترة حجر صحي لمدة 14 يوما على العائدين من إسبانيا.
لكن دولا أوروبية أخرى تعد من الوجهات المفضلة للسائحين البريطانيين في العطلات الصيفية، مثل فرنسا، ما زالت معفاة من إجراءات الحجر الصحي حتى الآن، لكن تزايد الحالات أثار مخاوف من أن تلك الدول ستخضع هي الأخرى قريبا لإجراءات الحجر للعائدين منها.
من جانب آخر قررت الولايات المتحدة سحب 12 ألف جندي من ألمانيا، ستعيد منهم حوالي 6400 إلى البلاد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن جزءا من هؤلاء الجنود سيتم نشرهم في دول مثل إيطاليا وبريطانيا وبولندا.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس، عن مسؤولين، أن القرار المدفوع بطلب الرئيس دونالد ترامب سحب جنوده بلاده من ألمانيا، يقضي بإعادة حوالي 6400 جندي إلى بلادهم، وتحول حوالي 5400 إلى دول أخرى في أوروبا.
وأشارت إلى أن ذلك جزء من خطة للبنتاجون ستكلف مليارات الدولارات وستحتاج سنوات لإكمالها.
وبحسب الوكالة فإن القرار يأتي تنفيذا لرغبة ترامب المعلنة في سحب قوات أمريكية من ألمانيا، على الأقل جزئيا بسبب فشلها في إنفاق ما يكفي على الدفاع.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض : “نخفض القوات لأنهم لا يدفعون الفواتير.. الأمر بسيط للغاية”.
وقال المسؤولون إن بعض تحركات سحب الجنود ستبدأ في غضون أشهر، ومن المحتمل أن ترسل قوات جوية وبرية إلى دول لديها بالفعل قوات أمريكية.
وستترك خطة البنتاجون حوالي 25 ألف جندي في ألمانيا.
وقالت الوكالة الأمريكية: “يرتبط الإعلان ارتباطا وثيقا بخطة زيادة وجود القوات الأمريكية في بولندا، وهو التحول الذي طال انتظاره من قبل الرئيس البولندي أندريه دودا”.
وبحسب مسؤولي الدفاع فإن هذه الخطوات ستكلف “مليارات” وتتطلب البناء في قواعد في الولايات المتحدة لاستيعاب القوات الإضافية.
وانتقد أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب سحب القوات من ألمانيا، واعتبروا ذلك بمثابة هدية لروسيا وتهديدا للأمن القومي الأمريكي، وفق الوكالة الأمريكية.
وانتقد عضو بارز في تكتل المحافظين الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القرار الأمريكي.
وقال نوربرت روتجن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني لصحيفة أوجسبيرجر الجماينه: “بدلا من تعزيز قدرات حلف الأطلسي، فإن سحب القوات سيضعف الحلف”.
وأضاف: “فاعلية الجيش الأمريكي لا تزداد بل تتقلص، خاصة في ظل الوضع مع روسيا والنزاعات العسكرية الجارية في الشرق الأوسط”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، الاربعاء الماضي، إن قرار الولايات المتحدة بشأن سحب نحو 12 ألف جندي أمريكي من ألمانيا وإعادة نشرهم في دول أوروبا يظهر التزام الإدارة الأمريكية بأمن أوروبا والحلف.
وأشار في بيان حول القرار الأمريكي، إلى أن السلام في أوروبا مهم من أجل أمريكا الشمالية أيضا، مضيفا: “نحن أقوى وأكثر أمانًا معًا في عالم يسوده الغموض”.