نصف راتب يكشف خفايا المؤامرات
بقلم/ زيد البعوه
نصف راتب يكشف الكثير من الحقائق ويفضح المبعوث الأممي أمام الجميع ويخرج أضغان المعتدين ويوضح للشعب اليمني من هو الحريص على اليمن واليمنيين ومن الذي يتسبب في معاناتهم ويسعى إلى سلبهم حقوقهم ، لم يتم احتجاز السفن النفطية اليمنية من أجل نصف راتب تأمر قيادة صنعاء بصرفه للموظفين للتخفيف من معاناتهم، الهدف اكبر من ذلك، ولكن لأن الموضوع حساس ومهم للغاية وسوف يفشل مخططات العدوان التي تهدف إلى تعطيل مؤسسات الدولة وتضييق الخناق على الشعب اليمني وانهاك كاهل الموظفين حتى لا يجدوا ما يسدون به حاجتهم فيضطروا إلى ترك أعمالهم، جن جنون دول تحالف العدوان والمبعوث الأممي حين سمعوا بخبر يتحدث عن توجيه أصدره رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء الرئيس المشاط يأمر فيه بصرف نصف راتب للموظفين لأنهم يريدون أن يبقى الموظفون بلا مرتبات ويشتاطون غضباً عندما يرون اليمنيين يتدبرون أمرهم على الرغم من قساوة الظروف وعلى الرغم مما قد فعله المعتدون بهم ومع ذلك يفشلون.
نصف راتب يضع الأمم المتحدة على المحك يضع مصداقيتها في الحضيض ويضع مبعوثها في قفص الاتهام ، مارتن غريفيث الذي مضى على عمله أكثر من عامين كمبعوث للأمم المتحدة من اجل إحلال السلام في اليمن نصَّب نفسه عدواً لليمن واليمنيين باسم السلام والإنسانية لم يتقدم خطوة إلى الأمام إلا في ما يخدم مصالح دول تحالف العدوان إلى مستوى انه يحقد على الموظفين اليمنيين ويعترض على صرف رواتبهم ولو لم يكن منها إلا النصف وبدلاً من أن يعمل على صرف مستحقات الموظفين منذ عام 2015م إلى اليوم إلا انه اليوم بعد ست سنوات يطلب من الرئيس المشاط والحكومة في صنعاء ان يتوقفوا عن صرف نصف راتب للموظفين بمناسبة عيد الأضحى بل انه وصل إلى حد يثير السخرية والاشمئزاز حين يقايض بالإفراج عن السفن النفطية التي يحتجزها العدوان مقابل عدم صرف نصف راتب لأن الجميع يعلم ان احتجاز السفن يضر بالمواطن البسيط والموظف ويستهدف الجميع بلا استثناء لهذا يريدون تزييف الحقائق وتقزيم جريمة احتجاز السفن من جهة ويغضبون جداً عندما يسمعون أن حكومة صنعاء لا يزال بمقدورها صرف نصف راتب على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعب التي تسبب بها العدوان والحصار.
إن هدف مقايضة العدوان والمبعوث الأممي للمجلس السياسي بشأن السفن المحتجزة ونصف الراتب هو إثارة ضجة إعلامية مدروسة وتم التخطيط لها مفادها انظروا إلى من يعرقل اطلاق السفن ، حكومة صنعاء التي تصر على صرف نصف راتب ولا يهمها اطلاق السفن وهذه مكيدة ومؤامرة خبيثة وشيطانية تهدف إلى خلط الأوراق وتجزئة المشاكل وتبرئة المجرم واتهام الضحية ، إلا أن الشعب اليمني اصبح على مستوى عال من الوعي وخاض تجربة طويلة في الصراع مع دول تحالف العدوان ويدرك جيداً ماذا يطمحون اليه وإلى ماذا ترمي اليه مخططاتهم التي تسعى إلى صناعة ضجة وفوضى في الداخل ضد بعضهم وصرف الأنظار عن العدو الرئيسي الذي تسبب فيما يحصل ، إلا أن حكومة صنعاء كانت أذكى وأدهى حين أصرت على صرف نصف راتب وأعلنت عن استعدادها لصرف مستحقات الموظفين منذ بداية العدوان إلى اليوم .
من السخرية والغطرسة أن يتم مقايضتنا كشعب يمني على مستحقاتنا! السفن النفطية التي يحتجزها العدوان يمنية ومن مستحقات اليمنيين ولا يحق لحد اعتراضها أو احتجازها ونصف الراتب الذي وجه الرئيس المشاط بصرفه من حقوق اليمنيين، لهذا كيف يطلب منا المجرمون أن نمنع عن الموظفين حقوقهم ومرتباتهم مقابل أن يطلقوا سراح السفن اليمنية؟ هذا طغيان وتكبر لم يحصل مثله على مر التاريخ كان الأمر سيكون هيناً لو كانت السفن المحتجزة من دولة أخرى وليست يمنية وكان الأمر سيهون اكثر لو كان نصف الراتب منحة أو مساعدة من دولة أخرى لكن أن يتم مساومتنا على حقوقنا الشرعية والقانونية والذاتية فهذا قمة الطغيان والهيمنة التي لا يمكن القبول بها.
زعل غريفيث من صرف نصف راتب للموظفين يكشف حقيقة الدور الأممي في العدوان على اليمن، فبدلاً من السعي إلى وقف العدوان بشكل شامل وفك الحصار ومساعدة الشعب اليمني وإعادة إعمار اليمن ومساعدة المتضررين يغضب المبعوث البريطاني الذي كان الجدير به أن يعمل على إحلال السلام وصرف مرتبات الموظفين وليس محاربتهم ومعروف أن غضب المبعوث يعبر عن غضب دول تحالف العدوان وفي مقدمتها أمريكا التي تسعى إلى صناعة اكبر كارثة إنسانية بحق الشعب اليمني، ومع ذلك نحن نفضل أن يتم صرف نصف راتب للموظفين ولتبق السفن محتجزة وقيادتنا وجيشنا ولجاننا الشعبية ستعمل على خلاصها بالطرق المناسبة والمشروعة والضرورية.