مضايقة المقاتلات الأمريكية لطائرة إيرانية مدنية عمل إرهابي وفضيحة كبرى لواشنطن

إدانات عربية وإقليمية واسعة للاستفزازات الأمريكية في المنطقة

 

الثورة / وكالات
توالت الإدانات وبيانات الاستنكار المنددة بالاستفزاز الأمريكي جراء اعتراض طائرة الركاب الإيرانية.
وأكدت الإدانات على ضرورة وقف مثل هذه الأعمال التي تعد أعمالاً إرهابية ومخالفة لمفهوم القانون الدولي.

الصين وصفت التصرف بالعمل الوحشي
من جانب آخر نددت الجمهورية الصينية عبر إذاعتها بحادث اعتراض المقاتلات الاميركية لطائرة ايرانية مدنية ووصفته بالعمل الوحشي.
ودعا تقرير بثه القسم الدولي للإذاعة الصينية حول الحادثة: إنه ينبغي للمجتمع الدولي التنديد باعتراض المقاتلات الاميركية لطائرة نقل الركاب الايرانية.
وأضاف: إن هذه التصرفات التي تنتهك القوانين الدولية بلغت حدّا لاسابق له وعلى المجتمع الدولي التحلّي باليقظة تجاهه وإدانته بشدة.
وتحوز الطائرات المدنية على المرتبة الأولى في المحافظة عليها وفق المعاهدات الدولية وتعتبر الاعتداء على طائرات نقل الركاب تصرفا معاديا للإنسانية ولا يمكن العفو عنه ورغم عدم وقوع مثل هذه الممارسات إلا نادراً إلا أن أميركا ارتكبت هذا الفعل مرة أخرى وعَّرضت المسافرين لأضرار فادحة.
وتذكَّر هذه الحادثة بالجريمة الإرهابية باستهداف البارجة الاميركية فينسنس لطائرة مدنية إيرانية بصاروخ في عام 1988 ما أسفر عن مصرع جميع ركابها وطاقمها البالغ عددهم 290 شخصاً.
وفي هذا السياق أدانت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان، ، اعتراض طائرات حربية أميركية لطائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية، وتعريض ركابها للخطر.
وقال الناطق باسم “حماس” حازم قاسم إن قيام طائرات حربية أميركية باعتراض طائرة ركاب مدنية إيرانية، وتعريض ركابها للخطر، هو فعل مدان ومستنكر.
ولفت في تصريح وزع على وسائل الإعلام، إلى أن استهداف المدنيين بهذه الطريقة هو تطبيق عملي لمفهوم الإرهاب في القانون الدولي، موضحاً أن “هذا العدوان الأميركي يأتي بالأساس لخدمة المشروع الصهيوني، وهو امتداد لعدوانها على شعبنا الفلسطيني عبر دعمها للاحتلال، وطرحها لمشاريع تهدف لتصفية القضية الفلسطينية مثل ما يسمى بصفقة القرن”.
أما “حركة الجهاد الإسلامي”، فقالت بدورها إن “هذا الحادث الإرهابي يدلّل على النوايا العدوانية الأميركية، ودورها في تهديد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم”.
وذكرت “الجهاد” في بيان، أن “من حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتخاذ كلّ الخطوات والإجراءات، وعلى كلّ المستويات في الردّ على المحاولة الإرهابية بحق الطائرة الإيرانية”.

احتجاج لبناني
من جهة أخرى أكّد وزير الخارجية ناصيف حتي أن وزارة خارجية لبنان تحتج بشكل كبير وتدين التعرض لأي طائرة ركاب مدنية لأنها تعرض سلامة المدنيين للخطر.
وشدّد وزير الخارجية اللبناني “ناصيف حتي” على أنّ كل محاولة اعتراض طائرة مدنية بطيران عسكري هو أمر مرفوض، موضحاً أنّ لبنان يتمسك بالمعايير ويؤكّد موقفه على احترام الأعراف والقوانين الدولية. وفق حتي، فإنّ كل محاولات من هذا النوع تتعرض لها طائرات مدنية هي مدانة ومرفوضة، فحتى لو لم يكن على متن الطائرة لبنانيون لكنا سنحتج أيضاً، مع الإشارة الى أنّ وجود لبنانيين يجعل موقفنا أقوى. المسألة بنظر حتى ليست سياسية بل تتعلّق بالمعايير والأعراف الدولية.

أنصار الله في اليمن
من جهته أدان المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية، أمس السبت، اعتراض الولايات المتحدة لطائرة الركاب المدنية الإيرانية في الأجواء السورية عبر طائراتها الحربية.
واعتبر المكتب السياسي لأنصار الله في بيان أن التصرف الأمريكي “يعد اعتداء سافرا وتجاوزا للاتفاقات الدولية في الملاحة الجوية وممارسة إرهابية من أمريكا وربيبتها إسرائيل”.
وقال البيان: إن العربدة الأمريكية والتمادي المستمر في انتهاك السيادة السورية هو نهج عدواني وسلوك بربري لنظام إجرامي تخطى كل الأعراف والقوانين الدولية.
وأكد أن خيار المقاومة هو الخيار الأجدى والأقوى الذي سيفرض على دول الهيمنة والاستكبار احترام الشعوب وعدم التعدي على حقوقها وسيادة أراضيها.
وجدد أنصار الله التأكيد على التضامن والوقوف الكامل مع كل الأحرار في هذه الأمة الرافضين لمشاريع أمريكا وإسرائيل التدميرية.
وفي ختام البيان تقدم المكتب السياسي لأنصار الله بأحر التعازي لحزب الله وللسيد حسن نصر الله في استشهاد المجاهد علي كامل محسن جراء العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق.
وكانت مقاتلتان أمريكيتان من طراز “إف 15 ” فوق منطقة “التنف” حلقتا على الحدود العراقية السورية مساء الخميس الماضي الهدف منه مضايقة طائرة مدنية إيرانية كانت تطير من سوريا إلى لبنان.
وفي تلك الأثناء، اضطر طيار الرحلة 1152 التابعة لشركة طيران “ماهان” الإيرانية إلى الهبوط فجأة على ارتفاع منخفض جدًا، مما أدى إلى إصابة عدد من الركاب.
وأعلن قائد الرحلة التي انطلقت من طهران إلى بيروت في البداية أنهم تلقوا تهديدات من قبل مقاتلات الجو الإسرائيلية، ولكن وفي أول رد رسمي، أعلن الأمريكيون رسميًا مسؤوليتهم عن تلك العملية الإرهابية.
ويمكن اعتبار العمل غير القانوني والخطير الذي قامت به مقاتلات الجو الأمريكية ضد الرحلة 1152 التابعة لخطوط “ماهان” الجوية الإيرانية فضيحة كبيرة لواشنطن، لأنه يهدف إلى إرباك أنظمة الدفاع الصاروخية السورية واستهداف طائرة الركاب الإيرانية وبعض الأهداف المدنية تعويضاً عن الهزائم والتي منوا بها على أيدي أبطال محور المقاومة خلال الفترة الماضية.
وعلى الرغم من أن الأمريكيين يزعمون أنهم التزموا بالقواعد الدولية والمسافات الآمنة، إلا أن حقيقة الأمر كشفت أن واشنطن انتهكت قواعد الجو ويبدو أن طهران ستتابع هذه القضية في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن. بشكل عام، يمكن اعتبار الإجراء غير القانوني للأمريكيين انتهاكًا واضحًا لأمن الطيران المدني، وانتهاكًا لمبدأ الحريات للطائرات المدنية، وانتهاك للمادة الثالثة والربعة والأربعين من اتفاقية الطيران المدني الدولي واتفاقية “مونتريال” لعام 1971.

المبررات الأمريكية السخيفة
قوبل الحادث برد فعل رسمي من قبل قادة البيت الأبيض. حيث أكد المسؤولون الأمريكيون أن المقاتلات الأمريكية قامت بمضايقة طائرة “ماهان” التي انطلقت من طهران إلى لبنان. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، النقيب “بيل أوربان”، في بيان: ” كانت مقاتلة أمريكية من طراز (إف 15 ) تقوم بمهمة روتينية بالقرب من حامية تابعة لقوات العمليات المحددة في منطقة التنف السورية وفي ذلك الوقت قامت المقاتلة الأمريكية بالطيران بالقرب من طائرة الركاب الإيرانية وذلك لأخذ بعض الصور المرئية والمعيارية من مسافة آمنة تقارب ألف متر”.
ولفت هذا المسؤول الامريكي إلى أن هذه العملية أُجريت لضمان سلامة طاقم قوات التحالف في ثكنات قاعدة “التنف”، وبعد تحديد هذه الطائرة على أنه طائرة ركاب مدنية، قامت مقاتلات الجو الأمريكية بالابتعاد عنها وأكد هذا المسؤول الأمريكي إن ذلك تم وفقاً للمعايير الدولية.

طهران تدين المضايقات الأمريكية للطائرات المدنية
اعتبر الدكتور “محمد جواد ظريف” وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، ، اعتراض المقاتلات الامريكية لطائرة “ماهان” المدنية، بأنه تجسيد لانعدام القانون، مشددا على انه يجب وقف منتهكي القانون عند حدهم قبل ان يتسببوا بكارثة. وفي تغريدة له على تويتر، ردا على اعتراض المقاتلات الامريكية لطائرة مدنية ايرانية فوق الأجواء السورية، أشار “ظريف” الى تواجد القوات الامريكية بشكل غير قانوني في منطقة “التنف” شرق سوريا، وكتب: “ان امريكا تحتل ارض بلد آخر بشكل قانوني، ثم تقوم باعتراض طائرة مدنية تحلق وفق البرنامج – وتعرض أرواح الركاب المدنيين للخطر – بذريعة الحفاظ على قواتها المحتلة. وأضاف: ان هذه الصلافة هي تراكم لانتهاكات القانون.. يجب وقف منتهكي القانون عند حدهم قبل ان يتسببوا بكارثة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، إن الواقعة قيد التحقيق وإن بلاده ستتخذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة.
وأضاف “موسوي” أن رسالة تم نقلها إلى السفير السويسري في طهران، الذي يمثل المصالح الأميركية في إيران، مفادها بأنه إذا وقع أي حادث للطائرة لدى عودتها، فإن بلاده ستحمل الولايات المتحدة المسؤولية، وفق الموقع الإلكتروني للوزارة.
وعلى صعيد متصل، حذر مستشار الرئيس الإيراني، “حسام الدين آشنا”، الولايات المتحدة على خلفية حادثة الطائرة المدنية .

قد يعجبك ايضا