تجدّد الاشتباكات بين مليشيات ومرتزقة العدوان في مدينة التربة :
تعز.. بين سندان أطماع العدوان ومطرقة عبث المليشيات وعناصر الإجرام
الثورة / ساري نصر
لا تزال محافظة تعز تشهد انفلاتا أمنيا وانتشارا واسعا للعصابات المُسلحة، التي تمارس البلطجة والابتزازات والاختطافات والتصفية بحق المواطنين كما تشهد المحافظة اشتباكات بين مليشيات مسلحة موالية لدول العدوان في إطار مخططات وأطماع احتلالية خبيثة تديرها مليشيات ومرتزقة تابعون لها من خلال غرس بذور الفوضى الأمنية في المحافظة ضمن سياسات خبيثة تعمد على تعزيز هيمنتها الغاشمة، لتتحوّل بذلك تعز إلى مرتع للإرهاب وجعلها تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني وارتكاب العديد من المخالفات والانتهاكات والجرائم في حق أبنائها وساكنيها الذين باتوا يرزحون تحت إجرام تلك المليشيات والتشكيلات الإرهابية التي تمارس أعمال البلطجة العلنية في أسواق المدينة وشوارعها وقتل المواطنين ونهب التجار وفرض الإتاوات اليومية .
التربة وأهميتها الاستراتيجية
منذ مطلع العام 2019م، وعقب سيطرة مليشيات “الانتقالي” على عدن، بدأت أبوظبي بالتركيز على مدينة “التربة” في تعز، وشهدت توترات عسكرية وأمنية بين قوات تابعة لمليشيات حزب الإصلاح التابعة للفار هادي وفصائل مسلحة مدعومة إماراتياً، بعد أن لجأت إليها كتائب “أبو العباس” المدعومة إماراتياً، إثر تلقيها هزيمة عسكرية ساحقة في مواجهات مع الحملة الأمنية التي نفذتها مليشيات تابعة للإخوان بمدينة تعز، انتهت إلى صفقة، عبر وسطاء محليين، أمَّنت خروجها من المدينة بعتادها العسكري كاملاً ومنذ ذلك الحين وهي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على مدينة التربة، حيث تقع مدينة التربة على بُعد نحو 65 كم جنوب غربي مدينة تعز مركز المحافظة وعاصمتها الإدارية، وتعد جزءاً رئيساً من المنفذ الحيوي الوحيد للمحافظة، والذي يربطها بمحافظة عدن عبر محافظة لحج الجنوبية، كما تقع التربة بالقرب من مدينة وميناء المخا، حيث مقر قيادة قوات العدو الإماراتي بالساحل الغربي ومليشيا الخائن طارق عفاش ، والتي شكلتها أبوظبي في إطار مخطط خبيث للسيطرة على تلك المناطق واحتلالها، وما يحدث في مدينة التربة هدفه إكمال مشروع الإمارات في السيطرة على غربي تعز بعد أن استطاعت أبوظبي تطويق المحافظة من مدينة المخا وصولاً إلى الوازعية جنوباً”.
اشتباكات ومواجهات
وفي ظل هذا الصراع القائم بين مليشيات العدوان ومرتزقتها على مدينة التربة وسعيها لتنفيذ مخططاتها الخبيثة شهدت المدينة أمس الأول اندلاع مواجهات جديدة بين ميليشيا حزب الإصلاح وهادي مع جماعة المرتزق طارق عفاش المدعوم إماراتيا في مديرية الشمايتين بعد يومين من إيقاف المواجهات، حيث اندلعت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مدينة التربة غرب تعز والمناطق الجبلية المحيطة بها بين قوات من مرتزقة اللواء 35 مدرع التابع لمليشيا طارق عفاش المدعوم إماراتيا وبين اللواء الرابع مشاة جبلي وما يسمى الشرطة العسكرية التابع لمليشيا حزب الإصلاح المدعوم سعوديا، حيث جاءت هذه المواجهات بعد ساعات من قرار المستقيل هادي بتعين العقيد المرتزق عبدالرحمن ثابت شمسان قائداً للواء 35 مدرع خلفا للقيادي السابق عدنان الحمادي الذي تم اغتياله قبل 7 أشهر.
وبدأت مليشيا الإخوان بتفجير الوضع عسكريا في التربة من خلال قيام مجاميع تابعة لميلشيا الإصلاح بمهاجمة دورية عسكرية تابعة للواء 35 مدرع بمدينة “التربة”، حيث أشارت المصادر إلى أن المليشيا الإخوانية أطلقت وابلا من الرصاص على دورية المرتزق باللواء 35 مدرع “مروان البرح”، أثناء توجهه إلى السوق الشعبي بمدينة التربة، ما أسفر عن إصابة أحد مرافقيه بجروح خطيرة، كما ذكرت المصادر أن المليشيا الإخوانية تحاول التحرش بقوات اللواء 35 مدرع بهدف السيطرة على مواقعه في مدينة التربة، في ظل اتهامات لمليشيات الإصلاح بانها تعمل ضمن مخطط مشبوه مدعوم من قطر وتركيا لاستحداث معسكرات على مقربة من محافظة عدن.
فصل جغرافي
وفي الساحل الغربي تدور واحدة من اخطر مخططات تحالف العدوان التي تشرف عليها الإمارات بقيادة الخائن المرتزق طارق عفاش، من خلال سلخ المخا والشريط الساحلي الممتد من باب المندب إلى المخا عن محافظة تعز, حيث تبرز قضية مدينة المخا التابعة لتعز بعد التحركات الحاصلة على الأرض والتي تهدف كما يبدو إلى فصلها عن المحافظة في ظل رغبة خارجية مشبوهة تهدف إلى تشكيّل إقليم جنوبي خاضع للإمارات ويسهّل لها مواصلة احتلال هذه المناطق والمنافذ البحرية الاستراتيجية والتحكم بإدارتها وثرواتها ومواردها, حيث شرعت الإمارات في وضع آليات عدة للتمهيد لخطة تقسيم محافظة تعز، تنطلق من فصل الريف الغربي ومحوره المتمثل بمديرية الحجرية ليكون ضمن إقليم المخا الممتد من باب المندب مرورا بذوباب وموزع والوازعية وصولا إلى مدينة المخا غربا على البحر الأحمر, كما تعمل عبر المليشيات المسلحة الموالية لها على فرض واقع جديد وهو الفصل الجغرافي والعزل الاجتماعي لمناطق الساحل عن المناطق الداخلية في تعز وهي من تصدر قرارات التعيين في السلطة المحلية وتعيين المسؤولين.
إدارة واحتلال
المليشيات المسلحة التي شكلتها الإمارات أصبحت هي من تدير فعليا مناطق الساحل , وتفرض عزلة على تلك المناطق من خلال إغلاق الطرقات التي تربطها بالمديريات القريبة منها في محافظة تعز , وأصبح المنفذ الوحيد لأبناء تلك المناطق هو الطريق الجنوبي نحو عدن, وباتت مديريات الساحل الغربي خاضعة لخليط من التشكيلات تتلقى أوامرها من القوات الإماراتية وتحاول أبوظبي تمكين طارق عفاش من وضع اليد على تلك القوات المشكلة من عسكريين منشقين عن الحرس الجمهوري والأمن المركزي، إلا أن غالبية القوات هي مجندة حديثا من المحافظات الجنوبية وخاصة لحج وشبوة, وقد أوعزت الإمارات لوكيلها في الساحل طارق عفاش، بوضع حجر الأساس لما تسمى بـ “مدينة الـ 2 من ديسمبر السكنية”، بتمويل منها، الأمر الذي كشف عن النوايا التي تحيكها أبوظبي لتغيير ديموغرافي في محافظة تعز والساحل الغربي, حيث يأتي هذا التأسيس للمدينة السكنية بغية توطين عدد كبير من أبناء المحافظات الجنوبية في مدينة المخا ضمن محاولات خطيرة تقودها الإمارات لتغيير الهوية الديموغرافية لسكان مدينة المخا عبر إعادة توطين انفصاليين في المدينة وطرد أهلها منها، تحت زعم أن “المخا” مدينة جنوبية.