ماذا يعني اغتنام كميات من الأسلحة تحمل شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
قراءة لمضامين مؤتمر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة:رسائل هامة إلى العدوان.. “مفاجآتنا لن تتوقف”
الثورة /
لم يكن غريبا ولا مفاجئا ما اعلن عنه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أمس من اغتنام كميات من الاسلحة التي تحمل شعار ما تسمى بـ “الوكالة الامريكية للتنمية الدولية” التي تتشدق الادارة الامريكية على الدوام بأن هذه الوكالة تقدم مساعدات انسانية وخيرية للشعب اليمني.
لقد ظلت الولايات المتحدة الامريكية رأس الحربة الاول في العدوان على اليمن ولم يعلن العدوان الغاشم على اليمن إلا من العاصمة واشنطن، لذلك فهي لم تدخر وسيلة او جهدا في مواصلة اعمالها العدائية والتخريبية في اليمن وبشتى الطرق ولعل تواجدها من خلال عباءة العمل الانساني والتنموي ما هو إلا غيض من فيض العداء الامريكي المستمر تجاه اليمن وشعبه.
وكان العميد يحيى سريع قد أكد في مؤتمر الصحفي أمس بصنعاء أن القوات المسلحة عثرت مؤخرا على كميات كبيرة من هذه الأسلحة في محافظة البيضاء وعليها شعار الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وذلك من خلال العمليات العسكرية الأخيرة، كما سبق وأن عثرت القوات المسلحة ضمن الغنائم أيضاً على كميات مختلفة من الأسلحة عليها شعار الوكالة في مناطق وجبهات أخرى، ما يثبت مجددا الدور الامريكي الخبيث في هذا البلد الذي تريد اخضاع إرادة ابنائه لمخططاتها واطماعها الشريرة كما يؤكد انها لن تتوانى عن هذا الهدف وستستخدم كل الأوراق بما فيها الجانب الإنساني.
وتساءل العميد سريع هل هذه هي المساعدات الأمريكية للشعب اليمني ؟، موضحا أن ما تم العثور عليه مؤخرا من سلاح موسوم بشعار هذه المنظمة يكشف حقيقة دورها ومساعيها المحمومة لترجمة رغبات الادارة الامريكية في فرض قرارها على اليمنيين وشملت المشاهد التي عرضها العميد سريع للأسلحة المكتوب عليها شعار الوكالة الامريكية قذائف مدفع هاوزر عيار 105 وقذائف مدفعية عيار57.
وأشار متحدث القوات المسلحة إلى أن هذه المشاهد ليست لليمنيين، بل لكل أبناء الأمة وأحرار العالم لمعرفة حقيقة الدور الأمريكي ..واضاف ” إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف بدعمها العسكري واللوجستي والاستخباراتي لتحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن، بل جعلت حتى منظمات تدّعي أنها تعمل من أجل التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية لتستخدم التمويلات الممنوحة لها في تنفيذ أنشطة عسكرية كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”.
ولفت متحدث القوات المسلحة إلى أن هذه الوكالة تدعم وتمول منظمات أجنبية تعمل باليمن لتنفيذ أنشطتها في المجتمعات المحلية في عدد من المحافظات وتمارس أدواراً استخباراتية بشعارات إنسانية مؤكدا على ضرورة قيام الجهات الأمنية المختصة والمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي كشف وفضح هذا الدور المشبوه وإظهاره للرأي العام العالمي .
وأكد العميد سريع أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تتبع وزارة الخارجية الأمريكية مباشرة وتعمل لصالح أعداء البلد، تقتل أبناء اليمن وتدّعي مساعدتهم”.
وجدد التأكيد على أن النظام الأمريكي يقف خلف العدوان على اليمن .. وقال: “النظام الأمريكي هو من يُسلح ويحدد الأهداف ويغطي العدوان سياسياً وأخلاقياً على جرائمه الفظيعة بحق الشعب اليمني “.. لافتاً إلى أن الموقف الأمريكي يقف خلف استمرار العدوان والحصار.
واشار العميد سريع الى أن الجهات الرسمية في اليمن سمحت للمنظمة الأمريكية وغيرها من المنظمات بالعمل في البلاد ضمن نشاطها المعلن والمتعلق بالجوانب الإنسانية غير أن نشاط بعض المنظمات يخدم العدو عسكرياً واستخباراتياً.. مشددا على اهمية قيام الجهات المختصة الكشف عن طبيعة دور هذه المنظمة في اليمن والتي سبق وأن تم طردها من روسيا ودول أخرى”.
الرد على العدو بالفعل قبل القول
وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة قد استعرض في إيجازه الصحفي العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية التي تستهدف المقرات والمنشآت العسكرية في عمق العدو السعودي، مجددا في هذا الإطار التأكيد على أن جميع أهداف القوات المسلحة عسكرية أو ذات طبيعة عسكرية أو أهداف لها علاقة بالجانب العسكري ولها دور في العدوان على اليمن بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. واضعا بذلك حدا للأكاذيب والتخرصات التي دأب عليها النظام السعودي باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
واضاف سريع ” نجحت قواتنا في تنفيذ عمليات عسكرية نوعية تمثلت في ضربات مركّزة على أهداف حساسة من ضمن بنك الأهداف المعلن لقواتنا”.
واستطرد: “نجدد اليوم التأكيد على أن لغة التهديد والوعيد لن تجدي نفعاً مع الشعب اليمني والقوات المسلحة والمرابطين من قادة وضباط وأفراد ومقاتلين ومواطنين، فالجميع نذر نفسه لمعركة الحرية والاستقلال ويؤمن أننا في موقف الحق ندافع عن بلدنا وشعبنا ونقف بكل عزة أمام أقبح عدوان يشهده العالم خلال هذه المرحلة “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
وجدد العميد سريع التأكيد على” أننا اليوم لن نرد على التهديد بتهديد بل سنؤكد أن فعلنا يسبق القول إن شاء الله وبتوفيق من الله والعبرة أيها العدو المتغطرس في خواتيمها والشعب اليمني لا ولن يستسلم ولا يعرف الهزيمة والأيام ستؤكد ذلك”.
وأردف قائلاً “بشأن قائدنا الشهيد الرئيس صالح الصماد، نبشر العدو ليس بعملية واحدة انتقامية لهذا القائد اليماني الشجاع بل بسلسلة عمليات ستقض مضجعك وتهز عرشك وتجعلك إن شاء الله أكبر الخاسرين”.
مجزرة تنومة لن يطويها النسيان
مجزرة الحجاج اليمنيين في تنومة والتي يحيي اليمنيون اليوم الذكرى المئوية لها كانت حاضرة في مؤتمر العميد سريع وهو ما يثبت أن الشعب اليمني لا ينسى ولا يفرط في دماء شهدائه مهما تقادمت الايام وان تلك المجازر القديمة والحالية لن تسقط بالتقادم.
وخاطب العميد سريع العدو بالقول” نذكّر العدو ونحن في ذكرى المجزرة المروعة بحق الحجاج اليمنيين، إن شعبنا لم ينس شهداء مجزرة تنومة بحق آلاف من الحجيج اليمنيين من كل المناطق، قتلوا بدم بارد قبل مائة عام في مثل هذه الأيام على يد عملاء البريطانيين من الوهابيين التكفيريين”.
ولفت إلى أن دماء مجزرة تنومة تستنهض الكرامة والمشاعر اليمنية .. وقال” حديث العدوان عن استهدافنا لإخواننا في نجد والحجاز أو في عسير أو أي مناطق أخرى، نحن أحرص منك عليهم، هم كما قال السيد القائد إخوان لنا لن نستهدفهم ومن يستهدفهم هو أنت ببطاريات الباتريوت التي تسقط على المنازل والشوارع فتصيب من تصيب من المواطنين وعبر القصف الجوي بالطائرات الحربية التي تحاول إسقاط المسيّرات أثناء تحليقها وتوجهها نحو الهدف”.
وأكد متحدث القوات المسلحة أن المسيرات اليمنية والصواريخ تتجه إلى أهدافها وفقاً لمسار مرسوم مسبقاً وعندما يحاول العدو تعقّبها بالطائرات الحربية يقصفها بالصواريخ، حينها تسقط تلك الصواريخ على منازل المواطنين .. معتبراً ذلك حقيقة يحاول العدو السعودي إخفاءها على مواطنيه ورعاياه.
وأضاف “تقوم طائرات حربية بملاحقة المسيّرات فتقصف وتقع الصواريخ بشكل مباشر أو من خلال الشظايا على الأبرياء وهذه هي الحقيقة”.. موضحاً أنه إذا كان هناك من خطر على السكان أو المقيمين في مناطق العدو، فهي من دفاعات العدو الجوية الفاشلة ومن طيرانه الحربي، وقد شاهد الجميع صواريخ الباتريوت وهي تسقط على الأحياء السكنية.
ودعا العميد سريع المواطنين والمقيمين في السعودية، إلى الابتعاد عن المقرات العسكرية أو المقرات المستخدمة لأغراض عسكرية وقصور الظالمين والمجرمين التي أصبحت ضمن الأهداف.
رسائل الى الانظمة العميلة
وخاطب العميد سريع الأنظمة العميلة المنفذة للعدوان من أدوات أمريكا السعودية والإمارات بالقول” لن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تنتزع حقنا المشروع في الدفاع عن بلدنا وشعبنا، ولن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن توقف عملياتنا العسكرية المشروعة”.
وأردف “سنكافح بكل الوسائل المتاحة وسندافع عن اليمن ولو بالأحجار، لن نستسلم أبداً، وضعنا العسكري اليوم أفضل بكثير مما كان عليه ومفاجآت الجيش اليمني لن تتوقف”، موجها بذلك رسالة واضحة الدلالات للعدو والتي عليه ان يدركها جيدا إذا ما أراد تجنب الردع اليمني وذلك بوقف عدوانه الوحشي ورفع حصاره الظالم على الشعب اليمني
الحرب الاقتصادية وعواقبها الوخيمة
وتوقف متحدث القوات المسلحة عند الحرب الاقتصادية .. وقال” ستكون الحرب الاقتصادية عواقبها وخيمة وقد تمتد نيرانها إلى عقر دار العدو عمّا قريب وأن الشعب اليمني لن يموت جوعاً وعلى العدو استيعاب هذه الرسالة جيداً “.
وأضاف مخاطباً العدو: “تراهنون على الجبت والطاغوت وأولياء الشيطان ونحن نراهن على الله الذي وعد بنصر المستضعفين وردع الظالمين والمعتدين”.
رسائل الى الداخل
ووجه العميد سريع رسالة لليمنيين الذين لا يزالون في شك من أمرهم قائلاً” قفوا مع شعبكم في معركته المصيرية وسجلّوا حضوركم ضمن هذا الرصيد الوطني ولا تغيبوا عن هذه اللحظة التاريخية، ألا تكفي خمس سنوات لمعرفة المسار والموقف الصحيح الذي يجب أن تكونوا عليه وحان الوقت لأن تكونوا يمنيين، كونوا يمنيين”.
كما خاطب أبناء مارب التاريخ والمجد والحضارة بالقول” أعيدوا قراءة ماضيكم، مبادئكم، أعرافكم ونخوتكم، لم تكونوا يوماً إلا مع الحق في صف الشعب والوطن، فمارب ليست للخونة من عملاء الملكية السعودية ومرتزقة فنادق الرياض وأبوظبي، بل للأحرار من أبناء اليمن، مارب للجمهورية، جمهورية الأحرار وليست جمهورية المرتزقة، مارب للجمهورية، جمهورية مستقلة حرة وليست جمهورية خاضعة عميلة للعدو السعودي الإماراتي”.
واختتم العميد سريع الإيجاز الصحفي بالقول” إن اليمن الجمهوري هو الذي يقف أمام الملكية السعودية، اليمن الجمهوري هو اليمن الحر المستقل وليس اليمن التابع، يمن الوصاية والتبعية، فكونوا جمهوريين مع بلدكم وشعبكم ”
لقد حفل المؤتمر الصحفي لمتحدث القوات المسلحة بتوضيح الكثير من المسائل والقضايا ذات الصلة بالعدوان على اليمن، كما وجه من خلاله العديد من الرسائل الهامة الى الخارج والداخل وعلى المعنيين استيعابها جيدا قبل فوات الأوان.