الصرخة ما بعد 2020

عفاف محمد
تأملوا جميعكم تلك الأحداث المستعرة الماضية من حروب وتحديات وتضحيات وعطاءات جسيمة.. كانت الصرخة محوراً هاماً في كل ذلك، ارتقى العديد من الشهداء في سبيلها واعتقل الكثير ولوحق الكثير.. ورغم ما لاقاه المؤيدون للصرخة من قمع ووحشية، لكنهم استمروا بعزم ٍ من حديد وإرادة فولاذية.
خلف تلك الجبال الصعدية دار ما لم يكن في الحسبان، دار ما كنا بعيدين عنه وجاهلين له؛ ذاك الصمود الأسطوري أمام تلك التحديات التي فرضتها الدولة ومن يمولها ويملي عليها الأوامر من خارج الوطن.
ذاك الإصرار العجيب على المواصلة يثير الدهشة !!
فمن أين جاء المكبرون بذاك العزم وذاك الإصرار وذاك الصمود والصبر على المشقات؟ وكيف تشجموا العناء وهم يواصلون الطريق دون أن تهتز لهم شعرة ؟!
هي حكمة إلهية أن يحدث كل هذا ويستشهد السيد القائد في سبيل نشر الهدي القرآني وشعار الصرخة، هي حكمة إلهية، إن الصرخة لم تخمد كما أُريدَ لها ولم يزيلها النار ولا الحديد ولا الوعيد والتهديد ولا ما دار خلف قضبان السجون !!
تأملوا الحال اليوم ..هل لو كانت الصرخة على باطل سينتشر صداها ويصل لما وصل له اليوم ؟!
كثير هم من التحقوا بركب المسيرة من بعد الأحداث الجارية بعد أن لمسوا عمق الحق في مفاهيم الثقافة القرآنية، لكن البعض لم يكن مقتنعاً بالصرخة وكان يتهرب من الخوض فيها بأي شكل كان.
ومع مرور الأحداث وانجلاء الغيوم وتساقط الأقنعة، تسربت القناعة إلى قلوب الكثيرين أن هذه الصرخة أسسها سليمة ومنطقية بل وواقعية بعد أن كشرت أمريكا عن أنيابها وكشفت وجهها الحقيقي حينها طأطأ راسه كل من كان قد قال أين أمريكا منا ؟! وأين إسرائيل؟!
تفجّرت الصرخة من عروق كل غيور حر متمسك بدينه وأرضه وقيمه ومبادئه، فلم تحصر في الكهوف ولا على قمم الجبال وما خلفها، لم تختبئ تحت البطانية كما فُرِضَ عليها ولم تستطع الجيوش المجيشة انتشالها من صدور شم الأنوف، فشلت كل المساعي وخابت ..واليوم ..اليوم في عام 2020م، أصبحت الصرخة تهز العالم، باتت سلاحاً أقوى وأمضى، باتت عزيمة لا تهون ولا تلين، أصبحت اليوم مصدر رعب لكل من رفع سلاحه المتطور في وجهها، أصبح هذا السلاح يذوب أمام هذه الجمل الخمس (الله أكبر، الموت لأمريكا،، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)
حققت هذه الصرخة انتصارات ميدانية عظيمة .. وصل اليوم كل محاربي الصرخة لقناعة تامة أن لا حروب ست أو عشرين ستخمدها؛ وأن لا تحالف عالمي أو جحافل يفوق عددها وقوتها الوصف يمكن أن تسكت الأحرار وتنتشل الصرخة من أجوافهم الممتلئة عزماً، إيماناً، ثباتاً وإتقاداً.
برزت معالم الصرخة ورسمت حدودها وانطلق صداها في كل الأرجاء مكتسحاً كل التحديات ..
أصبح زعزعة الصرخة من النفوس صعباً اليوم لأنها أضحت الهواء الذي نتنفسه كل لحظة.

قد يعجبك ايضا