* بعد أن قال علماؤنا الأجلاء كلمتهم وأفصحوا بالقول الفصل أن الإرهاب خروج على الدين والعقيدة وما تقترفه عناصره المتطرفة من جرائم وسفك لدماء المسلمين من مواطنين وجنود مستبيحين الحرمات المعصومة بأمر الله هو كفر بواح وعدوان غادر وشنيع تجرمه كل الشرائع السماوية وكل القيم الأخلاقية والإنسانية فإن السؤال الذي يتردد على ألسنة كل اليمنيين في هذا البلد العربي المسلم الذي كان لأبنائه شرف السبق لحمل راية الإسلام إلى أصقاع المعمورة ونشر هدي هذا الدين بالحكمة والموعظة الحسنة هو: ماذا يريد أولئك الإرهابيون القتلة من اليمن وأهله..¿.
* هل يريدون الانتقام منه لأنه ظل محافظاٍ على قيمه الإسلامية السامية ومعتدلاٍ في تدينه وملتزماٍ بفرائضه ومتمسكاٍ بوسطيته ومعتزاٍ بهويته العربية والإسلامية وعاضاٍ بالنواجذ على تقاليده وأعرافه الحضارية والأصيلة..¿.
لكونهم يرون في هذه الخصال والسمات الحميدة ما يتصادم مع فكرهم الانحطاطي الذي يتدثرون به.
أم يريدون إعادة هذا البلد الذي يعتبر مهد العروبة الأول إلى عصور الجاهلية والضلال التي جاء الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ليخرج هذه الأمة من دياجيرها المظلمة إلى نور الرسالة المحمدية¿.
أم أن أولئك المنحرفين والضالين تساورهم الظنون أنهم ومن خلال أعمال القتل والتدمير وإشاعة الفوضى سيسيطرون على هذه البلاد ومن ثم تحويلها إلى إمارة لتصدير المخدرات التي يقومون بزراعتها في أفغانستان والتي مع الأسف الشديد زجوا بها في ثلاجات تاريخهم المثخن بالسواد¿ وها هي أفغانستان وفي جوارها باكستان تدفع اليوم ثمن ذلك الفكر المحنط الذي تجاوزه الزمن بمسافات ضوئية لا حدود لها.
* أم يريد أولئك الجهلة وسفاكو الدماء أن يصبح اليمن صومالاٍ أخرى وأن يتجرع أهله مآسي الكوارث التي أحاقت بإخوانهم في هذا البلد الشقيق الذي تتقاذفه أهوال مليشياته دون خشية من الله¿.
* بل ماذا يريد هؤلاء المجرمون والفاشستيون فكراٍ وثقافة وسلوكاٍ من اليمن والعالم العربي والإسلامي برمته¿ ألم يكفهم ما أحدثوه من الكوارث في أفغانستان التي لم تعرف أي ازدهار خلال أكثر من ثلاثة عقود باستثناء ازدهار المقابر وازدهار زراعة المخدرات¿ ألم يكفهم ذلك الموت العبثي والرعب والتدمير الذي طال كل شيء في هذا البلد الذي يتعرض لنوع من الإبادة الجماعية بلا خارطة طريق ولا هدف باستثناء خارطة الغواية التي عملوا على تكريسها ويسعون اليوم إلى تعميمها في البلد المجاور¿.
* ألم يكف هؤلاء الإرهابيون تلك المشاهد المأساوية والدموية التي يتجرعها كل يوم العراق وكذا الاستهلاك الآدمي الذي ينوء به الصومال وشلالات الدم التي تسفك بشكل متواصل بمقاصل إرهابهم على طول وعرض الساحة الإسلامية من الباكستان شرقاٍ وحتى أقاصي موريتانيا غرباٍ وأي دين يريدون تطبيقه على هذه الأمة وهم الخارجون عن شرع الله وقرآنه الحكيم وسنة نبيه الكريم وأي حاكمية يحتكمون إليها وهم الذين لا يحتكمون لحاكمية الإسلام الحنيف وأي مفهوم يريدون أن نسير عليه وهم الذين لا يعرفون سوى مفهوم القتل والإرهاب والإقصاء والتعذيب والإبادة الجسدية.
* ماذا يريد منا هؤلاء المتخلفون والدمويون بأفعالهم المنكرة التي يستهدفون فيها مكونات الدولة في المجتمعات العربية والإسلامية وتفكيك أقطار هذه الأمة وتحويلها إلى كنتونات ممزقة يسهل استلابها من قبل أعدائها¿.
* وماذا يريدون من وراء مشروعهم التدميري الذي تتركز مراميه الأولى على إشاعة الفوضى في العالم العربي والإسلامي مع أنهم لو كانوا على عقد الإسلام لعلموا أن الأمن والأمان عروة من عرى الإسلام¿.
* ماذا يريد هؤلاء المارقون الذين يكفرون العالم الإسلامي وأعلنوا الجهاد على كل أبنائه وهم الذين لا يرعون في الله إلاٍ ولا ذمة في استباحتهم لدماء المسلمين أطفالاٍ ونساءٍ شباباٍ وكهولاٍ في جنوح لم يسبق أن شهده التاريخ الإسلامي على الإطلاق¿.
* بكل تأكيد فإن هؤلاء القتلة يصعب عليهم الإجابة على مثل هذه التساؤلات لأنهم ليسوا سوى إمعات ضالة غْسلت أدمغتها لتعتنق فكر متطرف ضال يسيء للإسلام وكل من يدينون بهذه العقيدة الصافية والنقية حتى يسهل استهداف هذا الدين ووصمه بتهمة الإرهاب.
* ولقد حان الوقت لأن يدرك هؤلاء المجرمون أن الجميع في الوطن اليمني قد عرف حقيقتهم ومراميهم وأهدافهم الدنيئة وأن هذا الشعب الذي يحاولون استباحة أمنه واستقراره هو من تشرب تعاليم الدين والإيمان الصادق عن ظهر قلب ولن يسمح لهم أن يجعلوا من وطنه ملاذاٍ آمناٍ للإرهاب أو ساحة مفتوحة يستبيحها فكر التطرف والتعصب والغلو.
* كما آن الأوان أن يفهم هؤلاء القتلة أن الطريق الذي سلكوه لن يفضي بهم سوى إلى دمارهم وخزيهم ونهايتهم المذلة وأنهم بأفعالهم المنكرة واعتدائهم على حرمات المواطنين والجنود في هذا البلد المسلم يسيرون فعلا نحو الفناء وهم يستحقون مثل هذه النهاية عقاباٍ على ما جنته أيديهم من آثام وخطايا بحق اليمن وبحق الإسلام وأبنائه.
* أليس هم من شوهوا مضامين الإسلام ومعنى الجهاد ليؤكدوا بممارساتهم الإجرامية أن لا إسلام لديهم ولا ملة تعيدهم إلى جادة الصواب¿.
* أليس هم من يقومون اليوم بتدمير الحياة وقتل النفس البريئة تحت عباءة الجهاد في ما أن الجهاد شْرع من أجل الحياة ومن أجل إحياء القيم ومن أجل نصرة الحق على الباطل وإقامة أركان العدل والخير والجمال¿.
* وكيف لمن يحملون هذه العقلية السقيمة والعليلة أن يخجلوا أو يستحوا من الله والدين وهم من تجردوا من كل معاني ومقاصد ودلالات الإسلام والمشاعر الإنسانية النبيلة وما لم يسارع هؤلاء السفاحون والإرهابيون الذين استهانوا بقيم هذا الشعب إلى التوبة والأوبة والعودة إلى جادة الصواب ويتوقفوا عن إلحاق الأذى بهذا الوطن ويعودوا كمواطنين صالحين فبيننا وبينهم شرع الله وحديث رسوله الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم القائل: “من خرج على الجماعة فاضربوه بحد السيف
Prev Post
Next Post