الإرهاب.. وسلبية البعض!! 

 نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على العديد من عناصر التطرف والإرهاب خلال الأيام القليلة الماضية هو تأكيد جديد على أن هذه العناصر الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن اليمني والإضرار بالاقتصاد الوطني وتعطيل مسيرة التنمية¡ لن تفلت من العقاب جراء ما اقترفته من بشاعات واعتداءات غادرة وجبانة بحق عدد من المواطنين الأبرياء والجنود الذين يؤدون واجبهم في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع¡ وأنه ومهما حاولت هذه العناصر الملطخة أيديها بالدماء الاختباء والتخفي في بعض الجحور والكهوف كالفئران¡ فإن مآلها السقوط في قبضة رجال الأمن الأبطال الذين لن يتوقفوا عن ملاحقة تلك العناصر وزجرها وتقديمها للعدالة ليقول القضاء كلمته في هؤلاء المجرمين ويقتص منهم للوطن والمجتمع ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه السير في طريق الانحراف والضلالة والجهالة والإجرام. > وإذا كانت نهاية مثل هذه العناصر الضالة التي احترفت أعمال القتل والتخريب والتدمير وخانت الله ورسوله بتجردها من كل القيم الدينية والأخلاقية والوطنية والإنسانية وباعت نفسها للشيطان¡ هي نهاية معروفة سلفا◌ٍ ولا خيار لهذه العناصر سوى الرضوخ لذلك المصير المحتومº فإن من الغباء والسذاجة والبلادة أن يتوهم من تبقى من تلك العناصر المطاردة من قبل الأجهزة الأمنية¡ أنها باستمرار تخفيها في جحورها ستكون في مأمن أو أنها ستنجو من تلك الخاتمة المخزية أو أن بوسعها إطالة أمر بقائها خارج المؤسسات العقابية¡ خاصة وأن كل المؤشرات تثبت أن ما تراهن عليه ليس أكثر من رهان خاسر ومحكوم عليه بالفشل الذريع وأنه إذا ما أرادت هذه البقية الباقية إنقاذ نفسها فلا بد لها من الإسراع في إعلان التوبة والعودة إلى جادة الصواب وطلب الصفح من الله والتبرؤ كليا◌ٍ من ذلك الفكر المتطرف والمنحرف والتكفير عن كل الأخطاء والخطايا والآثام والذنوب التي اقترفتها بحق اليمن وأبنائه والعقيدة والأمة¡ ومن دون ذلك فإن كل الخيارات مسدودة أمام هؤلاء الأفاكين والضالين والمنافقين الذين يتمسحون برداء دين الإسلام البريء منهم والمنزه عن أفعالهم المشينة التي ت◌ْحرمها كافة الشرائع السماوية وتنبذها كل الأعراف والأخلاق السوية. وفي كل الأحوال¡ ليس غريبا◌ٍ أن يستهدف اليمن وإرثه التاريخي والحضاري ودوره الريادي في نصرة الرسالة المحمدية ونشر هدايتها في مختلف أصقاع المعمورة¡ من الإرهاب وعناصره الضالة¡ خاصة وأن هذه العناصر قد صوبت خنجرها المسموم نحو المجتمعات العربية والإسلامية وكل من يدينون بدين الإسلام الحنيف¡ وبالتالي فقد ظلت هذه العناصر تنفث سمومها على أبناء جلدتها ليس فقط من خلال تلك الجرائم الشنيعة التي ترتكبها بحق المسلمين¡ ولكن فإن الأبشع من كل ذلك هو ما تسديه تلك العناصر المتطرفة من خدمات لأعداء الإسلام والمتربصين بهذا الدين لتقدم لهم المبررات لاستهداف هذا الدين والإساءة لمعانيه السامية¡ وهو ما تبرز شواهده اليوم جلية في تسابق بعض المعتوهين والمتطرفين إلى إحراق مصاحف القرآن الكريم. > وبالوقوف على حقيقة هذه العناصر الإجرامية ومراميها الخبيثة¡ فإننا لا نستغرب أن يكون اليمن في واجهة البلدان التي يسعى الإرهابيون إلى الانتقام منه لمكانته الرفيعة في التاريخ الإسلامي¡ فمنه انطلقت قوافل الفاتحين ومشاعل النور التي أضاءت الآفاق¡ ولكن الأكثر غرابة أن نجد البعض منا يقف موقف المتفرج أو ينحو باتجاه السلبية متنصلا◌ٍ من مسؤولياته الدينية والوطنية إزاء هذا الخطر الذي تمثله آفة الإرهاب والذي اتخذ منحى الجريمة المنظمة¡ رغم علم هذا البعض أن الإرهاب لا يستهدف طرفا◌ٍ بعينه وإنما يستهدف اليمن هوية ووجودا◌ٍ وكيانا◌ٍ ومجتمعا◌ٍ¡ ودون استثناء لأحد فهو عدو لكل من في هذا البلد ويضمر الشر للبشر والشجر والحجر. ونعتقد أن من يقفون مثل هذا الموقف المتخاذل هم من يتنصلون عن أهم واجبات المواطنة والانتماء والولاء للوطن¡ باعتبار أن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ليس مهمة الأجهزة الأمنية وأفراد القوات المسلحة فحسب¡ بل هو واجب ملزم لكل من ينتمون إلى هذا الوطن¡ وليس من النبل والأخلاق في شيء أن يدير البعض منا ظهره لهذا الوطن وأن يختزل علاقته به في اللهث وراء مصالحه الذاتية والأنانية م◌ْسقطا◌ٍ من حساباته حقوق هذا الوطن عليه¡ ومثل هذا المسلك هو من أبشع أنواع العقوق والجحود لقيم المواطنة¡ وما أكثر من يتحدثون في بلادنا عن مبادئ المواطنة ويتمترسون خلف هذه الشعارات ولكنهم حينما ي◌ْسألون عمø◌ِا قدموه لوطنهم نجدهم يركبون سرج السلبية ويتقمصون ثوبها الفضفاض وكأن لا رابط بينهم وبين هذا الوطن الذي يدعون الغيرة عليه زيفا◌ٍ ونفاقا◌ٍ وتطفلا◌ٍ ¡. فهل يخجل أو يستحي مثل هؤلاء¿!!.

قد يعجبك ايضا