“الواشنطن بوست”.. والبقرة الحلوب!
عبدالفتاح علي البنوس
حتى في ظل الاحتجاجات العاصفة التي تشهدها العديد من الولايات والمدن الأمريكية في سياق ردود الأفعال الشعبية الغاضبة جراء مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فويلد على يد ضابط أمريكي من ذوي البشرة البيضاء ، والتي أدت إلى اشتعال ثورة غضب عارمة في الشارع الأمريكي ضد العنصرية المقيتة وسياسة القمع والإجرام والإرهاب التي تمارسها الإدارة الأمريكية في حق المتظاهرين ، حتى في ظل ذلك يواصل الرئيس الأمريكي المأزوم نفسيا دونالد ترامب سياسة الشفط وحلب البقرة الحلوب (السعودية)؛ طمعا في الحصول على المزيد من الدولارات التي تربض عليها، مستغلا سذاجة وسخف وانبطاح وخضوع وخنوع الزهايمري سلمان ونجله المهفوف .
حيث يمارس في حقهم سياسة الاستفزاز والابتزاز بشتى الطرق والأساليب الرخيصة التي تدفعهم لتقديم المزيد من قرابين الولاء والطاعة ، ما بين الفينة والأخرى يقوم بتخويفهم بسحب جنوده من بلادهم والتخلي عن توفير الحماية لهم و لعرشهم ومملكتهم ، والتي قال لهم يومها أنها لن تصمد أكثر من أسبوعين بدون الحماية الأمريكية ، وهو ما يصيب سلمان ونجله المهفوف بالهسترة ، وعلى إثر ذلك يسارعان إلى تقديم المزيد من قرابين الولاء والطاعة، وضخ المزيد من الأموال بغية تغيير هذا الطرح الأمريكي ، وسحب التصريحات الترامبية ، لتبقى الحماية الأمريكية حصنهم الحصين الذي يحمي مملكتهم ويحافظ على عرشهم الهش سريع الذوبان والتهاوي والسقوط مع أقرب عملية اهتزاز يتعرض لها .
شهية ترامب ما تزال مفتوحة لشفط وحلب هذه البقرة الحلوب ، وكلما حن إلى حليبها الذي (ينقط) الدولارات التي يعشقها ويسيل لها لعابه ويموت فيها يبادر إلى إطلاق تصريحات استفزازية للزهايمري سلمان ونجله المهفوف ، وهي رسائل موجهة لهما لضخ المزيد من الأموال ، وفي خضم الأحداث التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل انشغال ترامب بمواجهة المحتجين واعتقالهم وممارسة صنوف القمع في حقهم طالعتنا صحيفة “الواشنطن بوست” في مقال لها بعنوان “الحوثيون سيتجولون في شوارع الرياض قبل نهاية العام الجاري”، وأشادت بقدرات الجيش واللجان الذين يمثلون قوة ضاربة في المنطقة ، وتوقعت انهيار النظام السعودي قريبا ، وسلَّطت الضوء على جانب التصنيع الحربي للجيش واللجان الشعبية وقالت إنه يؤهل الجيش واللجان كي يصبحوا أكبر قوة في المنطقة .
مقال “الواشنطن بوست” لا يختلف كثيرا عن تصريحات وتغريدات ترامب التي يبتز بها النظام السعودي ، فمضامينه وإن كانت تمثل قراءة واقعية ومنطقية تعتمد على المعطيات الميدانية والمستجدات والمتغيرات الراهنة ، إلا أنها تمثل أيضا عملية ابتزاز صريحة ، ورسالة تهديد أكثر صراحة للمهفوف السعودي ووالده الزهايمري ، مفادها إما أن تدفعوا المزيد من الأموال لتستمر حمايتنا لكم ، ويستمر دعمنا لسياستكم القمعية الديكتاتورية التسلطية الإجرامية ، وإلا فإن “الحوثيين” لكم ولمملكتكم بالمرصاد ، ولن تصمدوا أمامهم وسيتجولون في شوارع الرياض مع نهاية العام .
بالمختصر المفيد: على المهفوف السعودي أن يواصل دفع الجزية لسيده الأمريكي إذا ما أراد الوصول إلى سُدة الحكم ، دون أي معارضة أو تذمر داخل الأسرة الحاكمة ، عليه أن يكون أكثر خضوعا وتذللا وطاعة وموالاة لمولاه ترامب ، وأن يكون معه أكثر كرما وسخاء ، ليغلق له كافة الملفات المفتوحة ضده ، ويغطي على كافة الفضائح والجرائم والانتهاكات التي يقوم بها ويمارسها ويرتكبها ضد شعبه ، وضد شعوب المنطقة التي طالها قبحه وإجرامه المدعوم أمريكيا ، وفي المقابل عليه من الآن أن يستعد للحظة الفارقة التي تتخلى عنه فيها أمريكا وتعلن البراءة منه ، وتتركه يواجه شعبه وكل شعوب المنطقة ، المواجهة التي ستجعل منه عبرة لكل الطغاة البغاة الخونة العملاء ، على امتداد المعمورة بإذن الله ومشيئته وقوته .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .