لماذا يتصدر المواطن الأمريكي قائمة شراء الأسلحة؟
علي محمد الأشموري
تتصاعد وتيرة الاحتجاجات ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في الاتحاد الأوروبي بسبب مقتل جورج فلويد ذي البشرة السمراء، الأمر الذي أثار الرأي العام الأوروبي – الأمريكي، وقد كشفت الحادثة عن العنصرية الأمريكية “الترامبية” الأمر الذي يضع مستقبل “ترامب” وأمريكا على كف عفريت، فقد أصبحت راعية الديمقراطية على شفير هاوية السقوط المريع أخلاقياً وديمقراطياً..
الأمر دفع سكان الولايات المتحدة خلال أسبوعين إلى أن يتصدروا قائمة أكبر مشتريي الأسلحة للدفاع عن الحق والنفس، وهذا ما لم يحدث من قبل، فقد بليت أمريكا بالتاجر “ترامب” صاحب المراقص والخمارات فهو قد خسر وسيخسر كرسي البيت البيضاوي أمام الديمقراطيين، فالعنجهية ستخرجه من أوسع الأبواب، وستصبح السعودية والإمارات وبقية دول الخليج عدا عُمان بين فكي كماشة وعفريت بسبب الاعتداء على أصل العرب الاقحاح اليمنيين..
ترامب اليوم يواجه شعباً بأكمله ويواجه أوروبا كاملة، فالشرطة الفيدرالية دفعها للخروج بالهراوات لكبح جماح المتظاهرين الذين وصفهم بالإرهابيين!! وارتفعت حالة التأهب القصوى إلى منتهاها، فما هو موقف ترامب؟ لقد تراجع وأمر الهراوات الشرطوية بالعودة إلى ثكناتها مع الشرطة من الشوارع .. والكونجرس ومجلس الشيوخ يتبنون لأول مرة مشروع قوانين جديدة تحفظ الحقوق وتصون الحريات، فيما المحاكم ستبدأ قريباً ممارسة أعمالها ضد الثلاثة مرتكبي الجرم..
المملكة السعودية خفضت الرواتب إلى أربعين % وهو ما يحذر منه الاقتصاديون وأصحاب الشركات ورؤس الأموال فيما المقيمون يتململون من الأوضاع وكل يبحث له عن بلد آخر يعمل فيه هرباً من جور الإتاوات والضرائب التي تثقل كواهلهم..
فهل هي بداية النهاية للدولة الوحيدة الكبرى في العالم والقطب الأوحد أن يسير نحو الانهيار السريع، ما يحسب للولايات المتحدة أنها تتقبل مثل هذه الأعمال بروح رياضية لكن رئيسها يصف المتظاهرين بالإرهاب وهذا هو الجنون بذاته، فلنقل إن هؤلاء إرهابيون ولنفترض ذلك جدلاً.. لكن أمريكا عندما حصل الخراب في إيران حاول ترامب جاهداً أن يقلب الموازين ويصف الدولة الشرعية بـ”القمعية” “وإرهاب الدولة” فهل تغيرت الموازين في واشنطن والثلاثين ولاية أمريكية؟ ينادون بحقوق الإنسان وهم ضدها وينادون بالديمقراطية وهم ألد أعدائها، فماذا يريد الغرب من العرب الاقحاح؟
العبدلله كاتب السطور يشتم رائحة كريهة ضد الأسد وضد حزب الله، فهل تريد إدارة ترامب أن تنقل ما يعتمل بداخلها إلى المقاومة اللبنانية التي صنفتها بالإهاب، وأمريكا هي صانعة الإرهاب داعش والقاعدة وغيرها من المسميات التي لا تنتمي إلى الإسلام بشيء إلا بالقشرة والاسم وسطحية الفهم؟ على عكس أولئك المستشرقين المتعمقين في الدين الإسلامي الحنيف الذين يطبقونه قولاً وعملاً.. العودة إلى الله من قبل “العربان” مطلوبة لأن ما حدث ويحدث من كوارث طبيعة كالسيول وتخريب البنى التحتية وفيروس كورونا الذي أرعب العالم وحصد آلاف الأرواح إنما هي رسالة من الله عز وجل ليري العالم قدرته سبحانه وتعالي بفيروس لا يرى بالعين المجردة، فلا مواقع وكراسي وبنكنوت نفعت المصابين، ولا العقل البشري بما توصل إليه من علم واختراعات كل ذلك يظل قطرة من مطرة أمام القوة الإلهية للخالق سبحانه وتعالى..
في السعودية “بيت الله الحرام” بدأ فيها محمد بن سلمان رفع تمثال الحرية الذي لا يختلف عما رفع في جورجيا الأمريكية بوصاياهما العشر وأصبحت إسرائيل هي الحليف والشقيق، والعرب اليمنيون الأقحاح والفلسطينيون هم الأعداء إضاء لولي نعمتهم ترامب الذي أصبح مهدداً في ولاياته الثلاثين بسبب قتل أمريكي من ذوي البشرة السمراء وهي القشة التي ستقصم ظهر البعير، فرفع الانجيل ولم يفتحه وهرب مع وزير دفاعه وماليته واستدعى الشرطة والجيش لقمع التظاهرات المليونية، ليس في الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل تسارعت الأمور وامتدت الاحتجاجات إلى الاتحاد الأوروبي على سياسة “المعتوه” الذي تدخل بعدته وعتاده أمام مظلومية الشعب الأمريكي ولم ينجح، وانتصر اليمنيون على قوى الشر والعدوان وأصبح المعتدي ومرتزقته مدحورين مذمومين بفضل الخالق عز وجل.
حتى كتابة هذه السطور والحراك الأمريكي يعتمل والتحليلات تؤكد بجوار البيت “البيضاوي” أن حادثة مقتل الأمريكي ذي البشرة السمراء لم ولن تمر مرور الكرام، وأمام هذه التظاهرات التي يقول مختصون في الشؤون الأمريكية إنها بداية النهاية لدولة الاستكبار ومعها الكيان المحتل الغاصب للأرض العربية الفلسطينية موطن الأنبياء، وثالث الحرمين الشريفين، ومعراج الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماوات العلا، فمنذ الحرب الكونية الثانية يتم تجميع شذاذ الآفاق من كافة أصقاع العالم والشعب الصامد شعب “الجبارين” يقاوم أعتى الأسلحة الغربية الصهيونية ومخططات الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس..
في فيديو مصور يتحدث أحد أعتى الصهاينة الجدد بقوله “يجب القضاء على الإسلام والمسلمين عامة”.. وإلا فإن الخطورة -حسب قوله- أن أجيالنا المستقبلية إذا لم نتنبه للأمر سيصبحون مسلمين” فهل الإسلام بالنسبة للغاصب المحتل أصبح ذلك البعبع الذي يهدد كيان المحتل وأعوانه؟
مثل – هؤلاء – وهذا رأي شخصي- درسوا الإسلام بتعمق وأزعجتهم قيمه وأخلاقه وإنسانيته وعدالته.. ولذا فهم ينادون بالإسلام “المعتدل”، وهناك إسلام عدل، وإسلام قيم وأخلاق، واقتصاد وسياسة وحرية ومساواة، ولا يوجد إسلام غيره سوى في أجندتهم “داعش والقاعدة و… و… غيرهما”؛ لأن التوجه نحو سوريا، ولن يفلحوا مثلما سقطوا وانهزموا في اليمن، وبدأوا بمساعدة أذنابهم من العملاء والمرتزقة في محاولة لكسر شوكة المقاومة اللبنانية التي منيت بها “إسرائيل” بهزيمتين في تاريخها 2000-2006م والقادم أعظم؛ لأن الشعب اللبناني بكل مكوناته يعرف مصلحته ،والشعب السوري بصموده يعرف مخططاتهم الجهنمية.. أما أولئك تبع الريال والدولار فسيلفظهم التاريخ والجغرافيا وسيبقى حزب الله وحسن نصر الله شوكة في عنق الكيان المحتل إلى أن يرحل عن المنطقة ومعهم آل سعود وجهال ناقص.