حسن الوريث
البقاء في المنزل لفترة طويلة دون التحرك قد يؤدي بحسب الأطباء إلى بعض المشاكل الصحية مثل زيادة الوزن وضعف العضلات وتؤثر سلباً على الجهاز المناعي وبالتالي فإن ممارسة التمارين الرياضية المنزلية بشكل منتظم يساعد على التخلص من الأمراض كما أنها تعمل على تنشيط أنواع معينة من الخلايا الموجودة في الجهاز المناعي والمعروفة باسم الخلايا القاتلة والتي تساعد في مكافحة الفيروسات والبكتيريا والجراثيم التي تحاول التسلل داخل الجسم لتصيبه بعدد من الأمراض ومن هنا فإن الرياضة تمنح الإنسان القدرة على الانضباط والتحكم بالضغوط وتقلل التوتر وتعالج الأرق كما أنه ووفقاً للدراسات العملية فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بصورة منتظمة أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض القلب والأمراض المزمنة.
وبما أن الكثير من الناس فضلوا البقاء في المنازل لفترات طويلة واختيار الحجر المنزلي تنفيذاً لنصائح الأطباء على اعتبار أننا لم نصل في بلادنا إلى مسألة الحجر المنزلي الإجباري سوى إغلاق الأندية الرياضية والحدائق العامة التي كان الناس يمارسون الرياضة فيها فإنه يتوجب علينا اتباع نصائح الأطباء كاملة بالبقاء في المنزل وممارسة الرياضة التي تساعدنا في الحفاظ على الصحة العامة كما تساعد الرياضيين في الحفاظ على لياقتهم البدنية ليعودوا بشكل طبيعي عندما تفتح الأندية أبوابها وتعود عجلة الرياضة والنشاط للدوران من جديد بعد اجتياز هذه الجائحة كما أن الرياضة وبحسب الأطباء بمثابة الطبيب النفسي للإنسان حيث تحقق له الاتزان الداخلي وتمنحه الراحة النفسية وتزيد من نشاط الدورة الدموية وتفتح الشهية للطعام وتقلل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة وتحارب البدانة والسمنة وهذا يقودنا إلى أنه لابد من ممارسة الرياضة بشكل منتظم ولكن أيضاً وكما نصحت منظمة الصحة العالمية والتي تقول بأن المدة المناسبة لممارسة التمارين الرياضية تختلف باختلاف المراحل العمرية وقد نصحت المنظمة الأطفال من 5 سنوات إلى 17 سنة بممارسة الرياضة 60 دقيقة على الأقل أسبوعيًا فيما يتوجب على الشباب من عمر 18 سنة فأكثر ممارسة الرياضة 150 دقيقة أسبوعيًا للتمارين المعتدلة و75 دقيقة للنشاط الرياضي الحاد، أما كبار السن فإن المنظمة نصحتهم بممارسة الرياضة لمدة 130 دقيقة أسبوعياً بمعدل 10 دقائق في كل مرة وهذا حتى يحافظ الجسم على التوازن لأن النشاط الحاد قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
مما لاشك فيه أن هناك الكثير من المبادرات التي أطلقت لتشجيع الناس على ممارسة الرياضة في المنازل وتقديم برامج متخصصة وتمارين رياضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب وحتى القنوات التلفزيونية التي أفرد بعضها جانباً من برامجه لهذا الأمر وبالتأكيد أن البعض من الرياضيين كان لهم دور مهم من خلال هذه المواقع للتوعية بأهمية ممارسة الرياضة الأمر الذي شجع الكثير من الناس لعرض تجاربهم بالفيديو والصور والمعلومات التي دفعت الجميع إلى الرياضة بالإمكانات البسيطة ويمكن أن بلادنا هي أقل البلدان في جانب هذه المبادرات لكننا نجدها هنا فرصة لدعوة الرياضيين والمهتمين والمختصين بالاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الجانب كما انها دعوة أيضاً لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية والأندية بإطلاق مبادرات من هذا النوع بدلاً من الركود الكبير الذي شهدته أجهزتنا وهيئاتنا هذه سواء الرسمية أو الأهلية وليكن شعارنا ” الرياضة عن بعد وقاية وحماية ” على اعتبار ان الرياضة تساعدنا في الوقاية من كورونا والحماية من كل الأمراض وهذه دعوة للجميع لإطلاق هذه المبادرة ودعمها وأنا على استعداد للتعاون مع الجهات المعنية في تقديم مشروع متكامل لها .
عزاء ومواساة ..
خالص العزاء وصادق المواساة في وفاة وكيل وزارة الشباب والرياضة السابق عبد الرحمن الحسني وزميلنا الإعلامي واصل الضبياني وأقول ” لروحكما السلام لأن الكلمات لم تعد تكفي للتعبير عما بداخلنا “.