مُنظمة الصِّحة العَالمية والزَّخم الإعلامِي الكُوروني
مطهر يحيى شرف الدين
تهويل وتخبُّط وزخم إعلامي وسياسي في الاتجاه الخاطئ تنتهجه منظمة الصحة العالمية ، والنتيجة الطبيعية تلقيها انتقادات دولية حادّة، ومن تلك الانتقادات التناقض الواضح في بياناتها وممارستها التضليل الإعلامي وعدم تزويد الدول بالمعلومات الأساسية الضرورية حول تفشي فيروس كورونا ، ومن الانتقادات التي وُجهت للمنظمة فشلها في الخروج بنتائج دقيقة إزاء التحقيقات في أصل فيروس كوفيد 19 وانتشاره.
وكذلك عدم كفاءة الفحوصات المقدمة من المنظمة الدولية لكثير من الدول ، بالإضافة إلى مآخذ أخرى على المنظمة ومنها تصريحاتها المتكررة بعدم الجدوى من إيجاد لقاح ضد الفيروس الأمر الذي يضع علامات استفهام كثيرة أمام إصرار المنظمة على بث الخوف والإيحاء بعدم الأمل الذي ترجوه الشعوب في ضمان توفر اللقاح ضد الفيروس،
فضلاً عن ذلك وهو الأهم وقوف منظمة الصحة العالمية حائلاً دون توصيتها باستخدام الدول عقار كلوروكين، معللةً ذلك بأن العقار يسبب مضاعفات خطيرة تتعلق بأمراض القلب ، ورداً على هذا التعليل تتحدث وزارة الصحة المغربية أن عقار الكلوروكين كان يستعمل بدون أية مشاكل وقد ساهم في علاج العديد من المصابين بفيروس كورونا محققاً نتائج إيجابية.
وتفيد الصحة المغربية بأنه تم إجراء أكثر من عشرة آلاف تخطيط قلب مع متخصصين ذوي مستوى عالٍ وبموجبها تم تفنيد علاقة الكلوركين بمشاكل القلب، ومع كل ذلك والمنظمة تتحدث عن خطورة الدواء في محاولات لدفن هذا الدواء القديم، منظمة الصحة العالمية أصدرت بياناً في وقتٍ سابق أوضحت فيه أن فيروس كورونا لا يمثـل وباءً عالمياً وتعود مرةً أخرى لتثبت ما نفته ، وفي بيان آخر تقول إن العدوى من الفيروس لا تنتقل عبر ملامسة الأسطح ثم بعد ذلك تفيد بأن العدوى تنتقل وتنتشر بصورة سريعة عبر الاحتكاك وملامسة أي جسمٍ أو مسطح، وكان من نتائج تخبط المنظمة وتناقضاتها توصل فقهاء الطب في العالم إلى رؤية علمية مدروسة تنفي القول السائد الذي يتحدث عن انتقال فيروس كورونا من الخفاش إلى الإنسان بصورة مباشرة.
يقول أحد العلماء في مجال الفيروسات “لكي يجد الفيروس بيئته المناسبة في جسم الإنسان لا بد له من حيوان وسيط يتم من خلاله الانتقال بصورة ناجحة” ويقول الدكتور أديب الزعبي مدير المركز العربي للخلايا الجذعية في الأردن إن فيروس كورونا يحتاج إلى ثمانمائة عام لكي يتطور ويحصل على طفرات متعددة ليتسبب في ظهور أعراض قاتلة أو أن يكون مؤثراً وفعّالاً في خلق مكان ملائم في رئتي الإنسان، أما في بضع سنوات فمستحيل أن يكون الفيروس بهذه المواصفات وبهذا التأثير الفعّال والمباشر ، ويفيد الدكتور الزعبي بأن الفيروس الموجود في الخفاش يختلف تماماً عن فيروس كورونا الموجود في الإنسان والمسبب لهذا المرض ولذلك فإن الفيروس لن يتكاثر أو أن يكون له تأثير فيما لو تم وضعه في الإنسان ، ويتفق الكثير من العلماء على أن أدلة انتقال الفيروس من الخفاش إلى الإنسان في نهاية المطاف تعتبر أدلة حيثية وليست قطعية ، أضف إلى ذلك فإن آخر ورقة بحثية صادرة من هونج كونج تضمنت مقارنة بين درجة حرارة الخفاش ودرجة حرارة الإنسان، فكانت النتيجة أنّ درجة حرارة الخفاش 28 درجة ودرجة حرارة الإنسان 37 درجة ولو زادت درجة حرارة الخفاش درجة واحدة لكان ذلك كفيلاً بموت الفيروس.
كما أن الموطن الذي تعيش فيه الخفافيش بحسب متابعين ومهتمين يبعد عن مدينة ووهان الصينية أكثر من ألف ميل ، ولذلك نخرج من هذه المعطيات بأنه فعلاً قد حصل تلاعب بشري في تركيبة فيروس كورونا ويحمل أهدافاً خبيثة لمواجهة الشعوب ، ومن هذه الأهداف السعي نحو التحكـم باقتصاديات العالم وشعوبها خدمةً للدول الرأسمالية العظمى، ولذلك حريٌ القول إن هناك أيادي مغرضة ومدفوعة وعابثة امتلكت أدوات العلم والمعرفة وتدخلت في التلاعب بالجينات الوراثية للفيروسات بغية استهداف مجتمعات معينة لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى لتوفر المناخ الاقتصادي المناسب لصالح الدول الامبريالية، وسواءً كانت نشأة الفيروس طبيعية نتيجة طفرات وراثية عفوية أو كانت نتيجة خطأ مخبري أو كانت بفعلٍ متعمد قامت به أيادٍ مدفوعة لنشر الفيروس، فإنه يجب في كل الأحوال أخذ الحيطة والحذر إزاء التهويل الإعلامي المزعج والوقوف بقوة وإرادة أمام محاولات ضرب النفسية الاجتماعية للشعوب المستهدفة ، وينبغي مع ذلك ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي توصي بها الجهات الرسمية وأن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله وألا نترك للأعداء فرصة للإيقاع بنا في فخ الترويع والتخويف الممنهج الذي تبثه الترسانة الإعلامية الغربية ومنظماتها الدولية التي لم نعرف منها أية نوايا جادة أو أي تحرك صادق تجاه أبناء الشعب اليمني وهو يواجه أعتى طغيان وعدوان استهدف الأرض والإنسان والحيوان بالقتل والتدمير والحصار والتجويع ، قال تعالى ” وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.