جميل أنعم العبسي
العلاقة كانت عكسية في الماضي القريب كورونا ينتشر عالمياً، وفي اليمن معدوم الظهور والانتشار، اليوم كورونا ينكمش عالمياً ويُراد له التمدد في اليمن وبفعل فاعل خارجي ظالم وداخلي أَظلم، فَظُلم ذوي القربي أشد مضاضة من وقع الحسام المُهندِ بإخوان الإنجليز وبني عثمان وخارج قنوات الفتنة والأمم المتحدة ومن دار في فلكهم.
حكماء الطب والحكمة
في الماضي والحاضر والمستقبل وحتى يوم ترجف الراجفة الطبيب المسؤول والحكيم المُعالج لا يقول لمريضه أنه مصاب بمرض ما خبيث حتى لا تنهار المعنويات فـ50 % من العلاج معنويات و50 % عقاقير طبية، والشفاء من الله سبحانه وتعالى، وبتكامل العلاج مع المعنويات يتعافى المريض ويشفى والعكس صحيح، وبالإمكان القول والجزم بتكامل المعنويات مع إجراءات الوقاية والاحتراز سنتجاوز كورونا العدوان.. فما لقوم الصهيونية العالمية يمارسون التهويل والرعب والتخويف من جائحة كورونا اليمن والعالم وبأرقام مخيفة، مع مقاطع فيديو وصور وميديا إعلام بِمُجمله معاد للإنسان والأرض، بعكس حكماء الطب من زمان.
والجواب أصبح معروفاً وذلك لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في إيجاد نظام عالمي جديد منخفض السكان بـ500 ألف إلى مليار نسمة بالعالم ويتحكم بهم 11 مليوناً من الصهاينة اليهود ومن القدس المُحتلة، لكي يقول المفسدون في الأرض، القوم الملعونون بلسان الأنبياء عليهم السلام والمغضوب عليهم من رب العالمين بأنهم شعب الله المُختار، فالمشروع الصهيوني طويل الأمد، لذلك تُبشر الأبواق العالمية الصهيونية والمتصهينة بموجات من جائحة كورونا في الشتاء القادم، وهكذا من شتاء كوروني راحل إلى شتاء كوروني قادم وموعود حتى تمرير المشروع التلمودي الصهيوني اليهودي.
العلاقة طردية بين الخارج والداخل
بينما دول العالم التي اجتاحها الفيروس تعلن فك الحجر الصحي جزئياً، مع انخفاض ملحوظ في أرقام الوفيات والإصابات، على النقيض من ذلك يلاحظ أن هناك من يروِّج للتهويل بالتسويق والإعلام والتحليل ومقاطع فيديو ومن منابر عالمية وإقليمية وداخلية عن تمدد وانتشار وتوسع الكورونا في اليمن كل اليمن، ومن يروِّج لذلك هم أنفسهم أدوات عدوان مارس 2015م بامتياز لو كانوا يعلمون، فالكورونا شكل من أشكال العدوان.
في الماضي القريب قناة “الجزيرة إخوان” تتحدث عن تحرير تعز وعدن وصعدة والحديدة، ولاحقاً عدوان من الخارج وطائرات تلقي أسلحة من الجو وشعب الإخوان وجمهور الانخداع وحوش ضد أبناء البلاد المخلصين المقاومين، والنتيجة ماثلة للعيان، احتلال بجيوش خارجية وداخلية عنصرية.. إلخ، وبالمثل قناتا ” العربية -الحدث” تتحدثان عن انتفاضات القبائل في حجور والبيضاء ومارب والجوف والأسلحة من الجو والبر إلى ياسر العواضي وطارق عفاش والنتيجة هي نفسها وذاتها، واليوم وبعد حديث الصحابة وأم المؤمنين والتمرد والكهنوت والتحرير وجمهورية العفافيش في خطر جاء حديث الكورونا.
حديث الكورونا
الإخراج لقنوات الفتنة ومواقع أدوات الخيانة ثم صححه متحدث الأمم المتحدة والهدف هو نفسه، ومن لم يمت بعدوان الحرب والحصار يموت بعدوان الكورونا، فاليوم يصرح المتحدث الرسمي للأمم المتحدة بأنه يتعامل مع فرضية تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع في اليمن، واليمن على شفير الهاوية بعد انهيار النظام الصحي، أما المتحدث باسم مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة فيقول من جانبه إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ بالعالم، وقبل ذلك بأيام السفير الأمريكي باليمن قال إن أمريكا قدمت أكثر من خمسة مليارات يمني لم يستفد منها الشعب اليمني بل ذهبت إلى قيادات العدوان من النظام السابق، وقال نفس ما كرره متحدث الأمم المتحدة واللاجئين؛ والهدف ربما قرار دولي لاستباحة اليمن بمنظمات صحة تنشر الفيروس وربما جيش أردوغان بعد الاستباحة بالفصل السابع وشرعية الخيانة وتحالف بن سعود والإمارات المشبوه.
وفي كل الأحوال، فالنتائج والأفعال عكس الأقوال وبحصان طروادة الخيانة، إخوان الإنجليز وأردوغان وعبيد عيال زايد وبن سعود بعد التمهيد بميديا إعلام بالتهويل على مواقع التواصل والإعلام، فقناة الجزيرة تتحدث عن انتشار الكورونا في اليمن وقناة الحدث كذلك ومعهما مواقع الإخوان وعفافيش العائلة، وقولهم أنصار الله يخفون الحقائق، وهل للكورونا علاج؟ إذا كان كذلك عالجوا كورونا المحافظات المُحتلة الأكثر عدداً في الإصابات !.
كورونا المُدن بعد كواتم الصوت وتدمير الأسلحة
كورونا ينتشر في المدن أكثر من الريف ويصيب الرجال أكثر من النساء والأطفال، وحتى اليوم لم نجد دراسات شافية ومقنعة عن ذلك، بالأمس كوكبة من دكاترة جامعة عدن المُحتلة إلى الرفيق الأعلى بالكورونا، واليوم حصرياً مواقع إخوان الإنجليز يتحدثون عن إصابة ووفاة شخصيات سياسية وإعلامية في صنعاء بالكورونا، ولا يتحدثون عن إصابات في الريف، فالإعلام المُعادي يغطي فقط المدن ومقابر المدن بالصوت والصورة وربما مُباشر الحدث ومباشر الجزيرة، كما حدث في أيام العدوان الأولى من بث مقاطع فيديو لنساء استيديو تعز الجزيرة، عندما ظهرن بنات طارق يحثثن أبناء تعز على قتال الجيش واللجان الشعبية.
وللأسف البعض من أبناء الشعب لا يصغون لشرفاء اليمن من عدن وتعز وصنعاء في ما يتعلق بالتهاون والتفريط، وقولهم بمقاطع فيديو لا خوف من كورونا، فقد انتشر منذ سنوات في تعز وإب وتمت السيطرة عليه واختفى، بل بعض الشرفاء في عدن يؤكدون أن أسباب الوفيات ناجمة عن حميات الملاريا والضنك وليس بالكورونا، وأن اليمن سيتجاوز هذه الأوبئة، كما تجاوز في الماضي أهداف تدمير الأسلحة الاستراتيجية من قبل عفافيش العائلة وتجاوز أهداف تدمير الطائرات العسكرية وسقوطها بالمدن وموت الطيارين اليمنيين وتجاوز حوادث اغتيال شرفاء اليمن بمسدسات كاتمة الصوت العثمانية التركية، وكان الهدف إحلال كوادر خونة من الإصلاح وعفافيش العائلة مكان المغدورين بهم من شرفاء اليمن، وكذلك اليوم يراد بالكورونا تحقيق ما لم يحققه العدوان ومسدسات كاتمة الصوت والاغتيالات المتنقلة.
كورونا والحلقة المفقودة
ما لم يتحدث به المتحدثون في العالم وبحديث مُقنع علمياً، هو كيفية انتشار فيروس كورونا، والقول إن رذاذ عطس الإنسان المصاب هو مصدر العدوى لم يعد مُقنعاً، بغض النظر عن اعتبار مصدر الكورونا خفافيش طبيعية أو معامل ومختبرات صناعية، فلماذا يتم تعقيم الشوارع إذا كان الفيروس يموت بدون خلايا حية تستقبله وتحديداً في الجهاز التنفسي؟ ولماذا يكون المخلوق الوحيد الذي يتعايش مع البلاستيك الصناعي لفترة أطول ويموت مع الطبيعة “أوراق وأخشاب” خلال فترة أقل؟.
وثالثة الأثافي المحيرة هي أن وزارة الصحة اليمنية تقول إن محاليل منظمة الصحة العالمية أثبتت حالات إيجابية مصابة بالفيروس على عينات غير بشرية وغير متوقع حملها للفيروس، وهو ذات الحديث الذي أطلقه الرئيس التنزاني منذ أسابيع، بشأن عينات غير بشرية شملت ثمرة بابايا وعنزة وخروفاً، أظهرت نتائج إيجابية مصابة بالفيروس، وهذا يعني الدخول بفرضيات خارج المعلنة بطبيعة انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان ومن الإنسان إلى الإنسان، إما على اعتبار أن الأجهزة والمحاليل غير فاعلة أو ملوثة وهذا شأن يُبقي على كل المعلومات المتداولة بطبيعة الانتشار دون نقض، لكنه يؤكد تورطها بنشر الفيروس، أو على اعتبار خلو تلك المحاليل والأجهزة من كورونا، وذلك يعني ظهور فرضيات جديدة، أولاً فيما يخص مكان خطورة الفيروس بالجهاز التنفسي إلى خلايا حية أخرى، ثانياً طبيعة الانتقال “من كل شيء حي إلى كل شيء حي” بما فيه النبات والإنسان، أما الجماد فيناقض كل نظريات عالم الفيروسات باعتبارها تحتاج إلى خلايا حية أخرى للتكاثر “سواء كانت نباتية أو حيوانية أو مجهرية” وبدونها تعيش لفترات قصيرة وتموت، وللأخيرة فرضية انتشار عبر الهواء بالتلويث الجوي المتعمد باستهداف الأماكن النشطة كالأسواق والتجمعات، بصرف النظر عن الطريقة والكيفية، سنكون بهذه الفرضية أمام حرب جرثومية لم تأت عبر المنافذ بل عبر الأجواء.
ومع ذلك يتفق الجميع على أن الفيروس يموت إذا تعرض لأشعة الشمس خلال 3 – 5 دقائق ويموت عند درجة حرارة 25 درجة مئوية، وهي نعمة من نعم الخالق جلَّ وعلا، فحرارة صيف العالم واليمن ترتفع إلى أكثر من 30 درجة مئوية، و”رياح الخماسين” التي تهب على اليمن ولمدة أربعين يوماً والقادمة من إفريقيا والمُحملة بالغبار كفيلة مع حرارة الصيف بتعقيم اليمن من كورونا الصهيوني، مع ضرورة تطبيق الحجر والتباعد، وربما وجبة ساخنة لـ”السلتة” مع العصيد أو “السلتة” كفيلة بالإطاحة بالفيروس إلى الجهاز الهضمي وتجاوز خطر دخوله إلى الجهاز التنفسي عند الشعور بجفاف في الحلق أو حكة، وفي الجهاز الهضمي نهاية الفيروس بفعل عصارات المعدة الهاضمة للأكل وحتى العظام ناهيك عن فيروس -حسب كلام المختصين- الذين أكدوا أيضاً أن 1% من وفيات كورونا المعلنة في العالم كانت بسبب الفيروس بالفعل، فيما كانت 99% من تلك الوفيات بسبب أمراض أخرى إلى جانب كورونا.
مفاتيح تصنيف هامة ومهمة وعاجلة
علمتنا التجارب المريرة علم اليقين، أنه عندما يتحدث مسؤولو الأمم المتحدة عن حدوث كوارث في اليمن فهناك شرٌ ما يدبر لليمن، فهي منظمة صهيونية شرعنت لاحتلال فلسطين ولم تصدر قراراً من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وانسحاب جيوش الغزو والاحتلال من اليمن؛ واليمن لأهلها، ولكل ما مضى، نجزم القول إنه عندما تتحدث مواقع إخوان الإنجليز وأردوغان عن إصابة مسؤول يمني في صنعاء الثورة بالكورونا، أو إطلاق إشاعة بوفاة مسؤول بالكورونا، نعلم علم اليقين بأن قوم الخيانة نشروا الفيروس في محيط هذا المسؤول سواء في مكان العمل أو السيارة أو المنزل أو الحارة أو مكان الزيارة، كيف ذلك، لا نعلم، وهذا المسؤول المُستهدف لم يخالط شخصاً مصاباً ولم يشاهد شخصاً عطس بجواره، ونجزم يقيناً أنه عندما تتحدث قنوات الفتنة الجزيرة والحدث والعربية عن انتشار كورونا في اليمن فهناك حقائق غير قابلة للنقض بإتمام أو استمرارية عملية نشر الفيروس، إنها غرف عمليات للصهيونية العالمية وليست قنوات إخبارية.
وعندما تتحدث مواقع إخوان الإنجليز وأردوغان عن ضرورة استدعاء الجيش التركي للقضاء على تمرد المجلس الانتقالي والاحتلال الإماراتي السعودي، نعلم علم اليقين بأن الصهيونية العالمية تمهد لاحتلال أجزاء من اليمن بالجيش العثماني ثم التمزيق والتقسيم حسبما تريده الصهيونية، بعد إشغال الشعب اليمني بإشاعات كورونا الخيالية والمُفتعلة جزئياً في مدن الكوادر، وبعد إشغال الشعب اليمني بمفردات المليشيات والتمرد وغيرها، والأهداف أصبحت واضحة أهمها حرف الشعب عن مواجهة العدوان وأدواته الذين يضخمون أخبار الكورونا والميليشيات، وهم ذاتهم من كان لهم الوقع الأكبر على الشعب بالقتل والتجويع والحصار.
لذلك وأكثر، ومنذ وقت مبكر اعتبرت قيادة الثورة نشر كورونا في اليمن فعلاً عدائياً أمريكياً عبر أدوات أمريكا السعودية والإمارات وبدورهما عبر أدواتهم المرتزقة والمنافقين، واعتبرت العمل على التهويل وإثارة الهلع عملاً عدائياً، في مقابل تشديدها على الحذر من التهاون والتفريط أمام هذه الأخطار، وأن تجعل الأمة من هذا التهديد فرصة لبناء واقعها لتنهض وتكون في مستوى مواجهة التحديات، لتقدم النموذج الحضاري الذي إن تمكَّن سينشر الخير في الأرض ولا ينشر الشر، وهكذا سيخوض الشعب معركته بعون الله، فلا تهوين ولا تهويل، والعاقبة للمتقين.