عادة ما تكتظ منطقة باب العامود بالقدس القديمة بالفلسطينيين خاصة خلال شهر رمضان المبارك، ولكن الساحة الشهيرة كانت في رمضان هذا العام شبه مهجورة. المدينة التي تستقبل خلال شهر رمضان مئات الآلاف من الفلسطينيين من كل أنحاء الضفة الغربية تحولت خلال شهر رمضان هذا العام إلى مدينة أشباح.
لم تغب قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مداخل المدينة، ولكن غاب عن شوارعها السكان والزوار الذين التزموا منازلهم كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، المشهد ذاته تكرر في باب الساهرة المؤدي إلى البلدة القديمة من شارع صلاح الدين الشهير.
وخلا الطريق المؤدي إلى أسواق مدينة القدس التاريخية من البسطات التي كانت تستخدم كمكان لتسوِّق الكثيرين من سكان القدس والزوار القادمين من الضفة الغربية أو الداخل الفلسطيني. ولم تكن أسواق القدس القديمة بأفضل حال إذ اغلقت معظم أبوابها بعد أن كانت تشهد خلال شهر رمضان في السنوات الماضية نشاطا تجاريا ملحوظا.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قد قررت قبل شهر رمضان تعليق استقبال المصلين حفاظا على سلامتهم، ولغياب الزوار، الذين كان يأتي بعضهم من خارج الأراضي الفلسطينية، فلم يجد شباب البلدة القديمة سببا لتزيين أزقتها كما كانوا يفعلون كل عام.
وخلف أبواب المسجد الأقصى كانت المصليات خالية تماما من عشرات الآلاف من المصلين الذين كانوا يشدون إليه الرحال كل عام، وتقتصر الصلوات، بما فيها صلاة التراويح، على حراس المسجد والموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وبعد أن كانت أزقة البلدة القديمة تكتظ بسكان المدينة وضيوفها الذين يفدون من كل أنحاء العالم، فإنها الآن خالية وحزينة تماما، ويؤدي عدد قليل من المصلين من سكان البلدة القديمة الصلوات عند الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى.
فيما أغلقت فنادق القدس الشرقية أبوابها بعد وقف النشاط السياحي، بما في ذلك قدوم المسلمين من أنحاء مختلفة إلى المدينة، وكانت الشوارع الشهيرة في المدينة مثل السلطان سليمان وصلاح الدين ونابلس والزهراء شبه خالية إلا من عدد محدود من السكان.
شوارع خالية وأزقّة غابت عنها زينة رمضان التي كانت حاضرة كل عام في القدس المحتلة؛ فلا أجواء احتفالية ولا صلاة في المسجد الأقصى كما اعتادت أجساد المقدسيين وأرواحهم.
Prev Post
قد يعجبك ايضا