من المهم التأكيد على أن نهج القراءة يأتي في وقت مهم من عمر استراتيجية نهج القراءة المبكرة “اقرأ واتعلم” والمرحلة المقصورة هي مرحلة الإعداد وتحديداٍ إعداد المعلم تزويده بالمهارات التي تساعده على تدريس القراءة لتلاميذ الصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي أي أن العامل الزمني ذو أهمية بالنسبة لهذه الدراسة إذ أن مشكلة القراءة لدى الفئة المستهدفة من التلاميذ طْرحت في توقيت زمني مهم وتأتي أهميته في كون الاستراتيجية التي تنعقد عليها الآمال مكون نمطي يفْترض أن يضطلع كل طرف من الأطراف المعنية بتنفيذ الاستراتيجية بمسؤوليته وبحسب ما يشير إليه الخطاب الرسمي المسوق للاستراتيجية اجتماعياٍ فالمعلم هو طرف رئيسي ستنمو على يديه هذه الاستراتيجية وتطرح ثمارها الأمر الذي الذي يساعد على الاجابة عن السؤال الذي تطرحه هذه الدراسة وهو: هل تعمل استراتيجية نهج القراءة “أقرأ وأتعلم” هل تعمل على تحقيق أهداف النمو: “المعرفي – اللغوي – الجسمي والحركي – الوجداني – الاجتماعي” من خلال موجهات الدخول إلى النهج¿
للإجابة على السؤال السابق سيعتمد الباحث على كتابي “دليل المعلم” و”كتاب التلميذ” وفي السياق تسليط الضوء على البيئة التي ولد فيها نهج القراءة وصولاٍ إلى ابراز النقاط المحورية للنهج وهي:
1- لماذا النهج
2- كبار المدربين
3- مدربو المعلمين
4- المعلم
5- التلميذ
أولاٍ- لماذا النهج:
يكشف الخطاب الرسمي الراعي للنهج “نهج القراءة المبكرة” أقرأ وأتعلم” أن النهج هو ثمرة للتعاون الإنساني بين المجتمع اليمني ممثلاٍ بوزارة التربية والتعليم وبين الشركاء المانحين كما يسميهم وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول الذي تحدث – في مقدمة دليل المعلم – مبيناٍ أهمية برنامج نهج القراءة المبكرة قائلا: «كما أشكر الشركاء المانحين “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “said” ومؤسسة البنك الدولي “wb”والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ” لدعمهم برنامج نهج القراءة المبكرة “أقرأ وأتعلم” ومشاركتهم بدعم تطبيق هذا البرنامج”.
أما عن مبررات النهج والتفكير فيه فقد جاء لمواجهة مشكلة القراءة بعد أن اخفق اليمن في نتائج اختيارات عالمية مثل اختبار “تمس” فخرج علينا معدو النهج مؤكدين أن أمة القراءة تمر بأزمة حتى أن مظاهر هذه الأزمة واضحة للعيان ولا تخفى على كل ذي بصيرة فولدت الاستراتيجية على أيدي المعدين الذين تشير اليهم قائمة الأسماء في بداية كل كتاب وهي مجموعة من أهل الاختصاص هذه المجموعة «الحلقة» من المهم الاشارة إلى أنها على تواصل مع الواقع «حيث لا تزال الاستراتيجية في طور التجريب يقول المؤلفون: «ولقد حرصنا على أن نستوعب ملاحظات الأخوة الزملاء التي نتجت عن تطبيق نهج القراءة المبكرة في العام السابق كما أن مجموعة الاعداد تمضي قدماٍ على طريق ترسيخ الاستراتيجية من خلال اشتراكها في تدريب كبار المدربين الذين تم تكريمهم في حفل اختتام برنامج تدريب رسمي حضره قيادة وزارة التربية والتعليم وممثلو الشركاء المانحين.
ثانيا- كبار المدربين:
هم الفئة التي تقع عليها إيصال محتوى نهج القراءة المبكرة بواسطة التدريب إلى فئة أخرى في أيام تدريب تحددها الجهة الراعية كما أن عملهم لا ينتهي عند هذا الحد بل يستمر باب عطائهم مفتوحاٍ ليتم إشراك هذه الفئة بعملية المتابعة المستمرة للمعليمن طوال فترة التنفيذ الميداني وما يليها أضف إلى أن الحديث عن مجال النمو المهني للعاملين في تنفيذ النهج من مدربين لا يقف عند حد ما ذكر فالخطاب الموجه إلى هؤلاء يحمل في طياته الوعود المحفزة على النمو المهني من خلال اغتنام الفرص المتاحة أمام المدربين لتطوير مهاراتهم وليس أدل من تنمية مهارة البحث غير الوحيدة في طريق الامتيازات المغرية للعاملين على النهج من كبار مدربين ومدربي المعلمين والمعلمين وغيرهم.
وبالنسبة لأهمية هذه الفئة فإن محتوى دليل المعلم وكتاب التلميذ يستوجب إعداد هذه الفئة واستمراريتها في التواصل وذلك لأن خطوات نهج القراءة المبكرة وعددها سبع خطوات تقوم على إجراءات تفوق الثمانين إجراء هذه الإجراءات تمثل الضابط الأساسي لنجاح الخطوات.
ومن الطبيعي أن آلية تنفيذ برنامج نهج القراءة المبكرة تتطلب الإلمام الكامل بإجراءات خطوات النهج حيث جرى التدرب عليها بقيادة مدربين من ذوي الكفاءة من منطِلق أن التغاضي عن إجراء أو اسقاطه هو بمثابة خلل قاتل يقود إلى الفشل وفي أحسن الأحوال التأخير الزمني بالنسبة للتلاميذ الذين يتعين عليهم إتقان القراءة بعد أن يكون معلموهم قد نمو فيهم «مجموعة متسلسلة من المهارات الجزئية والقدرات المعرفية التي يْعتقد أن على الطلبة إتقانها في توجههم نحو إتقان أهداف منهجية بعيدة المدى» وهذه من الاشياء التي تضاعف مسؤولية المدرب الذي عليه أن يطور مهاراته ويمتلك زمام المبادرة في القيام بدراسة الواقع وتحليله بناء على أسس علمية تقي من خطر الإنزلاق إلى فخ الاحكام والانطباعية أو المبنية على ردود فعل آنية.
ثالثا- مدربو المعلمين:
هذه الفئة أكبر من سابقتها عددا وهي التي تنخرط في برامج تدريب رسمية لا تزيد عن عشرة أيام في الجزء الأول أو النصف الأول من العام الدراسي ومثلها أو أقل للنصف الثاني لكي تبقى هذه الفئة على اتصال مع النهج طوال العام الدراسي من خلال المتابعة المستمرة بحسب ما تحدده الادوات المخصصة لذلك وفق خطة مكتوبة ومزمنة يطلع عليها المدرب في قاعات التدريب وبالنسبة لهذه الفئة من الضروري الاشارة إلى انها ومن خلال آلية التواصل المتبعة مع العاملين على تنفيذ ومتابعة برنامج نهج القراءة تعمل على استغلال قنوات التواصل للظفر بامتيازات تقودها لتبوء مراكز أعلى في حلقات النهج تدريبا واعدادا كما ان هذه الفئة تم اختيارها من شريحة العاملين في الميدان التربوي من معلمين وغيرهم من حملة مؤهل جامعي تخصص لغة عربية أو قرآن واسلامية وبحسب انشطة الدليل الذي يتدربون عليه فإن عليهم نقل خبراتهم إلى المعلمين مباشرة.
Prev Post
Next Post