ارتبطت بشهر رمضان

(المناصف).. فاكهة تهامة الأولى وعنوان بارز لخيرات أرض اليمن

 

 

الثورة  /زهور عبدالله

ارتبط اسم الساحل الغربي في اليمن عبر التاريخ بتمور المناصف الصيفية التي تنتجها الملايين من أشجار النخيل في تلك المزارع والوديان الفسيحة الممتدة من مديرية الدريهمي شمالا وحتى منطقة يختل والمخا جنوبا.
ومن هذه المناطق الزراعية الخلابة تعوَّد اليمنيون على ظهور أصناف من تلك التمور المميزة واللذيذة في كل أسواق اليمن وعندما يأتي شهر رمضان المبارك في فصل الصيف تزداد عملية الاقبال من قبل المواطنين على هذا النوع من التمور اليمنية ذات المواصفات الغنية والجودة العالية.
هذا الأمر لم يعد كذلك اليوم بعد أن حوَّل العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته هذه المناطق والمروج الخضراء إلى ساحات للحرب والدمار وإهلاك الحرث والنسل وأتت نيران أحقاد هذه القوى العابثة على مساحات واسعة من تلك المزارع ودمرت بشكل متعمد -كما يقول المزارعون- مئات الآلاف من أشجار النخيل وهو ما انعكس سلبا على مستوى توافر “المناصف” في مختلف أسواق اليمن.
وادي الرمان
للوهلة الأولى ومن خلال هذا المسمى تعتقد أن وادي الرمان الواقع بمديرية الدريهمي هو خاص بإنتاج فاكهة الرمان، لكن هذا الوادي بمديرية الدريهمي المحاصرة والذي يبعد عن مركز مدينة الحديدة حوالي 15كيلو مترا، يعتبر من أكثر الأدوية التي تشتهر بزراعة تمر المناصف ،ويقدر مختصون عدد أشجار النخيل بهذا الوادي بأكثر من مليون شجرة تنتج كميات كبيرة من مختلف أنواع تمور المناصف ،من أهمها المناصف والتطبيقي والخضاري والعجواء وغير ذلك من أصناف التمور التي تلقى رواجا كبيرا في الأسواق اليمنية وخاصة عندما يتزامن حلول شهر رمضان في شهر الصيف، وعادة ما تبدأ أولى تباشير تمور المناصف في بداية شهر يونيو وتستمر عملية جني التمور حتى نهاية شهر أغسطس.
ويعتبر هذا النوع من التمر اليمني من أفضل أنواع التمور على مستوى العالم، لكنه ونظرا لعدة أسباب تراجعت مستويات إنتاجه بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة وصار بفعل العدوان والحصار ناهيك عن غياب التقنيات الحديثة في الإنتاج والتسويق يسجل تراجعا كبيرا أمام أنواع التمر المستورد.
مزارع التحيتا
مزارع التحيتا الشهيرة عبر الأزل بإنتاج أفضل أنواع تمور المناصف صارت هي الأخرى بفعل مليشيات العدوان والارتزاق تعاني الأمرين وتفتقر مع مرور الوقت لهذه الميزة الزراعية المتقدمة المعروفة عنها منذ عقود طويلة.
ويقول مزارعو التحيتا التي تقع غرب مدينة زبيد التاريخية وعلى مقربة من ساحل البحر الأحمر: إن كميات كبيرة من محاصيل أشجار النخيل من تمور المناصف تعرضت للتلف خلال السنوات القليلة الماضية بسبب قذائف وصواريخ طائرات وبوارج العدوان ومن استطاع من المزارعين تلقيح أشجاره في شهري مارس وإبريل من السنة تعذَّر عليه الوصول إلى المزارع لإتمام عملية جني التمور بعد أن حوَّل الغزاة والمرتزقة تلك المزارع إلى متاريس وأماكن لعملياتهم الحربية ،كما أن أعداداً كبيرة وهي تقدر بمئات الآلاف من أشجار النخيل يبست لتعذر عملية سقيها بالماء في ظل هذه الظروف ،ففي مديرية التحيتا تحوَّلت مزارع النخيل الكثيفة في مناطق السويق والمدمن والناصري والمجيليس والجاح الأعلى والأسفل، بالإضافة إلى مناطق الجراحي على الساحل الغربي، إلى ساحة للمعارك وعمليات الحقد والانتقام التي لاتزال تنفذها مليشيات وقوى الغزو والعدوان على مدار الساعة ولم تتوقف حتى اللحظة مما دفع بغالبية المزارعين إلى الفرار من منازلهم ومزارعهم للنجاة بأنفسهم مجبرين على ترك أشجارهم تموت عطشا.
خسائر فادحة
يعتمد أغلب سكان الساحل الغربي على زراعة النخيل، حيث يزرعون مليونين ومائتي ألف شجرة نخيل في مناطق الساحل، بحسب آخر إحصائية صادرة عن هيئة تطوير تهامة (حكومية) في عام 2014م.
ويبلغ الإنتاج السنوي التقديري للنخيل في سهل تهامة اليمن 35 ألف طن من البلح تقريبا، وفق الهيئة.
وتعود تلك الكمية بملايين الريالات على المزارعين لكن هذا الربح السنوي المضمون تعرَّض للضياع خلال السنوات الثلاثة الماضية بفعل العدوان وممارساته الخبيثة.
ولم تتوقف خسائر المزارعين على تلف محاصيلهم السنوية من المناصف بل تعدَّت ذلك إلى انهيار أشجار مزارع النخيل بكاملها بسبب الجفاف وهو ما يخلِّف خسائر اقتصادية تقدر بمليارات الريالات ،ناهيك عن الخسائر الأخرى الناجمة عن توقف عملية التصدير للنسبة القليلة من المحاصيل التي نجت من ممارسات العدوان، لكن ومع انقطاع الطرقات تعذَّرت عملية التسويق الخارجي والداخلي، إضافة إلى انعدام وسائل التخزين مع توقف الثلاجات المركزية عن العمل وكذلك المصانع المحلية الخاصة بتعليب وإعادة إنتاج أنواع عديدة من تمور المناصف ذات الجودة العالية.

قد يعجبك ايضا