في أحاديث حصرية لـ"الثورة ".. سياسيون وإعلاميون عرب وأجانب يتحدثون عن شهر رمضان في ظل الوباء :
فيروس كورونا جائحة على الأرض ورسالة من السماء ولا بد من الرجوع إلى الله وإحياء القيم الإنسانية النبيلة
فيروس كورونا هذه الجائحة الوبائية التي ملأت الدنيا وشغلت بال الناس جميعا، صار اكبر خطر يتهدد البشرية مع توسع انتشاره وتفشيه كل يوم وكل ساعة وتجاوز المصابين به حول العالم حاجز الأربعة ملايين إنسان وما يزال الرقم في تصاعد مستمر.
“الثورة” استطلعت آراء عدد من السياسيين والإعلامين العرب والأجانب والذين أجمعوا في أحاديثهم الحصرية لـ”الثورة” على أن هذه الجائحة على الأرض ماهي إلا رسالة السماء التي على البشر اليوم أن يستوعبوا دلالاتها جيدا وان لا سبيل لمواجهته والحد من انتشاره سوى الرجوع إلى الله والتضرع إليه سبحانه ورفع المظالم وإحياء القيم الإنسانية النبيلة وكذا الالتزام بإجراءات الوقاية والحماية وعدم الاستهتار بتلك الإرشادات الصادرة من الجهات الصحية خاصة مع عدم وجود أي أدوية أو علاجات فاعلة حتى الآن.الثورة / حمدي دوبلة – أحمد الشاوش
رسالة السماء
هذا الفيروس هو جائحة وباء على الأرض لكنه رسالة من السماء هكذا يقول السياسي والناشط الحقوقي العماني خميس بن عبيد القطيطي والذي يشير إلى أن فيروس كورونا “كوفيد ١٩”، والرقم في هذه التسمية نسبة إلى العام ٢٠١٩م حيث ظهر هذا المرض أو الوباء بنهاية العام الماضي، إلا أن انتشاره حول العالم أخذ مفعوله منذ مطلع العام الجاري ٢٠٢٠م، وبالتالي فقد وضعت دول العالم مقدراتها لمجابهة هذا الفيروس الذي تحول إلى جائحة نظرا لانتشاره السريع في كل قارات العالم، وحتى الآن لم يتم اكتشاف علاج أو لقاح لهذا الفيروس، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن الوباء ما زال يتجه نحو الذروة، ويضيف القطيطي في حديثه لـ” الثورة” رغم تجاوز الإصابات حاجز الأربعة ملايين والوفيات ناهزت الثلاثمائة ألف وفاة سجلت حول العالم، وما زالت الحالات في تصاعد كبير، فسبحان الله جل في علاه، وهو سبحانه القادر على أمره، فقال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].azويضيف (ربما نظرت بعض الأمم إلى الوباء الذي حل بالأرض نظرة مادية بحتة، إلا أن حقيقة الأمر هو بلاء قدره الله على الخلق أجمعين وهو رسالة سماوية بلا شك، وعندما تحدث العلماء ورجال الدين وجدنا من تحفظ على ذلك لكن لا يمكن اختزال هذا البلاء في مسألة الذنوب فقط، لذا أستميح القراء بالتأكيد على أن هذا الوباء هو ابتلاء من رب العالمين ورسالة للخلق أجمعين، فهو مرتبط بما يحدث في الأرض من فساد عظيم لهذا النظام العالمي، وهو أيضا لحكمة ربانية يعلمها الله سبحانه بكل تفاصيلها، وهنا قد لا أضيف جديدا فيما يعلمه الكثيرون، إلا أنني أردت التركيز على النقطة التي ذكرتها في سياقي أعلاه وهو موضوع الفساد العظيم الذي تجاوز الحدود، وهذا الوباء أو الجائحة التي اجتاحت العالم بمختلف فئاته وأجناسه وأديانه.
رسالة المولى جل وعلا ينبغي أولاً أخذ العبرة منها والتأمل فيها، والمراجعة والاستذكار في الحكمة من خلق الإنسان والهدف من وجوده، والأمانة التي كلفه الله بها وهي خلافة الأرض والإعمار فيها والابتعاد عن الفساد، وهنا على العالم الاعتراف بالخطيئة التي وقع فيها هذا النظام العالمي) ويستطرد القطيطي الرسالة التي أرسلها الله من خلال هذا الوباء واضحة للخلق أجمعين، قال تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون” وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن عمارة الأرض والابتعاد عن الفساد فيها. إذً أن بني آدم جميعا يحملون رسالة سماوية، كان يجب أن يحافظوا عليها، وكلما ابتعد الإنسان عن هذه الرسالة غير الله في هذا الكون، وكلما عاثت الأمم الفساد والخراب في الأرض جاءها التغيير، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والذي يحدث اليوم بعيد كل البعد عن تلك الرسالة السماوية، وقد تجاوزت الأمم المدى في الظلم والفساد وعم الأرض جميعا، وتأكيدا لما حدث علينا أن ننظر لهذه الملايين التي تقتل في كل مكان وذلك بتدبير من قوى عالمية شريرة، وهذا الظلم الذي يمارس على الشعوب واستعمار الدول، والملايين من اللاجئين والمشردين من المسؤول عنهم؟؟ أليست الحكومات وخصوصا تلك الحكومات التي تسيطر على النظام العالمي، هنا ينبغي علينا أن ندرك هذه الحقيقة .
كما أن هذا الوباء أيضا رسالة تنبيه من المولى عز وجل نظرا لابتعاد العالم عن تطبيق مبادئ العدل والحق والسلام والتكافل ومفردات الخير، وانتشار الظلم والطغيان والقتل والتشريد والفقر والجوع، وهنا نتساءل: ألا يكفي ما يحدث في العالم اليوم؟ فلو أنفق جزء من هذه التكاليف الباهظة التي سخرتها الدول لمكافحة جائحة فيروس كورونا، مقابل نشر الأمان وتوفير الغذاء والدواء والمأوى لمن فقدها من بني البشر، حينها نستطيع القول إن الرسالة السماوية التي كلف الله بها الخلق قد عملوا بها، ولكن غابت عنهم هذه الحقيقة فعاثوا في الأرض فسادا وطغيانا وظلما وجورا، وتجاوزت القوى العالمية كل الأعراف والمبادئ الإنسانية في اضطهاد الشعوب، وتوسيع دائرة الظلم والقتل والتشريد والجوع من أجل تحقيق مصالح وأجندة دولية، فتناسوا أن الكون كله يملكه مالك الملك .
ويضيف ..كل الأمم المتغطرسة في الأرض لم تتمكن اليوم من مجابهة هذا الفيروس الدقيق، رغم وجود قدرات هائلة في مجال العلوم والطب ومختلف المجالات الأخرى، ليقدم لنا هذا الوباء أو الفيروس درسا وعبرة يجب أن نتأملها، وعلينا نحن المسلمين أولا أن ندرك أن العلاج أيضا يأخذ جانبا ماديا من خلال الإجراءات التي تنفذها الدول والالتزام بها، وكذلك يأخذ جانبا روحيا باللجوء إلى الله والخضوع له سبحانه أمام هذا الابتلاء، لذا علينا أن نناجي الله سبحانه وندعوه بأن يرفع عنا البلاء والوباء والمحن وعن الأمة وعن سائر الخلق أجمعين، كذلك ينبغي على العالم والقوى المتغطرسة أن تدرك حقيقة ما يحدث في العالم، حتى وإن قيل إن هذا الأمر من تدبير البشر فهو في الأخير صنع الله وتقديره وابتلاءه، وإن حدث تغيير فسيشمل العالم كله بمختلف شعوبه.
القوى العظمى الأكثر تضرراً
ويؤكد العماني القطيطي بأن القوى العظمى في العالم اليوم تتصدر معدلات الإصابة بالوباء، وكذلك معدلات الوفيات وهي الدول التي تتحكم بالنظام العالمي، وهي نفس القوى التي تتصارع من أجل المصالح العالمية على حساب الإنسان ووجوده على الأرض، فلم تأبه بحياته على الإطلاق، وهي اليوم تدفع تكاليف مليارية لمحاصرة هذا الوباء ومحاولة إيجاد علاج ولقاح له، وحتى هذه اللحظة المؤشرات غير واضحة، ومنظمة الصحة العالمية اليوم ترفع الراية البيضاء، ولا شك أن رسالة السماء عندما يكثر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس كما ذكر الله في محكم كتابه العزيز، وهنا ينبغي إدراك معاني هذه الغمة والبلاء الذي وقع في الأرض، إضافة إلى التأكيد مجددا خول أهمية الإجراءات التي تقوم بها الدول والإجراءات اللازمة التي يجب على الأفراد تطبيقها ولا شك هي تساعد على محاصرة هذه الجائحة العالمية، ولكن قبل ذلك على العالم أجمع أن يتوجه إلى الله بكل حواسه لمناجاته عز وجل بأن يرفع عنا هذا البلاء ويكشف الغمة عن الخلق أجمعين .
هل الهلع المبالغ فيه مبررا
حالة الذعر والهلع التي سادت أوساط الناس من وباء كورونا كانت طبيعية وسجية إنسانية فطرية لكنها كانت عند البعض مبالغ فيها وفي هذا الصدد تقول الإعلامية المصرية حنان العشماوي: هل جرب أحدكم إحساس الخوف، الخوف الصافي، أعني به الخوف الحقيقي الذي يصيب أوصالك بلسعة صقيع فيجمدها وتمتد اللسعة الحارقة عبر الأوردة حتى يمتد أثرها للقلب حينها يتوقف كل شيء تتباطأ نبضات القلب إلى أن تثبت تماماً ذلك هو الشعور الذي غزا الكثيرين جراء انتشار الوباء.
وتضيف العشماوي في حديثها لـ”الثورة”: نعم هو خطر داهم أطاح بالكرة الأرضية والحل الوحيد هو الحظر، نعم نحن نحيا في حظر الأسخف منه انه إجباري والأكثر غرابة انه ينصب في أصل نجاتنا واستمرار الحياة على الأرض في كل دول العالم وإلا فهو العدم أو الفناء للجنس البشري، رجال سيدات لا يوجد فرق شاب أو متوسط العمر أو كهل كلهم على كفة واحدة من الميزان والمتأرجحة بسخرية على الكفة الأخرى، كيان حقير لا يُرى إلا تحت المجهر اسمه كورونا نعم الخوف يتملك منا حين نشعر أن هناك احبة في خطر وربما يتوقف العقل عن التفكير والقلب عن النبض لكنه حق كما الحياة حق، ولكل أجل كتاب من قبل أن يخلق الله الأرض، وهو لا يشترط سن أو جنس أو جنسية أو مرض أنه زائر متوقع غير مرغوب فيه لكنه موجود حولنا ربما يطالعني الآن وينتظرني ريثما انتهى من كلماتي لعلها تشفع لي بعد رحيلي الفترة التي نحياها حالياً في العالم أجمع خلخلت الأقدام ودفعت باليأس في النفوس وشحنت الخوف بأقصى طاقاته وتضيف غاية ما نستطيع القيام بعضاً من الهدوء والأخذ بأسباب الحيطة والحذر. والكثير من محاسبة النفس والعودة إلى التسليم بالقضاء والقدر والتأكد من رحمة الله وحسن تدبيره لشؤون خلقه أجمعين.
الذكاء الاصطناعي هل يستطيع المواجهة ؟
هذا التساؤل طرحته الصحفية الألمانية أيكا كويل في اطار أجابتها على سؤال لـ”الثورة” وتضيف في حديثها الذي ترجمته من الألمانية للعربية الصحفية المصرية المميزة شيرين ماهر هل بإمكان التكنولوجيا انقاذ الأرواح والحد من الزحف الوبائي لفيروس كورونا المُستجد؟ بالطبع الإجابة ليست سهلة، ولكن الأمر المؤكد هو أن أهمية التكنولوجيا قد اتضحت هذه الأيام اكثر من أى وقت مضى، باعتبارها الداعِم الذى يمكن التعويل عليه لإنقاذ البشرية من ذلك الاجتياح المجهري.. من هنا يتعاظم دور الذكاء الاصطناعي كأحد أهم اذرع التكنولوجيا التى يمكن الاستعانة بها في مواجهة هذه الأزمة، إذ يمكن للخوارزميات أن تساعد في تشخيص الحالات المُصابة بفيروس كورونا المستجد وكذلك العثور على البؤر الإيجابية، ٕإلى جانب التنبؤ بمستوى انتشار الفيروس. وهو بالفعل ما تعكف عليه أغلب الدول المتقدمة في محاولة لإيجاد مخرج.
وتوضح الصحفية الألمانية ” صار لزاماً على الأطباء والصيادلة في جميع أنحاء العالم تحقيق قفزات تتعدى المُتاح معرفته في وقتنا الحاضر.. بمعنى أنه لا توجد حتى الآن لقاحات فعلية تستهدف العامل المسبب للمرض داخل خلية ذلك الفيروس سريع الانتشار، ومن ثم وجب البحث عن سُبل تساعد في التعرف سريعاً على كل مَن يظهر عليه إصابات الرئة الناتجة عن عدوى الفيروس.
وتضيف: في الصين يوجد حليف جديد إلى جوار الصيادلة والأطباء والفنيين لمواجهة المرض، ألا وهو : الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث أعلنت بعض شركات التكنولوجيا الرقمية أن معاهدها البحثية قد طورت خوارزمية أمكنها تشخيص ما يقرب من 96 % من الحالات المُصابة بمضاعفات رئوية ناتجة عن فيروس كورونا وذلك بواسطة استخدام التصوير المقطعي بالكمبيوتر.
ما يُشار إليه بالذكاء الاصطناعي هنا هو في واقع الأمر “التعلم الآلي” أو “التعلم العميق”، إٕذ يتم أولاً تزويد الخوارزمية ببيانات تتعلق بصور الأشعة المقطعية لرئتي الأشخاص الذين ثبت أصابتهم بالفيروس. وكلما زادت نسبة التطابق في فحص المقارنة الذى تلتقطه الخوارزمية، كانت هذه إشارة على وجود إصابات جديدة.. بالتدريج يمكن ملاحظة مدى تفوق برنامج الفحص الإلكتروني على الأطباء أنفسهم، مهما بلغت خبرتهم، حيث يمكنه التقاط تفاصيل صغيرة ربما سقطت من أعين الأطباء. كما لا يمكن أغفال أهمية عامل السرعة في التشخيص، إذ أنه خلال ما لا يزيد عن 20 % فقط يستطيع برنامج الفحص الإلكتروني التمييز بين رئة مُصابة جراء فيروس كورونا وببن أخرى مُصابة لأى سبب آخر كعدوى الانفلونزا الموسمية ، وهذا الفارق ليس من السهل على الأطباء اكتشافه في وقت قصير هكذا.
الخوارزميات يمكنها المساعدة حال ضبطها بدقة وكل هذه التقنيات يمكن أن تساعد في مواجهة هذه المحنة الرجوع إلى الله الرجوع إلى الله هو أقرب الطرق للتخلص من الفيروس هكذا تقول الإعلامية البحرينية رضيه رجب والتي تضيف في حديثها لـ”الثورة” لو رجعنا لكتاب الله سبحانه وتعالى سنجد أن الهدف والحكمة من وباء كورونا واضحاً في سورة الكهف في قال تعالى: (فَأووا إِلَى الكَهفِ) حيث جعل هدفهم إلى الكهف حتى يكون مكاناً يأويهم ويحميهم من الأذى.
في تقديري المتواضع، هذا ينطبق اليوم على واقعنا حين يطلب منا أن نبقى مع عائلاتنا في البيوت حتى نحميهم من هذا الوباء وكذلك نحمي أنفسنا ونرجع إلى ربنا .
وتوضح (كم من نعم أنزلها الله لنا ولم نقدرها سبحانك ربي ما أعظمك.
في ضوضاء الحياة وضجيجها وكثرة الضغوط والمشاغل التي تجتاحنا الآن يحتاج المؤمن فيها إلى ( ساعة خلوة) يتفرغ فيها لنفسه و لربه.
نحتاج لخلوة نكون فيها بعيدين عن جميع الأصوات والأشخاص والأعمال، نعم نحتاج إلي خلوة نلملم شتاتنا ونحدد فيها الهدف، يحتاج الإنسان إلى إلقاء نظرة صادقة ليثبت فيها قدمه وليعرف أين يضعها وكيف يضعها ؟
وليكن جلوساً في البيت أيضاً فرصة نحاسب فيها أنفسنا ونقَوِّم فيها اعوجاجها ، ونستغل هذه الساعات التي في البيت لتكن بمثابة حمايه لنا على صفاء قلوبنا ورقتها بذكر الله والتفرغ لعبادته .
لذا وجب ونحن في مساكننا أن نعيد ترتيب وتنظيم حياتنا من جديد، في ظل هذه الفرصة السانحة لنا جميعاً ، وإلا فإننا لن نتحرك من مكاننا ولن نصل إلى ما ينبغي الوصول إليه من الكمال والمقام المحمود .
(حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) صدق الله العظيم.
فرصة للاختلاء والعبادة
في هذا الصدد تقول الصحفية الفلسطينية سما حسن: إن الوضع لا يحتمل، والحكومة في كل بلد تعمل فوق طاقتها وتسخر كل جهودها ولا جدوى للبكاء على طقوس شهر رمضان التي غاب الكثير منها بسبب الوباء.
وتضيف: (شهر رمضان في نظري هو شهر خاص بي وببيتي وبعائلتي، وفي كل عام يسوؤني هذا الصخب والضجيج المصاحب لقدومه).
وتوضح أنه وفي كل عام تشعر بالارتباك في برنامج حياتها وهذا الارتباك لا يجعلني أكثر عطاء وإنجازا، ولكنه يقلب حياتي للمزيد من التوتر وشد الأعصاب والسبب هو طقوس رمضان المبالغ فيها.
لنبدأ أولا بضجيج الشارع وخصوصا في ساعات صلاة التراويح مع العلم أن صلاة التراويح هي سنة مؤكدة وكان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته ولم يؤكد على صلاتها في المسجد، ولكن الناس في هذا الزمن يصرون على صلاة التراويح في المسجد وهذا ما يهيئ الشوارع للازدحام والفوضى وبقاء الناس في الشوارع حتى وقت متأخر، ولكن الروحانية تختفي. أي روحانية سوف نتحدث عنها في وسط التدافع والزحام واختلاط الحابل بالنابل واختلاط الصغير بالكبير ومزاحمة النساء للرجال وسباق الأطفال لهم.
أي روحانية والإمام في المسجد يعيد ويكرر بين كل ركعتين بأن تخفض النساء من أصواتهن في مصلى النساء وبأن يكف الصغار عن الصراخ، وان يبتعد الصغار عن مواضع سجود الكبار، رغم أنني لا أمهد لمنع الصغار من المساجد ولكننا لماذا نسحبهم في رمضان فقط بحجة أن يعتادوا على ارتياد المساجد ونتركهم بقية العام يلهون ويلعبون بل ولا يحرصون على الصلاة.
وتوضح سماء حسن أن شهر رمضان وخاصة في هذه الظروف يبقى فرصة للاختلاء بالنفس والتفرغ للعبادة في البيت، والجلوس مع الأولاد وتدبر آيات القران الكريم وكذلك متابعة برنامج هادف أو مسلسل مضحك بلا خدش للحياء، وهكذا كنا نجد انفسنا ونقترب من بعضنا في هذا الشهر، ولا ننشغل بولائم ولا اكتظاظ ولا خروج من البيت لنرى هذا العالم الذي يمضي لا يلوي على شيء ويستبيح كل شيء بحجة انه شهر كريم، فالقاذورات تلقى وتكثر وتتجمع وبقايا الطعام في كل زاوية والحجة هي أن رمضان خيره كثير.
لا يجب البكاء على صلاة التراويح ولا على الصلاة في المساجد فالمهم هو سلامة الناس قبل كل شيء، والمهم هو منع التزاحم وأن يكون الكتف بجوار الكتف.
وفي البيوت التي كثرت فيها المشاكل والمشاحنات، نحن بحاجة لبث الروح الإيجابية والتخلص من الكآبة والطاقة السلبية، نجن بحاجة لصلاة الجماعة والاجتماع بالأب او الأخ الأكبر كإمام في الصلاة، ونحن بحاجة لصوت ترتيل القرآن الكريم، ونحن بحاجة للجلوس للتفكر في عظمة خلق الله وفي نعمه علينا وعلى من حولنا وما حولنا.
في رمضان، نحن بحاجة لبيوتنا أكثر من أي وقت لكي نجتمع بحب وصفاء بعيدا عن العالم الصاخب، وبعيدا عن الزحام وعن شهوة التسوق وعروض المطاعم التي تصمم أن تملأ بطوننا بالزيوت والدهون.
يجب ألا نبكي على رمضان لأنه لن يتغير والقشور حوله يجب أن تزاح لكي نعيش رمضان من سحور وإفطار وصلاة وراحة في البيت ومشاركة للأم والحرص على الإكثار من عمل الخير ما استطعنا دون أن نخبر أحدا بما فعلنا.