تسجيل أول حالة إصابة بكورونا في صنعاء .. "لا نزال في بداية الجائحة"

تعقموا ..تباعدوا.. تجنبوا الازدحام

 

الثورة / المحرر السياسي
منذ اندلاع الوباء ، بقيت اليمن حتى الأيام الماضية خالية من وباء كورونا المستجد ، أمر يعود إلى الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضه تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ سنوات على بلادنا ، غير أن تسجيل أول حالة وفاة مؤكدة في صنعاء ، وارتفاع عدد الحالات إلى إحدى وعشرين حالة في محافظات: عدن، وحضرموت، وتعز، التي تخضع لسيطرة العدوان ومرتزقته منها 3 حالات وفاة ، يكشف عن أثر فاعل للإجراءات التي اتخذتها حكومة الإنقاذ ، والتي تقلل من فرص انتشار الوباء وتفشيه عما عليه الحال في المحافظات التي تخضع لسيطرة المرتزقة ، لكنها تضع معطيات جديدة تحتم علينا الالتزام الدقيق بإجراءات الوقاية الشخصية والمجتمعية ، وتفرض تحديات جمة على بلادنا.
ومع تأكد وصول كورونا “كوفيد 19 ” ، وتسجيل أول حالة مؤكدة إصابتها بوباء كورونا المستجد في العاصمة صنعاء ، والتي أعلن عنها وزير الصحة والسكان الدكتور طه المتوكل ، مشيرا إلى أن الحالة توفيت جراء الإصابة بالفايروس المستجد ، وقال الدكتور الوزير طه المتوكل في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء في العاصمة صنعاء «وصلنا بلاغ عن وجود الحالة في أحد الفنادق بأمانة العاصمة يوم الأحد الماضي وتحركت على الفور فرق التقصي الوبائي إلى الفندق حيث كان المصاب متوفّى ، موضحا أنه تم أخذ عينة من المتوفى الصومالي الجنسية للفحص المخبري وأظهرت النتيجة أنه كان مصابا بفيروس كورونا المستجد ، تواجه بلادنا تحديات ومخاطر يصعب التكهن حول نتائجها ومآلاتها ، على وقع استمرار العدوان والحصار الذي تسبب في تدمير النظام الصحي في اليمن ، كما أدى الحصار السعودي الأمريكي والإماراتي على اليمن إلى أزمة في الأدوية والمواد الطبية الأساسية ، على أن ما يجب تأكيده اليوم بأن « السعودية ، ودويلة الإمارات ، وأمريكا» ، تتحمل مسؤولية مباشرة عن وصول الوباء ، وعليها تحمل التبعات عن تداعيات تفشيه وانتشاره.
جميعنا معنيون بإدراك أهمية الإجراءات التي اتخذتها حكومة الإنقاذ ، ومعنيون أيضاً بالتزامنا بحزمة التعليمات والإجراءات الاحترازية للوقاية من مخاطر الإصابة ، وبالأخص ما يتعلق منها بالشأن العام ، وفي مؤسسات العمل والوظيفة فإن تخفيض نسبة الدوام إلى 80% قد لا يكون كافياً، إضافة إلى أن اتخاذ إجراءات الوقاية من تعقيم وغيره مسؤولية الجميع ، كما أن منع التجمعات في الأسواق وتخفيف التنقلات وغيرها ضرورة تقتضيها طبيعة المواجهة لهذه الجائحة الكارثية .. إذ أن بلداناً أصابها الوباء فتخلصت منه بالوعي وبالتزام التدابير الوقائية التي وفرت سبل السيطرة على الوضع وتفاقمه .. بينما غرقت بلدان أخرى في مأساة الموت الجماعي نتيجة الاستهتار بالتوجيهات والتعليمات والإجراءات الوقائية فنحن نواجه عدواً شرساً وفتاكاً ، والانتصار عليه سيكون بالتزام تدابير الوقاية والاحتراز، لا باستخدام الأدوية واللقاحات.
على المستوى الشخصي، فإن النظافة والتعقيم ، مع اتباع أساليب العزل والحجر الصحي الذاتي في المنزل من كل شخص شعر بأعراض مشابهة لأعراض كورونا إجراء مهم ، ‏الوقاية خير من الكارثة ، الاحتراز بإجراءات الحجر الصحي وبالتزام التعليمات والنظافة والإقامة في المنازل خير من الموت الجماعي.. فالتنازل عن برستيجك اليومي خير من الكارثة ، أن أكون مصاباً فهذا يعني بأن أحرص ألَّا تنتقل العدوى إلى أهلي وجيراني وزملائي في العمل وإلى الآلاف من أبناء الشعب ، ألاَّ أكون مصاباً هذا يعني أن أحرص على نفسي وأدفع عنها خطر الإصابة بالعدوى ، هذه هي حكمة الإجراءات الاحترازية وهي قصتها الكاملة .. الامتناع عن بعض العادات والتقاليد يا نساءنا الخيّرات ، عدم حضوركن مناسبة “ولاد ، أو عزاء ، أو زيارة مريض” لا يعني نهاية العالم ، النهاية تكون بإصراركن على ذلك ، البقاء في المنزل خير من حرمان نفسكِ وأهلكِ ومحبيكِ وعدد هائل من العافية. الالتزام بإغلاق الأسواق الشعبية ، والتخفيف من التجمعات ، وإغلاق صالات الأعراس والاحتفالات، والنوادي، والحدائق، والتزام مالكي الأسواق التجارية ، والمطاعم ، وأصحاب الأعمال ، وداخل مقرات الأعمال سواء المؤسسات الحكومية أو غيرها ، باستخدام المعقمات للوقاية من انتشار الفايروس ، كما أن بقاء كل من يشعر بالأعراض في منزله وإبلاغ اللجان المختصة لإيصال أي حالة اشتباه إلى المراكز المحددة ، والإبلاغ عن الوافدين من الخارج أياً كانوا ، وأياً كانت الطريقة التي وصلوا بها ، والتعاون في إغلاق المنافذ نهائياً ، والتوعية بمخاطر الوباء وكيفية مواجهته ، إضافة إلى ضبط السلوكيات العامة التي تخل بالإجراءات، كلها أمور الالتزام بها يضمن سلامتنا وسلامة أهلنا جميعاً من هذا الوباء المخيف.

ثم إن التعاطي الواعي المبني على أسس طبية وعلمية متخصصة ، واتخاذ إجراءات احترازية ووقائية تمنع من اختلاط أي مشتبه بآخرين تحد من التفشي السريع ، وتلعب دوراً مهماً في تحجيمه وتقليل الإصابات به ، وصولاً للخلاص التام من مخاطره الكبرى ، وفي ذلك كله تأمين السلامة لشعبنا ، وما اتخذ في هذا الصدد من إجراءات احترازية ، سواء ما كان منها تفادياً لوصول الوباء ، أو ما كان لمواجهة خطر الانتشار بعد تأكد وجود حالات مصابة، لا بأس بها وهي في حدود الممكن والمتاح ، غير أن الرهان على الله ، وعلى وعي المواطنين والتزامهم بالتعليمات والإجراءات الاحترازية ، والدعاء والتضرع إلى الله في اللطف بهذا الشعب الذي تحمل كثيراً من صنوف المعاناة والصعاب.
في ظل التهديد الذي تفرضه أول حالة إصابة بالفايروس التاجي «كوفيد 19» ، فإنّ بلادنا بحاجة لترميم القطاع الصحي ليكون خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا والتصدي لانتشاره وتفشيه ، إلا أنّ الحصار والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي يحول دون ذلك ، وهو ما يبرز ويكشف عن أشكال الإرهاب الأخرى التي تمارسها أمريكا وأدواتها الإقليمية ، «الإمارات والسعودية وإلى جانبها دول أوروبية تبيع السلاح والمواقف السياسية للتحالف السعودي» ، ضد اليمنيين الذين لم يخضعوا للإملاءات والأحكام والأجندات الأمريكية المشبوهة.
إن أول ما يجب أن تَنْصَبَّ عليه الجهود الدولية الرامية لمواجهة وباء كورونا في اليمن ، هو إجبار النظام السعودي المعتدي على وقف العدوان والقصف على المدنيين بالطيران ، ورفع الحصار المميت والقاتل المفروض على الجمهورية اليمنية فوراً ، والتوقف عن كل الإجراءات العقابية والقسرية ضد اليمنيين، إذ أن استمرار الحصار والعدوان يعد انحطاطاً وانسلاخاً قيمياً وأخلاقياً ، ولما يحمله ذلك من مخاطر كارثية في عجز النظام الصحي عن مواجهة الجائحة ، ومن المهم الإدراك أن أي تلكؤ في قرار وقف العدوان وسلوك طريق السلام سينعكس سلباً على أرواح الآلاف من اليمنيين ، ومن يتحمل مسؤولية ذلك هو النظام السعودي وأمريكا فُهما من وضعا شعباً بأكمله رهن إبادة جماعية وشيكة ، ومن المتوجب أن تضطلع به الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في المجال الإنساني عبر مبعوثها بمسؤولياتها وتقوم بما عليها في وقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن.
ولعل من المهم الإشارة، ونحن بصدد الحديث عما انقض على البشرية جمعاء حاصداً أكثر من 4ملايين حالة إصابة ، وما يزيد عن ربع مليون حالة ، أن نُعرِّض على السلوك المنفلت الذي يتبعه النظام السعودي متماثلاً مع سلوك «الشيطان الأكبر» أمريكا في التعامل مع الكارثة ، حيث ينطلقان من ذهنية «أنا خير منه» الشيطانية ، ويتعاملان مع حياة الإنسانية وفق تمايز وأنانية منحطة ، لربما ذلك هو العامل الأكثر تسبباً في انتشار الجائحة وازدياد الضحايا في أمريكا عالمياً ، والسعودية عربياً.
وفيمَا يستجمع العالم قدراته لمواجهة كورونا ، ويتنادى لمساعدة بعضه البعض ، يقرر ترامب -الغارق في شروره وأباطيله- وقف المساعدات عن اليمن ؛ رغم عدم أهميتها وجوداً وعدماً، وفيمَا تعمل حكومات العالم على تعزيز التعافي من الوباء ومنع تفشيه ، يستنفر النظام السعودي قدراته وأذرعه ومخابراته وإعلامه لإرهاب اليمنيين وضرب معنوياتهم ،بعد أن استنفر كل ممكن لإيصال الوباء إلى اليمن ، وهو إذ يعمل على تحصين نفسه بإغلاق المنافذ والمطارات أمام أي وافد إليه ، قام بترحيل ما يزيد عن أكثر من 4 آلاف يمني قسراً نحو العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى ، وهو إذ يتخذ الإجراءات الاحترازية بما في ذلك منع التجوال ، ووقف الحركة نهائياً ، يستميت إعلامياً في إبقاء بلادنا مفتوحة بلا إجراءات احترازية لمواجهة الكارثة ، حيث يتعاطى مع الإجراءات التي تتخذها حكومة الإنقاذ وفقاً لتوصيفاته الكاذبة والزائفة للحقائق ، ويسوقها ضمن حملاته الدعائية لما يشبع غرائزه الحيوانية الموبوءة بنوازع الحقد الوهابي الدفين ، وعداوته المطلقة لليمنيين ، هادفاً من ذلك كله قتل اليمنيين وبأي وسيلة، غير أن ما ينبغي إدراكه أن السلوك العدائي واللاأخلاقي من النظام السعودي في تعاطيه لم ولن يحصن السعوديين من خطره أبداً ، إذ الأرقام تتحدث عن أعلى نسبة تفشي « عربياً» في السعودية والتي وصلت إلى أكثر من ثمانية وعشرين ألف حالة إصابة.

1

قد يعجبك ايضا