عُمان.. والآمال المعقودة
حمدي دوبلة
اتَّسمت السياسة الخارجية لسلطنة عمان طيلة العقود الماضية وتحديدا في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – بكثير من الاتّزان والوضوح ما أكسب السلطنة مكانة مرموقة بين دول العالم.
-هذه السِّمات الطيبة تجلَّت في انصع صورها من خلال الموقف العماني من العدوان على اليمن والذي تحلَّى بكثير من الحكمة والرؤى الثاقبة في وقت غابت فيه الحكمة والرشد وظن الجميع بأن اليمن لن يكون إلا لقمة سائغة لتحالف كوني ضم قوى وامبراطوريات المال والسلاح من مختلف أنحاء العالم .. وحين تسابق الجمع للظفر بنصيبهم من كعكة الخزينة السعودية التي فتحت أبوابها بسخاء على هذا العدوان، كان لعُمان وسلطانها وشعبها الشقيق رأي آخر وموقف مناقض لمواقف غالبية دول المنطقة والعالم، ومع مرور الوقت ثبتت للجميع صوابية وحكمة وبُعد نظر القيادة العمانية.
-اليوم والسلطنة تواصل هذا النهج الحكيم في ظل قيادة سلطانها الجديد هيثم بن طارق، تتطلَّع كثير من الأسر اليمنية البسيطة وترنو بآمال عريضة لأن يشمل العفو السلطاني أبناءها ممن أجبرتهم الظروف الناجمة عن العدوان والحصار إلى ترك مناطقهم وأعمالهم في قرى وشواطئ الساحل الغربي والتوجه صوب السواحل الجنوبية والشرقية بحثا عن لقمة العيش وهناك انتهى المطاف بعدد كبير منهم إلى أيدي عصابات تهريب القات إلى سلطنة عمان وإذا بهم في سجون عُمان بعد أن تم ضبطهم من قبل الأجهزة الأمنية العمانية وصدرت بحقهم أحكام قضائية بعضها كانت قاسية جدا وقضت بالسجن لهؤلاء سنوات طويلة.
– أعرف شخصيا أسر وعائلات عدد من هؤلاء الشباب السجناء في عمان ومن تلك الأُسر من ليس لها بعد الله عز وجل إلا ذلك العائل السجين، لذلك فإنها تبتهل إلى الله ليل نهار بأن يعجل الفرج ويكتب الحرية لأبنائها وذويها عاجلا غير آجل وتعوِّل كثيرا على تسامح وسمو أخلاق القيادة العمانية خاصة وقد باشر السلطان هيثم بن طارق مؤخرا بإصدار العفو عن مئات السجناء العمانيين والأجانب في إطار الإجراءات الاحترازية إزاء تفشي وباء كورونا .. ونحن هنا نضم أصواتنا إلى أصوات تلك الأسر المنكوبة ونتطلع بأمل كبير وفي هذه الأيام المباركات إلى أن يشمل العفو السلطاني هؤلاء الشباب اليمنيين خاصة وهم في مقتبل العمر وقد استسهلوا جرم تهريب القات إلى السلطنة انطلاقا من مشروعية تناول وتداول القات في اليمن ومنهم أيضاً من تم ضبطه أثناء عملية التهريب الأولى.
– هذا الأمل الذي نثق بأن الأشقاء الأكارم في السلطنة لن يخيبوه موصول أيضاً إلى وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء بأن تتابع أحوال هؤلاء المواطنين السجناء في الغربة وتبذل جهودا مضاعفة في التواصل مع الحكومة العمانية وصولا إلى تأمين الإفراج عنهم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.