حوادث السير في رمضان ..مأساة تتجدَّد كل عام
14 حالة وفاة و82 مصاباً حصيلة الأسبوع الأول من شهر رمضان
لا شك أن شهر رمضان المبارك مناسبة دينية عظيمة وفرصة مهمة لترسيخ الأخلاق الحميدة وتعزيز مبدأ السلام في كل مسلك وطريق، إلا أن سلوك البعض وعلى وجه الخصوص السائقين في الشوارع يبدو خلاف ذلك، ففي شهر الصيام تزداد العصبية عند الصائمين ، خاصة في الساعات الأخيرة وبأساليب وسلوكيات منافية للقيم والأخلاق ، وتزداد الحوادث المرورية الناجمة عن الإهمال والتشنج، ما يتنافى مع مقصد الصوم والغاية الكريمة منه، ويعتبر وقت الغروب ذروة الموت القاتل لدى السائقين ، حيث يسرع السائقون ليصلوا في الموعد المحدد للإفطار دون مراعاة لمتطلبات الطريق، وسلامة الناس .
الثورة /
في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك سجَّلت الحوادث المرورية أرقاما قياسية في عدد الحوادث والوفيات بصورة جنونية تستوجب من الجميع أخذ الحيطة والحذر وعدم الإفراط في السرعة، حيث بلغ عدد الحوادث المرورية في مختلف المحافظات 78 حادثاً تنوَّعت ما بين حوادث دهس وصدام مركبات .
وحصدت الحوادث المرورية -بحسب تقرير الإدارة العامة للمرور- 14 قتيلا ( 10 ذكور و4 إناث ) وإصابة 83 فرداً منهم 62 في حالة خطيرة، احتلت أمانة العاصمة المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات والإصابات بعدد 5 حالات وفاة و42 حالة إصابة .
وترجح الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث إلى السرعة الزايدة وإهمال السائقين لشروط السير ووسائل الأمن والسلامة بالإضافة إلى حالة العصبية لدى بعض الصائمين ولاسيما قبيل وقت الإفطار والتي تتسبب في إهمال البعض لسلامته وسلامة المواطنين المارين في الشوارع والطرقات .
مخالفة القوانين
مدير عام المرور العميد عبدالمجيب العمري اكد في تصريح لـ”الثورة” أن من أبرز أسباب الحوادث في شهر رمضان عدم الالتزام بقوانين السير خاصة في ساعات الصباح الباكر وقبيل الإفطار بسبب الاعتقاد الخاطئ بخلو الشوارع من المارة والسيارات وكذا رغبة السائق اللحاق بوقت الإفطار في المنزل وهو ما يعرِّض الأرواح للخطر .
وأشار العميد العمري إلى أن الإدارة العامة للمرور تسعى وبجهود حثيثة للحد من هذه المخاطر وحماية الأرواح والممتلكات بكل السبل والإمكانيات المتاحة عبر القنوات والوسائل المتعددة المتمثلة بحملات التوعية والإرشادات التي تنفذها الإدارة في عموم الشوارع والطرقات وعبر الوسائل الإعلامية والإعلانية بالإضافة إلى تشديد الإجراءات العقابية بحق المخالفين لإجراءات الأمن والسلامة بالإضافة إلى نشر شرطة المرور للأفراد بشكل كبير وواسع بما يعزز ضمان سير انسيابية حركة السير بالشكل المطلوب .
وأضاف العميد العمري أن تصرفات بعض السائقين السلبية وعدم الانتباه والتأني ومخالفة خطوط السير ، سلوك يتنافى مع أخلاق وقيم الإسلام ولا سيما في شهر رمضان الذي من المفترض أن يغيِّر الإنسان الكثير من العادات والسلوكيات الخاطئة وإدارة الوقت بصورة دقيقة وسليمة، داعيا السائقين إلى إدراك أهمية إدارة الوقت بحيث يغادرون منازلهم قبل مدة كافية كي يصلوا في الوقت المناسب، واستخدام الإشارات الضوئية كي يدرك المشترك معك في الطريق قراءة سلوكك وتصرفاتك بشكل صحيح، ما يجنِّب رجل المرور الازدحام الشديد وحتى تعود إلى أسرتك بخير وسلام ،فهناك من ينتظرك على مائدة الإفطار .
صعوبة الوقت على الصائم
المواطن شفيق المروني يقول إن الوقت الذي يسبق أذان المغرب يعتبر صعباً على الصائم المستخدم للطريق، لافتاً إلى أن ساعة ما المغرب تعد ساعات عصيبة على الصائم ورب الأسرة ما يجعله يتعامل بسرعة وعدم شعور ولا مبالاة وهو امر منافٍ للأخلاق والقيم، وقد يستغل السائقون هذا الأمر كحجة لإساءة التصرف أثناء القيادة على الطريق، لتتحول الطرقات إلى فضاءات عشوائية وغير منتظمة تحت ذريعة الصوم .
وأضاف أن مساحة الشوارع الضيقة والحفريات المنتشرة في ارجاء الطرقات والبسطات العشوائية تعتبر اكبر ركيزة للازدحام في الشوارع ما يضطر السائقين للبحث عن وسائل وسبل أخرى للخروج من الازدحامات وهو ما يعرِّض المشاة أو السائقين الآخرين للخطر بسبب تصرفات بعض السائقين العشوائية وعدم استشعارهم المسؤولية.
وأكد المروني أن الجميع ملزم بتوخي الحذر وحماية النفس من المخاطر وعدم المجازفة بالسرعة الزايدة التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، مشددا على ضرورة أن تكون هناك إجراءات رادعة بحق من يقودون السيارات بسرعة زائدة وتغريمهم حتى يكونون عند مستوى المسؤولية والانضباط وعدم تعريض حياة الناس للخطر .
رجال المرور ..رسالة شكر
في أجواء رمضان المكتظة بالسائقين والأسواق والمشاة والغزيرة بمياه الأمطار، تجد رجل المرور كعادته يلتحف الصبر ويتوشح بالعزيمة والإيمان ليقوم بواجبه الأخلاقي والإنساني والديني في خدمة الناس، وبعيدا عن كل مشاغل الحياة ومتطلبات المعيشة تجده يكافح دون كلل أو ملل ، مجسِّداً صورة من صور الصمود الفولاذي الذي يجسده اليمنيون في وجه الاستكبار العالمي الذي يحاول بكل وسائله وإمكانياته المهولة أن ينال منه أو أن يخضع أبناء الشعب اليمني الصابر برجاله وأبطاله الميامين .