التناغم بين قائد الثورة وفخامة الرئيس
علي محمد الأشموري
كشف فخامة الرئيس مهدي المشاط في الحوار الذي أجراه الزميل الأستاذ رئيس التحرير .. عن جوانب كانت محل تساؤلات رجل الشارع، فكان عمق أسئلة “الثورة” ومحاورها كشفت الجانب الإنساني للرئيس المشاط، وبالتزامن تم تفعيل لجنة الإنصاف من قبل قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي كان له الفضل في تجاوز محنة اغتيال الرئيس صالح الصماد -كما قال الرئيس المشاط- الذي كان محبوباً بتواضعه مع العامة وجاء في أحلك الظروف التي تمر بها اليمن، فالرجل الصماد كان صريحاً قريباً من الشعب الصامد في ظل ظروف الحرب، وتحت القصف العدواني، وتحت الحصار وما زال، كما أظهرت إجابات الرئيس المشاط الحزن المخيم على فخامته إزاء رحيل رفيق دربه حتى أنه تمنى أن يكون الرجل الأسطورة الذي وضع مداميك بناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس العدل والمساواة ومقارعة العدوان الذي دمر البنية التحتية ولعب بورقة الاقتصاد محاولاً تركيع الشعب اليمني ففشل.
في الجانب الآخر واصل المجلس السياسي الأعلى برئاسة الرئيس مهدي المشاط العمل الدؤوب على كافة المحاور بدءاً بالمبادرات السلمية، والتواصل الجاد لإيجاد سلام عادل وشامل يحفظ الحقوق والحريات للشعب اليمني الصامد، فكان الأستاذ العزيز عبدالرحمن الأهنومي رئيس تحرير “الثورة” قد جمع في حقيبته أسئلة مستنبطة من الواقع ليطرحها أمام الرئيس المشاط، وكانت الإجابات منصفة وصريحة أزاحت الستار عن عقول وقلوب اليمنيين بانحياز تام لأبناء الشعب اليمني الصابر على العدوان، وعلى جائحة كورونا الذي يحاول العدوان ومرتزقته اللعب بأخطر ورقة لإبادة الشعب اليمني من خلال المحاولة المستميتة لتصدير هذا الوباء الخبيث وإدخاله إلى اليمن عبر ترحيل اليمنيين من المهجر ومعهم الأفارقة، ورغم التدابير التي اتخذتها القيادة السياسية اللازمة لحماية الشعب رغم الإمكانات البسيطة إلا أنها نجحت بفضل “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”بفرض الالتزام الصارم بالمحاجر الصحية، والإجراءات المتخذة ضد من يحاول من المسؤولين الابتزاز لأي مواطن تبعها المؤتمر الصحفي لرئاسة الجمهورية ليكشف الأعداد المهولة للشكاوى عبر خدمة الجمهور.. تم التحقيق في ما هو حقيق لرفع المظالم وفصَّل المتحدث بين الشكاوى الكيدية، والحقيقية فالمحاور التي طرحها الرئيس المشاط كانت مشعبة لنهم الشعب الذي كان يتلهف لمعرفة الحقائق والوقائع.
وبالتزامن مع الإجراءات في ملفات المحاور التي تمس الإنسان اليمني كان قائد الثورة قد وجه بتفعيل لجنة الإنصاف التي تأتي في الاتجاه الصحيح والتوجه الجاد لرفع المظالم؛ لأن هذا الشعب الصامد صمود “نقم” و”عيبان” لأكثر من نصف عقد تحت القصف والحصار، حيث افتقد المواطن اليمني إلى أبسط مقومات الحياة من “الدواء” نعم الدواء والغذاء والمشتقات النفطية.
الرئيس المشاط وضع النقاط على الحروف في إجاباته، ومن بينها مبادرة السلام التي أعلن عنها عشية العيد الخامس للثورة وما زالت قائمة حتى اللحظة.. لكن مماطلة دول العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ومن لف حول بنكنوتهم بالأسلحة الفتاكة أو بالصمت المطبق فأصبح اليمن والحرب الكونية منسية تحت غطاء عدواني من قبل الأمم المتحدة بمواقفها السلبية إزاء الحرب الاقتصادية، والحصار الخانق المفروضين على الشعب اليمني، شعب الجبارين، فالغطاء للعدوان موجود من المنظمة الأممية، ومحاولة تركيع الشعب اليمني واردة في قاموسهما؛ ولأن العدل أساس الحكم، فقد صرح الرئيس المشاط ضمن إجاباته لـ”الثورة” بالقول والعمل بأن القيادة السياسية ماضية في الحد من الابتزاز، والقضاء على تجار الحروب؛ لأن العدوان الداخلي أخطر من الخارجي، حيث يزداد جشع أولئك الذين لا يخافون الله في الشهر الفضيل وأيام الحروب التي تعتبر -حسب المواثيق الدولية- جرائم حرب، فيكفي أن هادي الذي نقل البنك المركزي إلى عدن، وصرح أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بأنه سيصرف المرتبات لكافة أبناء الجمهورية اليمنية، ولكن “لصوص البنوك” جعلوا الشعب تحت ضائقة العوز والغلاء، وقد فاحت رائحة كريهة –الفساد والإفساد- للمقربين من هادي في فنادق الرياض والمتابع الحصيف للحرب التي ظهرت بين ما يسمى الشرعية والانتقالي مع أذيالهما، فالكل عينه وقضيته على بنك البنوك والودائع “النتنة” التي تذهب إلى جيوب المرتزقة والأذيال والشعب له الله.. فهادي في فندق “الرياض” والزبيدي في فندق أبوظبي ومعين في القاهرة وكلٌ يغني على جيبه.
من المفارقات العجيبة والألاعيب القذرة للمتصارعين بالوكالة داخل عدن والمحافظات التي تسمى محررة والاحتلال السعو – إماراتي ينفذ أجندته في البسط والنهب ومحاولة الاستحواذ على ثروات اليمن.. كاتب السطور قرأ التاريخ من البداية للنهاية والعكس، فلم يجد بين سطوره من يرفع شعار شكراً للمحتل واختفت الأصوات التي كانت تنادي بالقضاء على الإمبريالية والرأسمالية “العفنة” وحينما سقط وتفكك الاتحاد السوفيتي تحول أقطاب “الاشتراكية العلمية” من فهم الشعارات إلى الحنين للمستعمر الجديد، فمن كان يتصوَّر أو يتخيَّل أن “أمين الاشتراكي” ياسين سعيد نعمان يعود سفيراً إلى حضن “الماما فيكتوريا” ويصمت صمت الموتى؟.
وماذا فعلت ما تسمى بالشرعية المهترئة تجاه الكوارث في المحافظات الجنوبية أقصد كوارث السيول، وطبول الحرب تقرع بين “خبرة” هادي وخبرة الزبيدي؟! ولكن هذه المرة بجوار البنك المركزي المنقول إلى عدن وهذا هو النموذج للمحافظات الجنوبية.. فلا غرابة في ذلك، فالسرق إخوة، وهادي الذي دعا وبارك شن الحرب على الشعب اليمني طوال نصف عقد ويزيد بأي وجه سيعود من “فندقه” في الرياض؟!!.
إنها قمة المهزلة والتاريخ سيقف حائراً من هذه التصرفات الرعناء، ونحن بين يدي شهر رمضان الكريم نقول: كل عام وأنتم بخير.. وربنا يكشف عنا الهموم والغموم التي ساقها التحالف ومرتزقته ضد الشعب اليمني.. والله المستعان.
آخر الكلام:
الرئيس الإنسان الذي يعمل بصمت طرح في محاوره بصراحة الكثير من التفاصيل، ويرى كاتب السطور الحوار عبر وسائل الإعلام المرئية للفائدة لكل أبناء الشعب اليمني فالحوار المنشور في “الثورة” هو عبارة عن إعادة الثقة والمكاشفة الصريحة بين الإنجازات والإخفاقات وأسبابها مجرد فكرة.