الثورة /وكالات
قتلت شرطة ابن سلمان المواطن السعودي عبد الرحيم أحمد محمود الحويطي المعروف بـ “أبو أنس” حيث صعدت روح أبو انس إلى بارئها لتشكو “ابن سلمان” الذي أراد إخراجه من بيته بالقوة، ليهديه والمنطقة كلها للكيان الصهيوني، وحين رفض “أبو أنس” قتلته الشرطة وهدمت بيته.
هذه الواقعة أثارت وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت فيها مقاطع فيديو تظهر قيام ضباط من الحرس السعودي باغتيال الحويطي، بعد ما رفض هذا الأخير ترك المنزل لهم و تسليمه للضباط الذين يعملون في نقل السكان من بيوتهم إلى منطقة أخرى، و تهجيرهم لكي يبنوا فوق المكان مشروع “نيوم”، وهو مشروع رفضه العديد من المواطنين معتبرين بأن المشروع يعد له أن يكون سياحياً وفيه تستباح الخمور والمحرمات كإجراء سعودي للتزلف من إسرائيل وأعداء الأمة.
ورفض الشهيد عبدالرحيم الحويطي تركه بيته و تمكن بدوره بتصوير عملية محاصرة المنزل، قائلاً إنّ أي مواطن لا يسلم بيته لهم تأتيه قوات المباحث والطوارئ للتصرف معه بالقوة، وأخبرهم أنه لن يرضخ و لن يترك بيته ولو قتلوه إلا أن المستشهد لم يفارق مكانه وأبي الاستسلام لهم وبالتالي تدخلت قوات بن سلمان وكان المشهد مثل الحرب أو مهاجمة إرهابي، إذ انتشرت السيارات حول المنزل وبدأ إطلاق النار، وانتشر دوي الرشاشات في المكان إلى أن استشهد عبد الرحيم الحويطي وتم هدم منزلة ودَمرت أملاكه.
وهاجمت القوات السعودية منزل المواطن عبد الرحيم الحويطي من قبيلة الحويطات بعد أن رفض تسليم منزله والتنازل عنه لصالح بناء مشروع نيوم، حيث تقوم القوات السعودية بتهجير قبيلة الحويطات من منازلهم، وإجبارهم على التوقيع على سندات تنازل عن أحقيتهم في بيوتهم، لكن عبد الرحيم الحويطي رفض التوقيع على إخلاء منزله، فقامت القوات السعودية بمحاصرة منزله، وأطلقت النار من الأسلحة الرشاشة تجاهه ما أدى إلى استشهاده.
وكان عبد الرحيم الحويطي قد كشف في مقطع فيديو آخر نشره في وقت سابق قبل مقتله ، عن حضور ضابط يدعى “عبد الله الربيعه” ومعه عناصر أمن لمفاوضته على الرحيل من منزله، وقد أخذت القوة الأمنية التي يقودها الربيعة قياسات منزل عبد الرحيم الحويطي بالقوة، وما كان من عبد الرحيم الحويطي إلا أن يخبرهم بأنه يمتلك الوثائق التي تؤكد أنه يمتلك الحق في منزله وقطعة الأرض التي اقيم عليها.
ونشر الحويطي عدة مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر غضبه من سلوك قوات الأمن، وأوضح عبدالرحيم الحويطي أن القوى الأمنية تخير السكان بين التعاون أو عدمه، وترفع فيهم تقارير، حيث رفعت فيه تقرير بأنه غير متعاون، ليتم بعد ذلك، حصار منزله من قوى الأمن والمباحث، قبل أن تقوم بالهجوم على منزله وقتله في داخله.
مواقع التواصل الاجتماعي تضج
وأشعل مقتل عبد الرحيم الحويطي الغضب في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غرد المئات على هاشتاغ # استشهاد_عبدالرحيم_ الحويطي، وترفض قبيلة الحويطات تسليم منازلها للقوى الأمنية.وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة خلال 24 ساعة الماضية بقضية اغتيال الحويطي بعد مداهمة منزله بالقوة و العبث به ومن ثم اغتياله بعد رفضه إخلاء منزله وقريته، التي يسعى بن سلمان للاستيلاء عليها لإقامة مشروع الانفتاح و الفسق.
ونشر العديد من النشطاء عبر وسم استشهاد عبد الرحيم الحويطي عدة فيديوهات وتغريدات تندد بطريقة عصابات المفايا التي يمارسها بن سلمان وقواته لتنفيذ مخططاته، وقتل وتقطيع كل من يقف ضد تلك المخططات كما فعل من قبل مع الصحفي جمال خاشقجي.
من جهته قال المعارض سعد الفقيه أن تهجير الأمن السعودي لقبيلة الحويطات يشبه تجهير (إسرائيل) للفلسطينيين من قراهم، وأضاف “الحويطات أثبتوا أنهم عكس كل التوقعات في صمودهم وظهور شخصيات حقيقية تتحدى الظالم”. ونشر حساب علياء الحويطات فيديو للشهيد عبد الرحيم قبل استشهاده وهو يتحدث كيف يستخدم بن سلمان القوة لترحيلهم كما فعل من قبل السيسي مع أهل سيناء لإخلاء المنطقة لإسرائيل وصفقة القرن، وقالت علياء ما نصه: “عبدالرحيم لم يستشهد فقط لأجل أرضه فمثله من الرجال هم صمام أمان الأمة الذي يحفظ دينه وأرضه من خيانة عميل نصبه الاستعمار ينهب أرضنا ويدنس مقدساتنا ويجعلها وكر دعارة والتي يقوم بها بحق أبناء شعبه.
حقوقيون يعلقون على مقتل عبد الرحيم الحويطي
محمود رفعت هو محام وخبير قانون دولي مشهور، أكد أن أقدام القوات السعودية على قتل المواطن عبد الرحيم الحويطي داخل بيته بسبب تمسكه بملكه وحقه بالبقاء في بيته، يعتبر “جريمة إرهاب دولة تشبه جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية في تركيا”، وطالب المحامي بتدويل قضية عبد الرحيم الحويطي كما تم تدويل قضية خاشقجي، لمحاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويجمع مراقبون على أن ما تتعرض له قبيلة الحويطات يمثل جريمة وتهجيراً قسرياً تتطلب دعمهم من كل فئات المجتمع السعودي لرفع الظلم الواقع عليهم.
تهجّر” الحويطات لأجل “نيوم
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لبدء السلطات السعودية عملية تهجير أبناء قبيلة الحويطات، من منازلهم، في المناطق الداخلة ضمن مشروع نيوم. وتأتي عملية تهجير أبناء قبائل “الحويطات” في السعودية من أراضيهم التي ستبني فيها السلطات السعودية مدينة “نيوم” مقابل وعود بتعويضات سخية” وحث ناشطون على رفض جماعي لتهجير قبيلة الحويطات بعد أظهرت مقاطع فيديو متداولة دوي انفجارات وأصوات إطلاق نار بشكل عشوائي لترهيب سكان القبيلة وإخراجهم من منازل بالقوة في عملية ترحيل قسري واسعة النطاق.
فالأرض المخصصة لنيوم مسكونة بالفعل ولعدة قرون، من قبل القبائل والشعوب التي لا تعد نفسها أعضاء في عائلة آل سعود الحاكمة. هؤلاء الناس، وعلى رأسهم قبيلة الحويطات، عاشوا وزرعوا الأرض منذ فترة طويلة قبل أن تقيم أسرة آل سعود السلطة الحاكمة وتشكل المملكة.
وعلى الرغم من ملكيتها التي سبقت وجود الدولة لفترة طويلة، إلا أن حكومة آل سعود ترى بأنه يحق لها استخدام الأراضي لمتابعة مشاريعها. وبالتالي سيخسر ما لا يقلعن 20 ألف شخص مرتبط بقبيلة الحويطات منازلهم في هذه العملية.
وسبق أن حذرت منظمة حقوقية من مخاطر التهجير القسري لقبيلة الحويطات مع بدء نظام آل سعود مشروع نيوم التي تندرج ضمن خطط بن سلمان المسماة رؤية 2030.
الحويطات قبيلة عربية عريقة تنتشر عبر مساحة واسعة في شمال غربي السعودية ولهم فروع كثيرة تتوزع في الأردن وفلسطين وسيناء بمصر.
إدانات حقوقية
وأدانت “المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان” في بيان لها، عمليات الإخلاء القسري من سلطات آل سعود لأبناء قبيلة الحويطات وغيرهم من السكان المحليين، المتضررين من خطط إقامة مدينة نيوم للتهجير القسري.
وانتقدت المنظمة الشركات الدولية التي تساعد وتحرض على هذه الحملة الإجرامية، داعية كل الشركات إلى الابتعاد عن المشروع حتى تتخلى حكومة آل سعود عن ممارساتها الإقطاعية وتتفاوض مع السكان المحليين، بما في ذلك قبيلة الحويطات، تجاه حل يسمح للسكان المحليين بالحفاظ على حقوقهم المتواصلة، والقديمة، في أراضي أجدادهم.
وفي يناير الماضي أعلنت حكومة آل سعود عن خطط بدء بناء مدينة نيوم، لكن المنظمة الحقوقية أبرزت أن المشروع يتم عبر انتهاك حقوق السكان الأصليين في عملية نقل قسري لآلاف الأشخاص من منازل أجدادهم.
ما هو مشروع نيوم ؟
مشروع نيوم هو مدينة عابرة للحدود، يحلم بن سلمان بتنفيذها على أراضي أقصى شمال غرب السعودية، وتمتد المدينة على أراضٍ في السعودية والأردن ومصر، وتبنى المدينة على مساحة 26.500 كلم مربع.
إلى جانب حكومة آل سعود، توجد العديد من الشركات الدولية متورطة في عملية الإخلاء القسري هذه.
فوفقًا للتسريبات التي حللتها صحيفة وول ستريت جورنال، تشارك مجموعة بوسطن الاستشارية في الولايات المتحدة، في حملة نقل السكان المحليين. كما أفادت الصحيفة أن المملكة تمول مشروع NEOM جزئياً من قرض بقيمة 45 مليار دولار أمريكي من مجموعة SoftBank اليابانية، حيث لم يكن لدى الحكومة المال الكافي لبدء مشروعها.
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها نظام آل سعود بتجريف أراضي السكان الأصليين باسم “التقدم”. فعلى الساحل المقابل، قامت الحكومة بتدمير حي المسورة التاريخي في مدينة العوامية، انتقاما من الاحتجاجات المستمرة في المنطقة. وبعد ذلك بفترة وجيزة، سيطرت على وقف الرامس في نفس المدينة، وطردوا مئات المزارعين، وشرعوا في هدمه. وهي مستمرة في التخطيط لمزيد من التدمير لعدة نواح أخرى في ذات المنطقة.