السايلة وسد صنعاء الكبير

عبدالفتاح علي البنوس
مَنَّ الله على عاصمة العواصم صنعاء بأمطار غزيرة ، تدفقت على إثرها السيول الجارفة التي غطت السايلة وفاضت إلى الأحياء المجاورة لها ، ليصل ارتفاع المياه في منطقة شميلة إلى ما يقارب المتر والنصف ، حيث خلفت سيول الأمطار خسائر باهظة في الممتلكات العامة والخاصة ، المشاهد وثقتها عدسات الهواتف المحمولة الخاصة بالمواطنين الذين خرجوا من منازلهم المجاورة للسايلة لتوثيق السيول الجارفة التي تجاوزت جسور السايلة وبكميات غير مسبوقة ، حيث أكد عدد من المسنين في العاصمة بأنها المرة الأولى التي تشهد فيها العاصمة صنعاء تساقط الأمطار وتدفق السيول بهذا الحجم الهائل.
سيول جارفة خلقت حالة من الذعر والقلق في أوساط سكان الأحياء الواقعة بالقرب من السايلة والأحياء المجاورة لها وتسببت في تضرر بعض المنازل ، وما نحن بصدد الحديث عنه اليوم هو تلكم الكميات الهائلة من سيول الأمطار التي تدفقت عبر سايلة صنعاء والتي وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة ، الكميات المهدرة التي تذهب هدرا ، ولا تتم الاستفادة منها ، رغم ما تعانيه العاصمة وعلى وجه الخصوص صنعاء القديمة والمناطق الواقعة على امتداد السايلة ، حيث كان بالإمكان ترك مناطق ترابية في هذا المسار بهدف تغذية المياه الجوفية تغذي المياه الجوفية.
والغريب هنا هو تعامل الحكومات المتعاقبة مع وضع سايلة صنعاء ، والسيول المتدفقة عبرها وغياب الحس الوطني في استغلال هذه الثروة المهدرة ، والاستفادة منها في سقاية الزروع والثمار ، وتغذية الحوض المائي للعاصمة صنعاء المهدد بالجفاف نتيجة الاستنزاف الجائر للمياه ، ومحدودية الكميات التي يتغذى بها الحوض المائي ، ولا نعلم لماذا لا تسخر الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري وصندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي ما هو متوفر لديها من إمكانيات لإنشاء سد مائي عملاق في نهاية مصبات سايلة صنعاء ، والتخاطب مع الدول والمنظمات الداعمة للنشاط الزراعي وبناء السدود والحواجز المائية ، لتشييد هذا السد الاستراتيجي الذي سيكون له بالغ الأهمية في دعم وإنعاش النشاط الزراعي ، وتغذية المياه الجوفية للحوض المائي المهدد بالجفاف.
المسألة ليست صعبة لهذا الحد ، كما أنها ليست مستحيلة ، ولا تتطلب سوى توفر الإرادة السياسية ، وحشد الطاقات والجهود ، وتوفير التمويلات اللازمة لبناء وتشييد السد بالتنسيق مع الجهات الداعمة والمنظمات المهتمة بهذا المجال ، لا نريد الانشغال بإقامة سدود وحواجز غير ضرورية في مناطق لا تشهد أي تدفق للسيول عبرها ، كما هو حال الحاجز المائي الواقع على مقربة من المجمع الحكومي لمديرية بلاد الروس بمحافظة صنعاء والذي لا فائدة منه على الإطلاق ، وقس على ذلك العديد من السدود والحواجز التي أنشئت من باب ( المجاملة) لهذا المسؤول ، أو ذاك الشيخ النافذ ، أو نزولا عند رغبة هذا البرلماني ، دونما أدنى اكتراث لجدوى هذه المشاريع وحجم استفادة المواطنين منها.
بالمختصر المفيد، سيول العاصمة تفرض على الدولة العمل الجاد على وضع معالجات هندسية لمداخل الأحياء الواقعة على خط مسار السايلة وتشييد وإنشاء أكبر سد مائي في العاصمة صنعاء بمواصفات هندسية عالمية يستوعب سيول الأمطار المتدفقة على العاصمة صنعاء التي تمر عبر مشروع السايلة والتي تذهب هدرا وبكميات هائلة ، بالإمكان الاستفادة منها كثيرا في جوانب ومجالات عديدة ، وأعتقد جازما أن حيازة الأرض التي سيقام عليها هذا المشروع هي الخطوة الأولى التي يجب على الحكومة الشروع فيها ، على طريق التنفيذ المستقبلي القريب جدا بإذن الله وتوفيقه لإنجاز مشروع سد صنعاء الكبير في آخر مصبات سايلة صنعاء.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.

قد يعجبك ايضا