إعلان الهدنة المؤقتة أسلوب متكرر لتضليل المجتمع الدولي ومواصلة الجرائم والانتهاكات في اليمن

دول العدوان تتخذ من المراوغة والمماطلة استراتيجية في مواجهة مبادرات السلام

 

التأكيد على ضرورة إيقاف صريح وشامل للعمليات العسكرية

الثورة / محمد دماج
عادة ما تواجه دول العدوان أي مبادرات لوقف الحرب والحصار والحل السلمي في اليمن بمراوغات
وحلول جزئية وترقيعية غير مبالية بمعاناة الشعب اليمني طيلة الخمس السنوات الماضية.
واليوم الجمهورية اليمنية تطلق مقترح وثيقة الحل الشامل لوقف الحرب وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار
والتأكيد على وحدة اليمن واستقلاله واحترام الدستور وما تم التوافق عليه من مخرجات الحوار الوطني
قابلتها ما تسمى بدول التحالف بالإعلان عن وقف الحرب لمدة أسبوعين ما يشير إلى تعمد مواصلة رؤية
المراوغة والتهرب من الحلول الشاملة والمتكاملة واللجوء إلى الحلول الجزئية والترقيعية التي لا تقوم
على أسس متينة مدعومة من الواقع متعمدة – دول العدوان- على تشتيت الرؤى ما يشير إلى عدم
الجدية بحل مشكلة الحرب جذريا والذهاب إلى إرباك وتشتيت الجهود ما يترتب عليه عدم إيجاد حلول
سريعة وراسخة وتصحيح غلطتهم بشن الحرب على بلد شقيق ومجاور لهم.
إن المخرج الوحيد لدول العدوان الذين يتكبدون خسائر فادحة كل يوم والذين أصيبوا بخيبة أمل أمام صمود
الشعب اليمني طيلة الخمس السنوات الماضية حيث كانوا يعتقدون أنهم سوف يخضعون الشعب اليمني
خلال أيام أو أسابيع لكن الشعب اليمني وصموده الأسطوري خيب آمالهم.. المخرج الوحيد لهم هو وثيقة
الحل الشامل لوقف الحرب وإنهاء الحصار وإعادة الاعمار التي أطلقتها الجمهورية اليمنية، حيث ينبغي
على دول العدوان التعامل معها بشكل إيجابي وعدم القفز على الواقع والنظر إلى السلام من منظور
إيجابي بما يخدم مصالح كل الأطراف خصوصا خلال هذه الفترة الدقيقة التي يمر بها العالم الذي تعصف به
أزمة الوباء الخطير-كورونا-الذي لن يستثني أحداً في هذا الكون.
إن الإعلان الصريح والواضح للوقف الشامل والكامل والنهائي للحرب وإيقاف كافة الأعمال العسكرية
البرية والبحرية الجوية هو المخرج الوحيد من الحرب التي أصبحت تؤرق دول العدوان بدون المماطلة
التي تعودت عليها.
في هذا الصدد أوضح رئيس الوفد الوطني ”محمد عبدالسلام” أن اليمن قدم رؤية وطنية شاملة تنص
على وقف شامل للحرب وإنهاء كامل للحصار.
وقال محمد عبدالسلام: ”قدمنا رؤية وطنية شاملة تنص على وقف شامل للحرب وإنهاء كامل للحصار”.
وأوضح عبدالسلام أن الرؤية المقدمة تضمن سلامة اليمن ووحدته واستقلاله وتؤسس لحوار سياسي وفقا
لمرحلة انتقالية جديدة.
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى” محمد علي الحوثي ” أن الحلول المجتزأة أو الترقيعية
مرفوضة.
وأوضح الحوثي أن الرؤية مبنية على حلول مكتملة، فالحلول المجتزأة أو الترقيعية – التي لا تجعل
المواطن والشعب في أولوياتها ولا تقدم رؤى بنائه اقتصاديا واستقلاله وسيادته الكاملة – لا يمكن القبول
بها، وأي حل يحتاج – بعد الموافقة – لاستفتاء الشعب عليه.
وأضاف بالقول: ‏تقدمنا بهذه الرؤية كوثيقة للحل الشامل لوقف الحرب، وتتضمن وقف الحرب في جميع
الجبهات.
وتتضمن رفع الحصار الجوي والبحري والبري، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة.
ومن تلك الإجراءات صرف جميع مرتبات الموظفين غير المسلَّمة في جميع القطاعات، وإعادة الإعمار
وجبر الضرر.
وأكد أن تقديم الرؤية ينبع من الحرص على نجاح جهود السلام في اليمن والمنطقة، ومن التوجه الصادق
لدينا لتلافي أسباب فشل المفاوضات السابقة، واستجابة لدعوات السلام وانحيازنا للعدل والإنصاف.
وسبقت هذه المبادرة عدة مبادرات تأتي على رأسها مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط
التي رحبت بها العديد من الأوساط السياسية المحلية والعالمية، الداعية للسلام ، غير أن العدوان ممثلا
بالسعودية تلقف المبادرة بالتشكيك ,والمراوغة بل باستمرار غاراته الجوية لتطال العديد من محافظات
الجمهورية.
ويرى العديد من المراقبين أن مبادرة السلام أتت من رسائل التصعيد العسكري إلى رسائل التهدئة والسلام
وأن صنعاء تمسك بزمام المبادرة، وتضع السعودية أمام امتحان جديد سلما ، أو حربا وستفرض صنعاء
وقف الحرب ومن موقع المتفوق.
ومن الموقع ذاته بادرت صنعاء سياسيا عبر رئيس مجلسها السياسي الأعلى مهدي المشاط إلى وقف
استهداف الأراضي السعودية, وما بين الرسالتين العسكرية والسياسية تقف السعودية بين أن تختار السلام
أو تواصل التصعيد الذي سيقابل بتصعيد أكثر عنفا.
وكان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة قد طالب العدوان السعودي بوقف عدوانهم وقصفهم
وحصارهم, مؤكدا أن الجيش واللجان الشعبية سيوقفون الضربات التي يوجهونها إلى العمق بالطائرات
المسيَّرة والصاروخية.
وشدد السيد عبد الملك على أنه ” مع استمرار القصف والحصار والعدوان، فإن الضربات الأكثر إيلاما
والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرا ستصل إلى عمق مناطقهم، ولا خطوط حمراء في هذا السياق مع تأكيدنا على
المواطنين في تلك المناطق بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت”.
وأكد قائد الثورة” من مصلحة التحالف العربي بقيادة السعودية الاستفادة من المبادرة التي قدَّمها رئيس
المجلس السياسي الأعلى؛ إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبية الضرباتِ
التي يوجهونها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية”.
وكان رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط قد أعلن وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيَّرة
وأشكال الاستهداف الأخرى.
وقال “المشاط” في كلمة له “ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال
الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه
المبادرة”.
من جانبه قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي “نرفض الخضوع والخنوع لقوى
الاستكبار”.. وقال “إن التصعيد لن يقابل الا بالتصعيد إذا تم رفض المبادرات المقدمة لحل الأزمة” .
ورحب المبعوث الأممي إلى اليمن -مارتن غريفيث- بمبادرة المشاط ، داعيا لاستثمار تلك المبادرة التي
أعلنها أنصار الله ، كما رحب بالتعبير عن المزيد من الانفتاح تجاه تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين
والرغبة في حل سياسي “.
وشدد غريفيث على “أهمية الاستفادة من هذه الفرصة وإحراز تقدّم في الخطوات اللازمة للحدّ من العنف
والتصعيد العسكري والخطاب غير المساعد، وأن نفيذ هذه المبادرة التي أطلقها أنصار الله بحسن نية يمكن
أن يكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب”.
ويرى خبراء عسكريون “رد فعل العدوان على المبادرة كان بمزيد من الغارات الجوية على صعدة
وعمران والبيضاء وصرواح مارب كرد التحالف السعودي على مبادرة صنعاء, وهو ما يعني تجاهلها ,لكن
صنعاء رمت الكرة في الملعب السعودي الإماراتي الأمريكي واحتفظت بحقها في الرد على تجاهل
مبادرتها وعلى السعودية التقاط الفرصة التي لا تتكرر”
والمبادرة حسب الخبير العسكري عزيز راشد ”جاءت في اتجاهين خارجي للتحالف السعودي, وداخلي
للأطراف اليمنيين المصطفين مع تحالف الحرب بدعوتهم للدخول في مفاوضات جادة تفضي إلى مصالحة
وطنية شاملة, وأعادت تجديد العفو العام ودعوة المخدوعين للعودة إلى حضن الوطن ”
وحسب الخبير راشد” بالقوة العسكرية ضربت صنعاء الرياض فأصابت السعودية بشلل نفطي نصفي ,
وعوضا عن تعزيز ضربتها بثانية وثالثة مع قدرتها على ذلك ها هي تحرج التحالف السعودي وتربكه
بضربة سياسية مفاجئة.. متسائلا: فهل سيتم التعامل مع المبادرة كما حصل مع سابقاتها بالتجاهل
والتصعيد؟ فإذا فعل التحالف ذلك يكون قد حفر قبره بيديه ”
ويتوقع مراقبون أن تكون هناك هجمات مؤلمة على السعودية بعد هذه المبادرة إذا لم تستجب لها السعودية
كمرحلة جديدة وسيتم استهداف مناطق أكثر وأهم من بقيق وعلى رأسها قد يكون ميناء رأس تنورة شرق
السعودية الذي يعد هدفا سهلا مقارنة بالكثير من المواقع المستهدفة من قبل .
وبعد أسبوع على استهداف شركة ارامكو في السعودية لاتزال تبعات الحادث في ازدياد، حيث بات اليمن –
بحسب مراقبين -يفرض معادلة الردع مع السعودية.
وفي لحظة قوة تعلن صنعاء مبادرة حسن نية تجاه السعودية التي لاتزال تلمم تبعات عدد من هجمات سابقة
فالضرر الكبير الذي لحق بالسعودية جراء استهداف شركة ارامكوا أعطى الأهمية للمبادرة التي أعلنها
رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط وفيها وقف الهجوم بالمسيَّرات والصواريخ على السعودية مقابل
وقف غارات التحالف.
وعلَّق الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط على مبادرة السلام بالقول “هذا التوقيت بالذات ينبغي التوقف
عنده هو امتلاك زمام المبادرة, وأن المدافع امتلك زمام المبادرة فهو يستطيع أن يقرر أن ينفذ عملية
عسكرية استراتيجية بالحجم الذي نفذه على بقيق في السعودية والآن يستطيع أن يتخذ القرار بوقف
المسيَّرات وهو مقتدر قوي “.
وعليه فإن اليمن بات يفرض معادلة توازن الردع مع السعودية وحلفائها ,ولاسيما أن الهجمات المسيّرة
وضعت الرياض في مأزق حقيقي بحسب مراقبين، حيث تضرب تلك الهجمات ليس عصب الاقتصادي
السعودي فحسب بل الأمريكي والغربي ما استدعى نفير الولايات المتحدة لتغطية أي أزمة في سوق النفط
العالمية.
وبعد التكتم على حجم الأضرار البالغة التي لحقت بإنتاج النفط تُصِّر الرياض على أنها قادرة على تخطي
الأزمة في وقت قياسي فيما يستبعد ذلك الكثير من رجال الاقتصاد العالمي .
فقد كشفت صحيفة فايتنشال تايمز البريطانية أن السلطات السعودية تضغط على الأسر الأكثر ثراء في
المملكة للاكتتاب في الطرح العام الأولي لشركة أرامكو.. ولفتت الصحيفة إلى أن عدداً من المستهدفين
كانوا ضمن الذين اعتقلوا في الردز بين عامي 2017 و2018م ومن بينهم الوليد ابن طلال .
ولم تقابل السعودية المبادرة إلا بمزيد من غارات مكثفة على الحديدة في تصعيد خطير, وعليه فليتحمَّل
التحالف تبعات هذا التصعيد وموقف الأمم المتحدة في هذا الشأن على المحك ,ونذكر أن استمرار حجز
السفن ,ومنعها من تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة عمل حربي يهدد امن الملاحة البحرية .
يذكر أن المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث حث في إحدى إحاطاته أمام مجلس الأمن الدولي على
ضرورة العودة إلى تطبيق اتفاق ستوكهولم كمدخل لا غنى عنه للذهاب إلى مفاوضات أشمل لإيجاد حل
سياسي بعد مرور خمس سنوات .
إذن ما يحدث الآن هي محاولة لصنعاء لتحقيق مكاسب سياسية بعد تحقيق المكاسب العسكرية ووقف
الحرب على اليمن، وهي مبادرة ذكية لأنه بالأساس الجميع يعلم أن الولايات المتحدة تريد إيقاف هذه
الحرب وأنه كان هناك تحضير لمفاوضات كان من المفترض أن تكون في سلطنة عمان كمرحلة أولى
لوقف المعارك وبعد ذلك لإنهاء هذه الحرب.
انطلاقا من هذه التطورات، فهل يستوعب تحالف دول العدوان على اليمن أن هناك تغييراً في مسار
المواجهة بدأ يفرضه الجيش واللجان الشعبية اليمنية على التحالف في ظل الصمود الشعبي والاصرار على
إحباط مخططات العدوان ومرتزقته؟

قد يعجبك ايضا