المجاهد عبدالعزيز أحمد النجم “أبو نايف” في رحاب الخالدين
نبيل بن جبل
ترجل الفارس العظيم والمحارب البطل الصنديد ليعانق الشهادة، ويفوز بالخلود مع رفاق دربه في معراج الشهداء، وجوار الأنبياء تزفه رياحين الفردوس، وللشهيد سيرة عظيمة ومسيرة وبطولات فريدة من نوعها سطرها في ميادين الجهاد المقدس والدفاع عن الدين والأرض والعرض والكرامة على درب الشّهيد القائد الذي أحيا فينا روح الجهاد في سبيل الله وثقافة الاستشهاد لنصرة الدّين والمستضعفين في الأرض وفي مواكب الربانيين من أولياء الله المخلصين .
إنّه الشّهيد العظيم رفيق درب الجهاد المجاهد /عبد العزيز أحمد النجم ( أبو نايف ) الشهيد البطل الشامخ الذي قهر الأعداء بداية من حروب صعدة الظّالمة التي شنها النّظام السابق العميل وإلى اليوم، وسحق الأرتال، وجاهد في اللّه حق جهاده، واعتلى شامخات المكارم، وتبوأ ذرى الفضائل، وأتى وهو المجاهد البطل المجاهد العظيم بما عجزت أمة ضاربة في أطناب الزمن وممتدة في أصقاع الأرض أن تأتي بمثله .
كان سلاحا بتارا في وجه الأشرار، وسيفا مغوارا من حروب صعدة كافّة وإلى القطعة وعاهم ودماج وكتاف وصولا إلى معارك الثوار في عمران وصنعاء يواجه عتاولة الفساد وقوى الطغيان، والجماعات التّكفيرية الإرهابية في الفرقة الأولى مدرع وإلى جبهات : البيضاء، ذو ناعم، والسّواديّة، ومكيراس، وشبوة بيحان، والساق، ولحج كرش، وتعز، ومأرب.
في كل الميادين وساحات الجهاد الممتدة على ربوع الوطن يخوض فيها المعارك لتطهير اليمن من بغاة العصر والزمان .. مرتزقة الرّيال وقوى الاحتلال والعدوان .
لم يترك جبهة من الجبهات إلا وشارك فيها وصنع فيها نصرا عظيما بفضل الله ( سبحانه وتعالى ) فكان ليث الله في كلّ الميادين .. نكّل بالغزاة المعتدين، وجندل بالمرتزقة، وأذاقهم موتا أحمر، وفي كل الجبهات التي شارك فيها كان العدو يرتعد منه، ويخاف بأسه الشديد، وزمجرته الحيدرية، وضرباته الحسينية .
عشق الموت فخاف الموت من ( أبي نايف ) الفذّ المتواضع باخلاقه النّبيلة .. بسلوكه، وشموخه وعزته .
في آخر لقاء لنا كان في فتنة ( عفاش ) كنت جريحاً طريح الفراش قبل سفري إلى خارج الوطن، وكان هو أيضا جريحاً في قدمه الطّاهرة بعد معارك بطولية خاضها في فتنة ( ديسمبر ) ضد أزلام العدوان .. لم يضمد ولم يلتئم الجرح بعد، وما إن علم بتحرك العدو في جبهة شبوة حتى تحرك مسرعا للجبهة عائدا للميدان المقدس .. معمل الرجال، ومصنع الأبطال ؛ ليعلمنا معنى التّضحية والذود عن دين الله، والصّبر، والفداء، وتحمّل الشّدائد، وقهر الصعاب.
كان بمفرده بما يحمل من قيم ومبادئ وأخلاق المشروع القرآني العظيم جبهة تتألق فيها معاني الشّرف الأبيّة التي تستعلي على كل ما يدني ويذري، وتترفع فوق كل ما يحطّ ويخفض.
رأيت في جراحه وعزيمته وإصراره ( آنذاك ) روح الخلد يتجلى بإباء القوة التي بلغت ( بمعونة الله ) مداها فقهرت جبابرة الفساد، ودحرت طغاة العدوان والاحتلال، والتكفيريين مرتزقة الريال في ناطع، وأرهقت مردة الشياطين الذين قتلوا النّساء والأطفال بدون وجه حق.
كانت كل تحركاته وأقواله قرآنية لاتخرج من الجلوس معه إلا وقد استفدت منه كثيرا في مواجهة قوى الطّاغوت والاستكبار، وهذا الدليل على أن الله يصطفي من بعض خلقه أفذاذا يمثّلون دين الله وهذا المشروع القرآني العظيم خير تمثيل.
كان في قلبه وحده عز الأمة الراسخ رسوخ الشم الرواسي، ومجدها الثابت ثبات الأفلاك العوالي التي لا تنال منها العواصف والزلازل، ولا تمسّها الرعود والقواصف.
كان يستمد من الله بأسه وقوته، ويستلهم من المشروع القرآني صلابته وشدته.
و ربّي إنّه آية على ناصية التاريخ ستدوّن ملاحم بطولاته التي أدهشت الألباب، وسبت العقول للأجيال جيلاً بعد جيل مع بطولات رفاقه الشهداء.
لقد مثل رفيق درب الجهاد الشهيد المجاهد العظيم / أبو نايف النجم أسمى آيات النّبل والعطاء والتضحية والبطولة التي مثلت المشروع القرآني بأعلى معانيه .
كان يثق كل الثقة ويكرّر في أقواله : إن الأمة الإسلامية ستتحرّر برجوعها إلى الله، وأعلام الهدى من آل البيت ( عليهم السلام ) .
و إنّ هذا المشروع القرآني العظيم هو من سيحرّر الأقصى الشريف، وينهي قوى بني صهيون من الوجود، وفي طيف معدنه النّفيس تأصّلت عقيدته في أن المشروع القرآني والتّسليم لعلم الهدى قائد هذا المشروع العزة والقوة والكرامة، وأن أي تقصير، وأي تفريط، وأي تهاون في توجيه من توجيهات العلم قائد الثورة، هو تخلٍ عن روح الدين المحمدي الأصيل وتملص من ميثاقه الغليظ .
السلام عليك _ أيها الشهيد _ في الأولين والآخرين .