زيف وأباطيل! 

ربما من المناسب اليوم إيضاح الحقائق وتفنيد تلك الإدعاءات الزائفة والمضللة التي ظلت تروج لها تلك العناصر التي أعلنت التمرد وأثارت الفتنة في محافظة صعدة أنها بتمردها المسلح والحرائق التي أشعلتها وألحقت من خلالها الضرر بالوطن والمواطنين لم تكن إلا تدافع عن نفسها وهو قول باطل ولا ينسجم مع حقائق الواقع فالدولة لم تقم بأي عمليات أو إجراءات ضد تلك العناصر إلا بعد أن بلغ السيل الزبى وأعلن الحوثي ومن معه عصيانهم وتمردهم وخروجهم على النظام والقانون والشرعية الدستورية وبعد أن قاموا بالاعتداء على المواطنين وأفراد الشرطة واحتلال المراكز الإدارية والتدخل في شؤون السلطة المحلية ونهب وتدمير المنشآت والممتلكات العامة والخاصة واختطاف المشائخ والمواطنين وقطع الطرقات الآمنة وإقلاق الأمن والسكينة العامة مما اضطر الدولة وأجهزتها المعنية إلى الاضطلاع بمسئوليتها وواجباتها في الدفاع عن المواطنين وصون حقوقهم وعدم السماح بالعبث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة وفرض النظام والقانون وضبط العناصر الخارجة عليهما.
ولم تقف مغالطات تلك العناصر عند حدود المزاعم والادعاءات الكاذبة التي سرعان ما انكشف زيفها ولكن امتد ذلك إلى محاولة التضليل على الرأي العام في الداخل والخارج بأن ما تعرض له هؤلاء المتمردون الخارجون على النظام والقانون إنما كان بسبب استهدافهم لكونهم ينتمون إلى المذهب الزيدي مع أن الصحيح أن مذهبهم الحقيقي هو “الدولار” الذي باعوا من أجله أنفسهم للشيطان وأضروا بسببه الوطن وأبناء جلدتهم وأن ما روجوا له من مزاعم أو أفكار غريبة ووافدة على مجتمعنا المسلم المعروف بتسامحه وتعايشه بسلام مع بعضه البعض دون تمييز أو تعصب مقيت لم يكن إلا مدخلاٍ ساذجاٍ وغبياٍ لتمرير ذلك المشروع المتخلف الذي طالما سعوا إلى تحقيقه للعودة بالوطن إلى عهود الكهنوت الإمامي المظلم والانقلاب على النظام الجمهوري الذي قدم في سبيله أبناء شعبنا أغلى التضحيات أو أنهم أرادوا بذلك خدمة مخططات أجنبية ظلت تسعى لتصفية حساباتها على الأرض اليمنية وعلى حساب الدم اليمني النازف.
ويعلم الجميع أن لا أحد في الدولة أو خارجها في أي لحظة كانت استهدف الزيدية أو كتبها أو مدارسها والمنتمين إليها بالقول أو الفعل وهذا ما يظهره الواقع وتؤكد عليه كل الدلائل الساطعة ولكن ظل التمسح بمثل هذا الإدعاء الكاذب من قبل هؤلاء الخوارج عن جوهر الإسلام وتعاليمه السمحاء والمتشيعين بأفكار الصفوية والعصبوية المدمرة والدعاوى المنحرفة التي تدعي بأحقيتهم على غيرهم في الحكم من منطلق عنصري وسلالي ونوازع شيطانية باطلة ما أنزل الله بها من سلطان هدفه التضليل والتغرير بمن زجوا بهم في محارق الموت وجعلوهم أدوات لتنفيذ ما أمروا به.
كما أن الإدعاء بأن مواجهة أفعالهم التخريبية الشنعاء استهداف للهاشميين هو الآخر تضليل ما بعده تضليل لم ولن يصدقه أو ينخدع به أحد لأن الهاشميين في هذا الوطن هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب وهم وطنيون محبون لوطنهم وينكرون على هؤلاء المغفلين عنصريتهم وضلالهم أو ادعاء نسبهم إليهم أو الزعم بالدفاع عنهم لأن من هؤلاء الهاشميين الثوار والأحرار والطلائع المناضلة التي قادت مسيرة النضال الوطني واقتلعت جذور الكهنوت والاستبداد الأمامي من أرض الوطن وأسقطت دعاواه وأوهامه في الوصاية وادعاء الحق الإلهي وانتصرت لإرادة الشعب في الثورة والحرية والجمهورية والاستقلال والوحدة والتقدم.
أما تلك الهرطقات السخيفة التي حشوا بها عقول بعض الجهلة والمغرر بهم عن مزاعمهم المضللة بمحاربتهم لأمريكا وإسرائيل ومنازلتهم لها ومواجهة أساطيلها في البحر مرددين ذلك الشعار الهزلي المضحك الذي لم يكن يعني لديهم سوى سفك الدم اليمني وإزهاق الأرواح البريئة من أبناء الشعب اليمني وعلى وجه الخصوص في محافظة صعده والإيغال في التدمير والخراب.. وهم يظنون بأنهم سوف يظلون يستغفلون العقول ويضحكون على الجميع الذين عرفوا حقيقتهم ومراميهم ومن هم¿ وماذا يريدون بالضبط¿
وحان الوقت لأن يدرك هؤلاء بأن طريق الدمار والعنف والانتحار الذي سلكوه في الماضي لم يخلف وراءه سوى الدماء والأشلاء والخراب الذي سيظلون يتحملون مسؤوليته بما فعلوا أو مارسوا من أعمال لا يقرها عقل أو منطق.. وعليهم أن يقفوا أمام أنفسهم وقفة موضوعية وواعية للتخلي عن المقامرة والعبث الذي انغمسوا فيه وتسببوا في الكثير من الأذى لوطنهم ولأنفسهم وللمواطنين وأن يستغلوا هذه الفرصة الجديدة التي أتاحتها الدولة لهم في السلام والتسامح والوئام لكي تتفرغ الجهود للبناء وإعادة الإعمار ومعالجة كل ما علق في النفوس من شوائب الحروب والمواجهات الدامية التي لا طائل منها وأن يكونوا مثل غيرهم من أبناء الوطن مواطنين صالحين لهم وعليهم كل الحقوق والواجبات المكفولة للجميع.
فيكفي الوطن ما عاناه من طيشهم وحان الوقت لأن تنعم صعدة وأبناؤها بالهدوء والسلام وأن يدرك الجميع الحقائق كما هي دون زيف أو تضليل!.

قد يعجبك ايضا