طلبة المدراس في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية ذات المناخ البارد يواجهون مخاطر صحية شتى جراء تعرضهم لصدمات البرد القارس ..
هؤلاء الطلبة وخاصة الصغار في المرحلة الأساسية ممن يذهبون إلى مدارسهم في الصباح الباكر معرضون كما يقول الأطباء لأمراض خطيرة قد تصل إلى الإصابات المزمنة ومنها ما قد يؤدي بالطفل إلى الوفاة .
وتزداد هذه الظاهرة التي لا تحظى باهتمام كبير من قبل كثير من المختصين مع دخول فصل الشتاء وبالتحديد في بدايات دخول موسم البرد وما يرافقه من تقلبات مناخية متسارعة تنعكس سلبا على صحة الصغار الذين يتساقطون واحدا تلو الآخر لهذا الوحش غير المرئي..
إجراءات متأخرة
وزارة التربية والتعليم تعمل وبشكل سنوي على تأخير ساعة من الدوام المدرسي في المناطق والمدن الجبلية ذات المناخات الباردة ولكن هذا الإجراء كما يراه كثير من التربويين وأولياء الأمور دائما ما يأتي متأخرا وبعد فوات الأوان.
ويقول عبدالغني غانم وهو معلم في إحدى المدارس الأساسية في العاصمة صنعاء بأن هذا التأخير للدوام المدرسي عادة ما يكون أواخر شهر ديسمبر وأوائل يناير في ذروة البرد وبالتالي فان كثيرا من صغار السن من الطلبة بنين وبنات يكونوا قد أصيبوا بالأمراض الناجمة عن نزلات البرد في شهري أكتوبر ونوفمبر كما هو حاصل الآن مع العديد من الأطفال .
وبحسب المختصين في المركز الوطني للأرصاد الجوية فإن ساعات الصباح الباكر تكون الأكثر خطورة على الناس وخاصة على كبار السن والأطفال ولذلك فان هناك تحذيرات مستمرة للسكان في المناطق الجبلية بتجنب الخروج من المنازل في هذه الأوقات لتلافي الإصابة بعديد الأمراض .
منع ارتداء الملابس الصوفية
وتشير كثير من الطالبات إلى أن كثيرا◌ٍ من المدارس تتخذ إجراءات صارمة ضد كل من تأتي مرتدية الملابس الصوفية أو “الجاكيت” فوق الزي المدرسي وتمنع الطالبات من الدخول إلى المدرسة وهن يرتدين أي ملابس صوفية وهو ما يعتبره أولياء الأمور بابا من الظلم تجاه الطالبات واللاتي لا مفر لهن من تجنب البرد إلا ارتداء مثل هذه الملابس وخاصة في الصباح الباكر في ظل صمت من وزارة التربية والتعليم تجاه هذا الموضوع والذي يمكن ان تكون ضحيته الآلاف من الطلاب الذي يتوجهون الى مدارسهم كل صباح ..
تغيب مستمر
الأستاذة سلالة من مدرسة سام بن نوح تؤكد أن قرار تأجيل ساعة من دوام الصباح الرسمي للطلاب إنما يعود إلى قرار من وزارة التربية والتعليم وليس من حق أي مدرسة أن تقرر أي من الساعات سوف تبدأ موعد الدراسة الرسمي .
وتؤكد الأستاذة سلالة وهي مدرسة للصف الأول الابتدائي أن توجه الطلاب والطالبات في ساعات الصباح الباكر إلى المدرسة قد يعود عليهم بالكثير من الأمراض وتقول : كثيرا ما يغيب الطلاب في مثل هذه الأيام من كل عام وذلك إنما يعود لتعرضهم للإصابة بالأنفلونزا ونزلات البرد في الصباح الباكر ونلاحظ انتشار كثير من الأمراض بين الطلاب وخاصة في الأيام الأولى من دخول فصل الشتاء .
ويشير الأستاذ عبدالرقيب الذيب مدرس في مدرسة الثورة إلى انه كثيرا ما يلاحظ عدم تركيز الطلاب في الدروس وخاصة في الحصة الأولى والتي يعانون فيها من البرد القارس ويعاني كثير منهم من الأمراض وخاصة ” الزكام ” والذي يظل الضيف الثقيل بين الطلاب في المدرسة من بداية موسم البرد إلى نهايته.
أمراض خطيرة
من الأمراض التي قد تصيب طلبة المدارس بسبب التعرض للبرد كما يشير إلى ذلك الأطباء الالتهابات بمختلف أنواعها واخطر تلك الأنواع التهاب الرئتين والتي قد يؤدي بحياة الطفل المصاب.
وتضيف الدكتورة ليلى احمد أخصائية طب الأطفال بمستشفى الثورة بصنعاء بأن من بين الأمراض الناجمة عن تعرض الأطفال لصدمات البرد التهاب الرئتين والروماتيزم والكحة والنزول وأمراض الحلق والأذن دون إهمال احتمالية انتشار أمراض الانفلونزا بشكل واسع بين أواسط التلاميذ .
وتؤكد الدكتورة ليلى إلى أن هناك انتشارا◌ٍ واسعا◌ٍ للأمراض في هذه الفترة بالتحديد من دخول فصل الشتاء حيث تمتلئ المستشفيات وأقسام الطوارئ بالأطفال المصابين بالأمراض المختلفة جراء صدمات البرد القارسة وخاصة التلاميذ الذين يتوجهون إلى مدارسهم في ساعات الصباح الباكر مما يعيق مسار حضورهم وانتظامهم في المدرسة ويصبح الطالب كثير الغياب نتيجة للأمراض المختلفة التي تتربص بصحته.
Prev Post