هكذا استهدفت الوسائل الرسمية مشروع الشهيد القائد والمسيرة القرآنية
النظام الظالم والحرب الإعلامية ..
لماذا تعمّد إعلام النظام تأخير إعلان استشهاد السيد القائد من 9 سبتمبر إلى 11 سبتمبر؟!
أعد المادة للنشر/ يحيى الضلعي
المعركة في مواجهة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه) ومشروع المسيرة القرآنية، لم تكن عسكرية فقط بل سياسية وإعلامية سخر لها النظام الظالم ومن خلفه النظام السعودي امكانيات مهولة، وأستنفر لها كل العقول المرتبطة بالمشروع السعودي في اليمن..
وبالوقوف على حقائق حجم هذا الاستهداف علينا إعادة قراءة الخطاب الإعلامي الذي سبق الحرب الظالمة ومارافقها من تظليل واختلاق أكاذيب وعملية تشويه استحضرت فيها المذهبية والطائفية والسلالية، واعتبار أنها حركة تهدف ضرب الجمهورية وعودة الإمامة وغيرها من التبريرات الكيدية التي استغفل بها النظام عقول المجتمع اليمني..
ومن أجل ذلك سخر النظام الظالم آنذاك الوسائل الإعلامية الرسمية بمختلف أنواعها ، إضافة إلى إعلام بعض التيارات الحزبية المرتبطة بالفكر الوهابي والنظام السعودي، وحتى منابر المساجد تم توظيفها في هذه الحملة الإعلامية بهدف استدعاء الفتنة المذهبية التي تسعى إلى إثارة النعرات والكراهية بين أبناء الشعب اليمني لتحقيق أهداف أعداءه والنيل منه..
لقد كان من أسوأ الظلم الذي نال المسيرة القرآنية منذ انطلاقتها وبزوغ فجرها هو ما ووجهت به من حرب إعلامية لا تقل شراسة عن الحرب العسكرية، فأنشئت وسائل إعلامية جديدة إضافة إلى ما هو موجود من أجل تشويه هذه المسيرة القرآنية من خلال الكذب والدجل والافتراء وقلب الحقائق وتقديم المعتدي الغاشم ضحية والضحية معتد ظالم. ثم العمل الجاد في التهميش والتقليل لما حققته المسيرة القرآنية من مواقف مشرفة ومن انتصارات في كل المستويات، وتجلت تلك الحملة الإعلامية بعملية تشويه مستخدمة كل الاساليب الخبيثة والماكرة، لكن كل هذا لم يجدي وحتى الأحتفال بالانتصار الوهمي للنظام آنذاك إعلامياً قد أرتد عليه هزيمة أكدتها الوقائع فيما بعد..
وهنا علينا أن نشير إلى أن كل هذا التظليل والتزييف في الوعي، لم يكن هناك ما يواجهه سوى الإيمان بالله وأن الحق سوف ينتصر مهما بلغ الطغيان في ظلمه وجوره، ومع ذلك لايمكن القول أن تلك الحملات الإعلامية المتعددة الأوجه والوسائل والأساليب لم تؤثر على الكثيرين من البسطاء الذين يمكن تزييف وعيهم بأكاذيب مشحونة بخطاب تحريضي مذهبي تهدف إلى اكساب الحرب بعداً اجتماعياً وإنقساماً يؤدي إلى تفكيك النسيج المجتمعي، وهذا ما يؤكد أن الحرب لم تكن بين نظام وجزء من مكونات المجتمع بل هي حرب بالوكالة مدفوعة ومخطط لها قوى خارجية ، أداتها التنفيذية النظام العميل آنذاك..
الشهيد القائد وقناة الـ (بي بي سي)
في مقابلة أجرتها قناة الـ (بي بي سي) مع السيد حسين بدر الدين الحوثي اعتبر -رضوان الله عليه- أن جميع الدعايات التي شنتها السلطة، وحلفاؤها من التكفيريين والإخوان المتأسلمين إنما كانت مجرد غطاء، وتبريرات لشن الحرب..
ويلاحظ المستمع والمتابع لحديث السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه مع قناة البي بي سي حرصه الشديد على توصيل الفكرة بعبارات واضحة وسلسة نابعة من مصداقيته التي عهدها الناس حتى مع المذيعة نفسها التي أجرت المقابلة معه تكررت عبارة ” يا أختي ، إفهمي هذه، عرفتي ” في أكثر حديثه لحرصه الشديد رضوان الله عليه في إيصال الفكرة ومحبته في أن يعرف الناس القضية التي يسير عليها..
وخلال تلك المقابلة أهتم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه) بجمع المعلومات العامة التي تخدم الجانب الإعلامي ومنها الإحصائيات التي يفهمها أغلب سكان العالم كالنسبة المئوية لحديث ما وقد وردت ضمن سياق لقاءه بإذاعة البي بي سي العديد منها..
حيث أستطرد السيد حسين في طرح الجواب وشرح واقع الظلم الكبير على الناس وبشاعة العدوان وبإسلوب جذاب مثل “أكثر مما ضربوه على أحياء بغداد” يعني ضرب الأمثلة الواضحة مستفيداً من أحداث وجرائم مشابهة بدون مبالاة لفوارق مذهبية بين المنطقتين “كالفلوجة”..
وليس صحيحاً ما كان يردده البعض من أن السيد حسين لم يقبل ولا يريد مقابلة الإعلام بل هو من كان يريد أن ينقل وضع الناس في مكان الحرب للعالم ومن الطبيعي أن من يخشى من الإعلام ونقل الواقع الحقيقي هو المعتدي وهو ما برز في طيات الجواب من أن السلطة هي من تمنع وليس هو لأنها تخشى من كشف جرائمها بحق الشعب..
اعلام النظام وإعلان استشهاد السيد القائد
أمريكا كانت الطرف الرئيسي في كل الحروب على المسيرة القرآنية وأنصار الله، وهذه حقيقة أكدها توقيت إعلام النظام لموعد إعلان أستشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، والذي تزامن مع مناسبة ذكرى أحداث تدمير برجي التجارة العالميين في نيوريوك الأمريكية، مع أن استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه)، لم يكن في ذلك اليوم من العام 2004م، بل يوم التاسع من شهر سبتمبر والفارق بين يوم الاستشهاد والإعلان عنه يومان..
إعلام النظام بذلك أراد تقديم هدية لأمريكا بهذا التأخير, وأعتبر الأمريكيون الأمر كذلك وأن أدواتهم العميلة تثبت قدرتها في تنفيذ مشاريع أمبراطورية الشر التي تسعى لترسيخ سيطرتها العالمية بإعتبارها القوة العظمى والقطب الأوحد الذي يجب على العالم كله أن يدور في فلكه..
ومن هنا نخلص إلى أن الشعار الذي رفعه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه)، نابعاً من وعي وإدراك استباقي عميق لعدو شعبنا وأمتنا والمتمثل بصرخة ( الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لأسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للأسلام)..
وهكذا اليوم وبعد 16 عاماً لاستشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه)، يتضح لنا كم كان عظيماً وهو يستقرىء في خطبه ومحاظراته والتي جرى جمعها وترتيبها في ملازم، التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، مبيناً في قراءته وفهمه لهدى الله الذي وضح لهذه الأمة حقيقة وماهية أعداءها عبر الأزمان من خلال قصص الأنبياء وصراعهم مع قوى الباطل التي تظل هي، مع اختلاف الأزمان والمسميات وأدوات هذا الصراع..
لهذا نقول أن الربط ما كان يتحدث به الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه)، هو مايحصل بشكل مستمر في الصراع الذي تخوضه الأمة مع أعدائها، وصفقة القرن التي يراد هذه الأيام فرضها على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والأسلامية تحدث بها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه)، في محاضرته بمناسبة يوم القدس، والتي ومن خلالها يمكن معرفة الكثير من المخططات التي تحاول هزيمة وإذلال وإخضاع هذه الأمة..
والأهم من هذا كله أن مشروع نهضة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه)، المتمثلة بالمسيرة القرآنية ، أصبحت اليوم حركة تتصدر مشهد المواجهة مع كل مخططات ومشاريع أعداء الأمة..
وليس غريباً أن تكون حركة أنصار الله قوة أساسية في إخراج وطرد القوات الأمريكية من المنطقة ونهاية للغدة السرطانية إسرائيل التي زرعتها قوى الهيمنة والاستكبار في منطقتنا.. وسوف تتحرر المقدسات على أيدي من اصطفاهم الله لقيادة الأمة، وإنجاز هذه المهمة وفقاً لآيات القرآن الكريم في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا )
صدق الله العظيم