علي الشرجي
* بداية إليكم كلمات أغنية لها قصة ينبغي نشر روايتها.. بدأت في ليبيا وانتهت بمقتل صاحبتها في القاهرة عام 2003م، فاحفظوها عن ظهر قلب:
من يجرا يقول هذا مش معقول
بنزور ونبكي ع الكعبة وقبر الرسول
قالو لي الدمعة بتهدد أمن المسطول
ابكي في صدرك هنينا لا تقلق راحة راعينا
راعينا حاكم مش حاكم حامي اسطول
واهم مش فاهم مسطول بيحمي البترول
من يجرا يقول أخوتنا عن بيت الله منعتنا
قالوا لنا الدمعة بتهدد أمن الأسطول
بنصحكم حجوا للبابا والفاتيكان
أسهل من مكة والكعبة وأكثر أمان
مكة حاميها حراميها خلي في صدري باقيها
قلت لهم مكة أنا جدي فاتحها بسيف
قالوا لي الغربي يحميها وانت الي ضيف
ابكي في صدرك ريحنا لا تسيل دموعك تفضحنا
خافوا نبكي ع الكعبة والحق نقول
نسيوا لو ندعي من عندي دعاي مقبول
لا النصر يجينا من قصرك ولا نحلم بيه
والحج إن كان بفضلك ملحوق عليه
في أرض الله نطوف ونسعى ونكتب 799
لانك أبا ذر ولا سيف الله المسلول
بأي صفة عن أطهر بقعة مسؤول
من يجرا يقولك ارحل يا أخ الإسلام لا تزعل
خلينا نطهِّر ما دنس جيش الأسطول
لا تكتب عنا تسيسنا لا رضينا الذل
لا الركب تخلف لا تسجل كل ولا مل
أمتنا تمهل لا تهمل وبقوة ع الثورة تعمل
ثقتنا في الله كبيرة والشدة تزول
ونقود الزحف المقدس للكعبة طول
ساعتها نقول للحاكم كرسيك يزول يا ظالم
وساعتها نطهِّر ما دنس جيش الأسطول
يجهل الكثيرون أن الزعيم الليبي الراحل معمَّر القذافي كان شاعراً، والحقيقة أنه هو الذي كتب كلمات أغنية «من يجرا يقول» ونُسبت حينها إلى علي الكينلاني القذافي ابن عم الزعيم الذي كان يعمل مديراً للإذاعة في ليبيا ولحنها محلن القذافي الخاص الفنان محمد حسن وهاجم في الأغنية النظام السعودي.
ويروى أنه قبيل عيد الأضحى عام 1992م وإبان سريان قرار فرض الحظر الجوي علي ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن الذي صدر تحت البند السابع بعد اتهام نظام القذافي بتفجير طائرة أمريكية فوق قرية لوكربي الإيرلندية في 21 ديسمبر عام 1988م ومقتل جميع من كانوا على متنها.
حاول نظام القذافي انتهاز موسم الحج عام 1992م لكسر الحظر الجوي المفروض على بلاده، فأرسل طائرتي حجاج ليبيتين إلى جدة دون الحصول على موافقة السلطات السعودية أو أذن من اللجنة المختصة في مجلس الأمن الدولي التي طلبت أن يسافر الحجاج الليبيون عن طريق مطار مريس مطروح في مصر، ما دعا السلطات السعودية إلى رفض هبوطهما، فما كان من القذافي إلا أن أرسل الطائرتين بالحجاج إلى القدس بعد أن حصلت لهما السلطات الليبية على تأشيرات من السفارة الإسرائيلية في روما، فكتب القذافي أغنيته الشهيرة من «يجرا يقول» وبعدها بأيام غنت الفنانة التونسية ذكرى هذه الأغنية ونُسبت إلى مدير الإذاعة الليبية حينها علي الكيلاني.
يقال إن القذافي وبعد سنوات حاول إصلاح العلاقات مع السعودية فأخفيت الأغنية ومنع بثها.
وفي 28 نوفمبر 2003م لقيت الفنانة ذكرى مصرعها عقب إطلاق النار عليها من قبل زوجها الذي انتحر هو أيضاً بعد مقتلها في مصر.
وقد تم تناول الخبر من قبل الإعلام المصري على أن الفنانة ذكرى كانت مع عشيقها ثم جاء زوجها أو طليقها وأفرغ مسدسه في رأسها، وقد شك الكثيرون حينها في مصداقية قصة قتلها واعتبروا أنها عملية مدبرَّة واغتيال سياسي من قبل الاستخبارات السعودية.
وفي الذكرى الـ13 لوفاتها انتشرت في وسائل الإعلام التونسية أخبار ومعطيات جديدة حول حقيقة مقتل الفنانة ذكرى على يد زوجها، وذلك على لسان شقيقها محمد الدالي الذي قال إنه تتوفر لديه معطيات جديدة وأسماء بعض الأشخاص المتورطين في مقتل أخته الأمر الذي يصل إلى عملية اغتيال، مشيرا إلى دول معينة تشير إليها أغنية « من يجرا يقول» التي قتلت صاحبتها في قضية سياسية مدفونة رغم أن كل أصابع الاتهام تشير إلى الاستخبارات السعودية!..