اغتيال القرن .. يدق ناقوس الموت لأمريكا

 

روحاني: الأمريكيون لم يدركوا أي حماقة كبرى ارتكبوا
ظريف: على أمريكا تحمل عواقب أعمالها الإرهابية
الفصائل الفلسطينية: جريمة الاغتيال شكلت نقلة نوعية في العدوانية الأمريكية الصهيونية على المنطقة

الثورة/عواصم /وكالات
أقيمت –أمس- مراسم تشييع القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني الشهيد “قاسم سليماني”، ونائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي الشهيد “أبو المهدي المهندس”، وعدد من المرافقين لهما الذين استشهدوا في قصف أمريكي قرب مطار بغداد فجر يوم الجمعة الماضي ولقد أظهرت لقطات مباشرة توافد آلاف العراقيين إلى وسط العاصمة العراقية بغداد، لتشييع قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي وعدد من الشهداء ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن رئيس الوزراء المستقيل “عادل عبد المهدي” وعدد من المسؤولين العراقيين وبعض قادة الاحزاب السياسية والدينية العراقية شاركوا في تشييع هؤلاء الشهداء الطاهرين وكان العديد من المشيعين يرتدون ملابس سوداء، ويحملون أعلاما عراقية وصوراً للشهداء وعلى رأسهم الشهيد “قاسم سليماني” وهذه المراسم الجنائزية الكبيرة والمشرفة تدل على عمق الروابط الاخوية بين الشعبين العراقي والايراني الشقيقين وتؤكد للولايات المتحدة وبعض الانظمة العربية العميلة أن العلاقات بين هذين الشعبين الشقيقين ستظل قوية وراسخة مهما حاكت تلك الانظمة الرجعية الخطط الخبيثة المؤامرات.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض وسائل الاعلام العراقية أنه تم إغلاق الطرق المؤدية إلى موقع التشييع في منطقة الجادرية وسط بغداد أمام المركبات وذلك بسبب توافد الآلاف من الجماهير الغفيرة العراقية إلى ساحة التشييع، ولفتت تلك الوسائل الاعلامية إلى أنه سوف يلي هذا التشييع الرسمي، تشييع شعبي على أن ينتقل من العاصمة العراقية بغداد ويتوجه الى كربلاء المقدسة قبل أن تُوارى الاجساد الطاهرة الثرى بجوار مرقد أمير المؤمنين الامام “علي” عليه السلام في النجف الاشرف.. ومن جهته أشار إعلام هيئة الحشد الشعبي إلى أن جثمان الشهيد “المهندس” وعدد من مرافقيع سيوارون الثراء في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف.
وفي نفس السياق ، أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري الايراني أن مراسم تشييع الشهيد اللواء “سليماني” ستجرى اليوم في مدينة مشهد المقدسة عند مرقد الامام علي بن موسى الرضا (ع) ويوم غدٍ الاثنين ستقام الصلاة بإمامة قائد الثورة الاسلامية آية الله السید علي خامنئي في جامعة طهران على أن يستكمل التشييع يوم الثلاثاء في محافظة كرمان مسقط رأس الشهيد القائد سليماني وذكرت العلاقات العامة للحرس الثوري الايراني مساء امس الأول أن الامام “الخامنئي” قام بزيارة منزل القائد سليماني وقدم التعازي لعائلته، ومن جهته صرح سفير الجمهورية الاسلامية في العراق “ايرج مسجدي” قبل بدء مراسم تشييع اللواء الشهيد قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العتبة الكاظمية المقدسة: “نحن ننتظر هنا في حرمين الامام موسى بن جعفر (ع) والامام الجواد (ع) حتى أن تصل الجثامين الطاهرة للشهداء كي يتم تشييعها ضمن مراسم مجللة إلى مدينة مشهد المقدسة”.
المصادر الميدانية التي حضرت مراسم التشييع في العاصمة العراقية بغداد، ذكرت أن المشيعين العراقيين رددوا الهتافات المنددة بأمريكا و”إسرائيل” المؤكدة على الانتقام لدماء الشهداء، وقالوا “كما قاتلنا الأمريكيين عام 2007م. سنقاتلهم مجدداً وسننتقم”. ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى إن المشيّعين رفعوا يافطات باللغة الانجليزية ترفض الوجود الأمريكي في بلادهم، وتؤكد أولوية إخراجهم.. وقال المشيّعون إن “الأرض التي أنجبت سليماني والمهندس ستنجب الآلاف مثلهما.. ولن يهدأ لنا بال حتى ننتقم من أميركا”، كما رددوا “شهداؤنا هم فخرنا.. وسنربي أولادنا على كره أميركا والانتقام لشهدائنا”، وأن “فصائل المقاومة ومعها الحشد الشعبي قادرة على تغيير المعادلة وعلى القوى السياسية اتخاذ موقف جاد”. وأكد المشيّعون “نحن حاضرون للالتفاف تحت راية الجهاد ضد أميركا.. وسنصل إلى كل عملائها في مجتمعنا”. وشددوا على أن “نقاء الدماء التي أريقت دفاعاً عن كل العراق سيوحد جهودنا في المقاومة التي ستشمل كل المنطقة”.. المشيّعون حذّروا “بعد دفن الشهداء سيكون لنا كلام آخر مع البرلمان الذي توجد أمامه غداً فرصة أخيرة”، لافتين إلى أن “هناك قوى من قبل مختلف المذاهب والتوجهات تؤكد أولوية المواجهة وإغلاق أذرع أميركا التي كُشفت”. ورفعت على السيارات التي تنقل الشهداء الإيرانيين أعلام ايران، كما ورفع عدد من المشاركين في الحشد صوراً للمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية “آية الله علي خامنئي” والأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”.

وأعلن سماحة قائد الثورة الاسلامية حدادا عاما لمدة ثلاثة أيام على روح اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الاسلامي.
من جانبه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الفراغ الذي تركه القائد سليماني لا يمكن ملؤه بسهولة، لأنه لم يكن فقط قائدا للعمليات العسكرية ومخططا رئيسيا لها، بل شخصية سياسية واستراتيجية متميزة لا نظير لها.
وقام رئيس الجمهورية حجة الاسلام حسن روحاني صباح أمس بزيارة منزل الشهيد الفريق قاسم سليماني، وأعرب عن مواساته لزوجة وأبناء الشهيد سليماني، مثمنا دور هذا القائد الاسلامي الكبير في جبهة المقاومة الاسلامية.
وقال الرئيس روحاني “إن جميع المسلمين والمحبين للحرية في العالم حزنيون لفقدان هذا الشهيد العظيم وليس فقط الشعب الإيراني” ، مضيفا : على الرغم من أن الشعب يدرك أبعاد وتضحيات هذا المجاهد الفذ، إلا أنه يجب توضيح وتنوير الرأي العام بالأعمال التي قام بها اللواء سليماني.
وأشار روحاني إلى أن سليماني كان قائدا لم يترجل عن صهوة جواده في ساحات الجهاد طوال السنوات الـ38 الماضية، وأن جهوده وتضحياته كانت على مدار الساعة، مؤكدا أن خدمات هذا الشهيد النبيل كانت لحماية الأمن في البلاد والمنطقة، خاصة شعوب العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان والتي لا تمحى من الذاكرة أبدا.
وأكد الرئيس الإيراني خلود اسم هذا الشهيد العظيم وتضحياته في قلوب الشعب الإيراني، مضيفا أن الجريمة التي ارتكبتها أمريكا ستبقى وصمة عار على جبينها وإحدى جرائمها التي لا تمحى من الذاكرة ضد الشعب الإيراني.
وشدد روحاني على أن الأمريكيين لم يدركوا ما ارتكبوا من خطأ كبير، وسيعانون آثار هذا العمل الإجرامي ليس فقط اليوم بل لسنوات قادمة.
وتابع رئيس الجمهورية قائلا : إن امريكا باتت حاليا وبلا شك أكثر نفورا وكراهية لدى الشعبين الإيراني والعراقي .
واضاف روحاني أن “الشهيد سليماني لطالما سعى من أجل الشعوب المضطهدة وأمن دول المنطقة، واليوم جميع المسلمين والأحرار في العالم يحزنون عليه”.
من جهته تحدث وزير الخارجية الإيراني عن العدوان العسكري الارهابي الأمريكي الذي أسفر عن استشهاد القائد سليماني ، وقال “إن النظام الأمريكي مسؤول عن عواقب هذا العدوان”.
وأكد محمد جواد ظريف أمس خلال لقائه وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أن إيران لا تريد توترات في المنطقة، وأن وجود وتدخل القوات الأجنبية في المنطقة يسببان عدم الاستقرار وانعدام الأمن وتصعيد حدة التوتر في منطقتنا الحساسة.
وكان وزير خارجية قطر التقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وركز الاجتماع على آخر التطورات في العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الوضع الجديد في العراق واغتيال القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني.
وخلال الاجتماع وصف وزير الخارجية القطري الوضع المتوتر الحالي في المنطقة بعد التطورات الأخيرة بأنه “حساس ومقلق للغاية” وقال: يجب إيجاد حل سلمي لتخفيف هذه التوترات وإحلال السلام في المنطقة.
كما وصف الجانبان العلاقات الثنائية في جميع المجالات بالجيدة جدا وأكدا على توسيعها وتعميقها.
يشار إلى أنه في أعقاب الجريمة الأمريكية طالبت وزارة الخارجية القطرية في بيان جميع الأطراف بضبط النفس وتجنيب العراق وشعبه وشعوب المنطقة عموما الدخول في حلقة العنف المفرغة.
وأكد كبير متحدثي القوات المسلحة الايرانية العميد ابوالفضل شكارجي أن ايران هي التي ستحدد وقت ومكان وطبيعة الرد على اميركا ازاء اغتيال قائد قوات “القدس” التابعة للحرس الثوري الفريق الشهيد قاسم سليماني.
وأشار العميد شكارجي في تصريح له الى أبعاد جريمة أمريكا في اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس، قائلا إن امريكا المجرمة ارتكبت هذه الجريمة لتحقيق هدفها الاستكباري في المنطقة لأنها كانت تعتبر الجنرال سليماني والسيد ابو مهدي المهندس هما الاساس في محاربة داعش.
وأضاف أن أمريكا كشفت عن وجهها الحقيقي بهذا العمل وأعلنت للعالم أنها مصدر جميع ارهابيي العالم وتتولى قيادتهم ودعمهم ، وأينما ضعف هؤلاء الارهابيون تتدخل أمريكا لدعمهم.
وتابع: الامريكيون يعرفون أن ايران لن تستعجل في الرد، وحتماً سيكون لدينا خطة لنرد على هذا العمل الارهابي بشكل طاحن وقوي في المستقبل القريب، لتعلم امريكا أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة لن يتقاعسوا في الرد على هذه الجريمة الارهابية.
وأردف قائلا: نحن من سيحدد مكان وزمان وكيفية الرد بالمثل وسنظهر الضربة القوية التي ستوجهها المقاومة والجمهورية الاسلامية، الجمهورية الاسلامية تعلن بصراحة أنها ستدافع عن محور المقاومة بكل قوة ولن تدافع وتقف بوجه نظام الهمينة وعلى رأسه أمريكا المجرمة والارهابية فحسب بل ستستخدم استراتيجية هجومية ضد امريكا ايضاً.
ونوه العميد شكارجي بضرورة خروج الامريكيين من المنطقة وإلا سوف يتلقون ضربات قاسية ويلحق بهم ضرر كبير.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي لقناة “سي.إن.إن ” إن اغتيال قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني يعادل شن حرب على إيران، وإن الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري.
روانجي وصف قتل سليماني بالمثال الواضح لإرهاب الدولة والعمل الإرهابي الذي يمثّل انتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
كلام روانجي جاء عقب إبلاغ إيران مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة باحتفاظها بحق الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي.
وكان دبلوماسي سويسري قد سلّم رسالة من واشنطن إلى طهران بشأن جريمة اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
الخارجية السويسرية قالت إنه تم إبلاغ القائم بالأعمال السويسري بموقف إيران، وفي المقابل سلَّم القائم بالأعمال رسالة من الولايات المتحدة للإيرانيين، من دون تقديم تفاصيل.
ومع اغتيال القائد الشهيد اللواء “قاسم سليماني” قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، ومجموعة أخرى من رفاقه من بينهم الشهيد “أبو مهدي المهندس” نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، سيبدأ بالتأكيد فصل جديد في المواجهة بين محور المقاومة الإسلامية وجبهة الاستکبار العالمي التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.
من المؤكد أن إيران والقوات المنضوية تحت محور المقاومة سترد بحزم على الجريمة الأمريكية الجديدة، بعد مهاجمة کتائب حزب الله العراقي في الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من أن الأحداث المستقبلية لا يمكن التنبؤ بها، لكن واشنطن بدأت الآن لعبةً خطيرةً لن تکون بالتأكيد الطرف الذي سينهيها.
في السنوات التي تلت تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة، علی الرغم من تزايد ضغوط البيت الأبيض على طهران وخاصةً في مجال العقوبات الاقتصادية، ونتيجةً لتصاعد التوتر بين البلدين في الخليج الفارسي، إلا أن ترامب نفسه کان يؤکد دائمًا على عدم رغبته في الانخراط عسكريًا مع إيران.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا أقدم البيت الأبيض علی ارتکاب هذه الجريمة خلافاً لاستراتيجية الحد من تورط الولايات المتحدة في غرب آسيا؟ وما هي التداعيات التي يمكن أن تترتب على الولايات المتحدة جراء ذلك؟
اغتيال اللواء سليماني هو بالتأكيد أكبر مقامرة أقدم عليها ترامب في فترة رئاسته، والتي يمكن أن تؤدي إلى هزيمته في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى عام واحد علی الانتخابات الرئاسية، بينما يبحث خصومه الديمقراطيون عن فرصة لتحدي سياساته.
وفي هذه الظروف من أجل فهم سبب قيام ترامب بهذه المقامرة الخطيرة يتعين علينا النظر إلى التطورات الاقليمية في الأشهر الأخيرة.
فبعد إسقاط طائرة “غلوبال هوك” الأمريكية في الخليج الفارسي، ورفض ترامب الانتقام خوفًا من عواقبه، وبينما قالت طهران إنها سترد بحزم على أي هجوم، تراجعت بشكل حاد آمال حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصةً الکيان الإسرائيلي والسعودية والإمارات في الرد العسكري الأمريكي على نفوذ إيران في المنطقة.
کذلك فإن هجوم أنصار الله الصاروخي وبالطائرات المسيَّرة على منشآت النفط السعودية التابعة لأرامكو أثار حسابات ترامب هذه المرة أيضاً وتساؤلات حول أسس اعتماد الدول الخليجية على قدرة الولايات المتحدة في الدفاع عنها في أوقات الحاجة، وزادت الانتقادات المحلية والأجنبية لترامب وسياساته في المنطقة، وهی السياسات التي اتبعت مطالب نتنياهو ومحمد بن زايد وجون بولتون، وبالتالي ليس فقط أثرت بشكل كبير على أمن القوات الأمريكية وحلفاء أمريكا في المنطقة، بل لم تقدم أي حل.
هذه العملية إلی جانب الفشل في المضي قدماً بملفات السياسة الخارجية الرئيسية الأخرى مثل الأزمة النووية لكوريا الشمالية والقضية السورية، وكذلك الاستجواب في مجلس الشيوخ أثارت قلق ترامب بشأن المستقبل، حتى أنه فهم أن إجراءات مثل التراجع عن المطالب الأولية للتوافق الاقتصادي مع الصين وإزالة أبي بكر البغدادي الذي بات ورقةً محروقةً فشلت في تخفيف هذه الضغوط.
في ظل هذه الظروف نفذ البيت الأبيض خطة مهاجمة قوات الحشد الشعبي وخاصةً حزب الله العراقي، ليعيد الاعتبار إلی سياسته الإقليمية، ويبعث برسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مفادها أنه ينبغي عليهم عدم الذهاب إلى محادثات مع طهران لتخفيف التوترات.
ومع ذلك فإن رد فعل الشعب العراقي الموحد في إدانة الجريمة الأمريكية ضد الحشد الشعبي والهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد قد عطل كل حسابات واشنطن.
البيت الأبيض، الذي کان يخشی ثأر العراقيين في الأيام المقبلة، بالنظر إلی التصريحات المهددة لأبي مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله العراقي – وضع علی جدول أعماله خطة اغتيال اللواء سليماني وأبي مهدي المهندس في إجراء انتحاري يمكن استخدامه لجعل نتنياهو وابن سلمان سعيدين مؤقتاً، ولكن هل نظر ترامب في النتائج التي ستترتب علی هذه الخطوة؟ بالتأكيد لا، وهذا ما أبرزته الردود المحلية المنتقدة لهذا الإجراء.
يريد ترامب استخدام اغتيال قائد قوة القدس والشخصية المهمة في الحشد الشعبي کدعاية إعلامية له، ولكن منذ الآن بدأ خصومه الديمقراطيون في توجيه سهام انتقاداتهم إليه مرةً أخرى، واصفين إياه بالجهل وقلة الخبرة، كما قال “جو بايدن” إن ترامب “وضع إصبع ديناميت في برميل بارود”.
في الواقع أصبح من الواضح الآن بعد هذه الجريمة أنه لم تتحسن الظروف بالنسبة لأمريكا فحسب، بل إن ردود الفعل في المنطقة والعالم أظهرت أن مقامرة ترامب الكبيرة كانت خطأً استراتيجياً من جانب واشنطن.
ترامب الذي کان يسعى إلى الخروج التدريجي من المنطقة، لخفض الإنفاق الأمريكي في غرب آسيا والتركيز أكثر على الصين عليه الآن التفكير في الخروج مع توابيت العسكريين الأمريكيين. وسياسات ترامب في المنطقة ستواجه في المستقبل القريب الفشل التام والمتواصل، وسيكون العراق بالتأكيد أول قطعة في هذا الدومينو.
يذكر أن الشهيد اللواء “قاسم سليماني” (62 عاماً)، كان قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري، الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية – وموفد بلاده الى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع القوات الحكومية في تلك البلدان لمحاربة والقضاء على كافة الجماعات الارهابية فيها، أما الشهيد “أبو مهدي المهندس” فقد كان رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يشكل جزءا من القوات العراقية، لكنّه كان يعتبر على نطاق واسع القائد الفعلي لذلك الحشد الشعبي.
تجدر الاشارة إلى أن الغضبُ العربي والإسلامي إزاء اغتيال “سليماني والمهندس” بث الرعب في قلوب بعض دول المنطقة العميلة، حيث كشفت العديد من المصادر الاخبارية، أن إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” تعيش يوما عصيبا جراء حدة التصريحات الإيرانية بالرد القاسي على قيامها بقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أمريكية الأمر الذي دفعها للتوسط بدولة أوربية ولم تقصر حالة الخوف والرعب الذي أحدثته جريمة اغتيال الشهيدين “سليماني” و”المهندس”، على الولايات المتحدة وإسرائيل، فقط بل امتدت لتشمل حلفاءها في المنطقة، فعلى غير عادتها بدت الإمارات والسعودية، متوجستين.
من جانبها نعت فصائل فلسطينية قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني .
حركة الجهاد الإسلامي قالت- في بيان – “ننعي قائدا فذا لم يجاره في موقفة وفي جهاده أحد منذ عقود في فلسطين وفي المنطقة”.
وأضافت أن “سليماني استهدفته يد العدوان الأمريكي الصهيوني، يد الشيطان الأكبر، وهو في خطوط المواجهة مع هذا الشيطان وارتقى شهيدا”.
وتابعت “لن ترتبك حركة المقاومة ولا محورها في المواجهة، ولن تتردد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين وبيت المقدس”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبرت عن إدانتها لـ”إقدام الإدارة الأمريكية على اغتيال سليماني”، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” في العراق.
وقالت الجبهة “هذا الاغتيال يشكّل نقلة نوعية في العدوانية الأمريكية وفي الحرب التي تخوضها بأشكال مختلفة مع الكيان الصهيوني ضد شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيها”.
وأضافت أن “انفلات الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني في الاستباحة والعدوان على أكثر من بلد عربي وآخرها ما جرى في العراق من عدوان واغتيال، يستدعي ردا منسقا وشاملا ومتصلا من قوى المقاومة ومن جميع الوطنيين في المنطقة”.
من جهتها، قالت حركة “حماس” في بيان، “تنعي الحركة القائد سليماني، وشهداء الغارة الأمريكية، وتتقدم بالتعزية للشعب العراقي الشقيق، باستشهاد عدد من أبنائه جراء الغارة الغادرة”.
وأضافت: “نتقدم بخالص التعزية والمواساة للقيادة والشعب الإيرانيين باستشهاد اللواء سليماني، الذي كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات”.
وتابعت الحركة “ندين هذه العربدة والجرائم الأمريكية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة، خدمة للعدو الصهيوني المجرم”.

قد يعجبك ايضا