الثورة /
أسماء البزاز
أوضح مراقبون أن يوم الـ 30 من نوفمبر المجيد هو يوم النصر والاستقلال ليس لأبناء الجنوب فحسب بل للشعب اليمني قاطبة، مؤكدين أهمية استلهام الدروس والعبر والأبعاد التاريخية والحضارية من معركة التحرر التي اسفرت عن طرد المحتل آنذاك متمثلا بالغزو البريطاني على عدن وما يشهده الجنوب اليوم من احتلال جديد وبأذرع استعمارية تتطلب من الجميع توحيد الصفوف لمقارعة المحتل وتحقيق أهداف الاستقلال والسيادة الوطنية:
عبدالله العامري – حقوقي وناشط استهل حديثه بقوله : هاهي ذكرى الـ 30 من نوفمبر التي أسعدت عدن خصوصا واليمن عموما بطرد آخر جندي من جنود الاحتلال البريطاني ، وما أسوأ ما تعيشه عدن الحبيبة هذه الأيام في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي المتعدد الجنسيات وهنا سيحتفل الأحرار بذكرى الـ 30 من نوفمبر وهم يواجهون ويتصدون لقوى العدوان والاحتلال مذكرين الغزاة الجدد بأن اليمن عصية على الغزاة وأنها مقبرة لهم بعكس العملاء والخونة الذين سيحتفلون بذكرى 30 نوفمبر ذكرى طرد الاحتلال البريطاني ذلك الغازي القديم في الوقت الذي نراهم يستقبلون غزاة جدداً ويقاتلون إلى جانبهم مشاركين في قتل وحصار أبناء شعبهم .
وقال العامري : في هذه الذكرى يجب أن تستلهم قوى العدوان السعودي الأمريكي الدروس والعبر مما حصل للاحتلال البريطاني والاحتلال العثماني لتدرك حجم المستنقع الذي وقعت فيه ، وتعي بأنه مهما كانت قوة المحتل وعدده وعتاده وظلمه وجبروته فمصيره الموت أو الهزيمة النكراء.
واستطرد حديثه بالقول : وعلينا نحن أن نستلهم من هذه الذكرى أنه لا خيار آخر أمامنا إلا الصمود في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي مهما اشتد حصاره ومهما ازدادت وحشيته ، فمثلما كانت ذكرى نوفمبر مشهدا مليئا بالصمود والاستبسال مليئا بالنصر والاعتزاز لكل اؤلئك الأبطال الذين خاضوا معركة التحرير والاستقلال فسنستلهم منها كل ذلك ونحن في مواجهة الاحتلال الجديد الذي تقوده أمريكا وأدواتها في المنطقة حتى يأتي اليوم المشهود يوم النصر الأكبر الذي بدأنا نشهد ملامحه تلوح في الأفق وما الهزائم المتلاحقة والخسائر المتصاعدة التي تمنى بها قوى العدوان إلا خير شاهد على ذلك .
الدروس والعبر
من جهته، أوضح وكيل وزارة الزراعة الدكتور محمد الحميري أن ذكرى الاستقلال وطرد الاحتلال البريطاني الغاصب للأرض والسيادة والقرار كمناسبة نحتفي بها سنويا ليس له من معنى وفائدة إلا إذا كنا نستخلص منها العبر والدروس ومنها أن الثقة بالله وبالحق وبالنفس تمنحك القوة ضد اكبر كبريات قوى الباطل فتطرده من نفسك ومن أرضك ومن بلدك ومن كل جوانب تشبثه بك أيّها الإنسان حيثما كنت وأيها اليمني وأيتها اليمنية ، كان هذا هو ما حدث عشية يوم الاستقلال اليوم الذي شهد خروج آخر جندي مستعمر بريطاني من بلادنا ومن جنوب وطننا الحر العزيز بأبنائه وأهله ورجاله وكل منتسبيه من الرجال والنساء والشباب والشيوخ، ونحن اليوم على أعتاب أشكال متعددة لذلك الاحتلال البغيض كلها تقف متوثبة تريد الانقضاض على اليمن كله أو أي جزء تستطيع الوصول إلى احتلاله ، وقد استجمعت معها كل انواع التسلح والاحتلال والإرهاب لإرهاب وإخافة المقاتل اليمني والمواطن اليمني ليسهل لها هزيمته وإزاحته حتى يترك لها الأرض والعرض ويفر خائفا مذعورا كما فرت هي من أمامه في مثل هذا اليوم قبل أكثر من 52 عاماً.
وأضاف الحميري : تأتي هذه الذكرى لتجدد ونحفظ عندنا تلك المعاني العظيمة التي استطاع اليمني من خلالها أن يستحضر كل الشجاعة والقوة الحقيقية ليجعل بريطانيا العظمى ومن لف لفها وحضر اليوم معها بقضها وقضيضها تفر مذعورة من أرض المعركة وإلا سيحدث لها أسوأ مما حدث لها في الفترة ما بين 1963م إلى يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م، هذه هي الأبعاد الدينية والوطنية والسياسية والحكيمة التي يجب استحضارها والتماسها واستلهامها في مثل هذه المناسبة لمواجهة تحالفات الشيطان والعدوان وأدواته من كل بني الإنسان وخاصة من يعمل على جمعهم وادارتهم شيطان الاحتلال بقيادة صهاينة البريطان والامريكان.
الجنوب
أما مستشار أمين العاصمة حسين السراجي فيقول : اليوم وفي ظل الوضع الاحتلالي القائم ما أحوجنا لاستلهام الدروس النوفمبرية، فالجنوب الذي قارع الاحتلال البريطاني بشرارة الـ 14 من أكتوبر 1963م وتوَّج ثورته برحيل آخر جندي غاز مستعمر في الـ 30 من نوفمبر 1967م اليوم محتل يواجه مطامع الأعراب وحقارتهم . الغازي المحتل السعودي والإماراتي كلاهما له مطامعه وأهدافه ومؤخراً طفت على السطح حقائق الاحتلال حيث الجزء الجنوبي ( عدن وأبين وشبوة ) للإماراتيين والمهم من ذلك كله ميناء عدن والمناطق الشرقية ( حضرموت والمهرة ) للسعودية والمهم من ذلك كله الوصول لبحر العرب .
مؤكدا أن اليمنيين بكافة مشاربهم مطالبون بتحرير الجنوب لكن الجنوبيين معنيون بالدرجة الأساس وعليهم تقع مسؤولية التحرير الأولى فقط وفقط عليهم استعادة الرشد للتوحد والتخلي عن الزعامات المعتقة التي ارتهنت للمحتل وقدَّمت له الجنوب بينما تضحي بالبؤساء من أبنائه خدمة لمشروع الصهينة العربي الاستعماري الاستحماري الجديد ومن يفهم ؟ الأحرار هم من يفهمون ومن سيقدمون على صناعة نوفمبر جديد وهذه المرة يقضي على الغازي المحتل السعودي الإماراتي .
منعطف تاريخي
نايف حيدان عضو مجلس الشورى بين أن 30 نوفمبر شكل منعطفاً تاريخياً مهماً في حياة الشعب اليمني وكان خروج آخر جندي بريطاني من عدن انتصاراً للإرادة اليمنية التي لا تقهر ، وبالرغم من العمر الطويل للاستعمار البريطاني لعدن إلا أنه مهما طال فمصيره الرحيل وكما ناضل الشعب اليمني شمالا وجنوبا وبمختلف الشرائح الاجتماعية ضد المستعمر الأجنبي فهذه سمة اليمني على مر العصور وسيناضل اليوم لطرد المستعمر الجديد ، من التاريخ المشرف لثورة إكتوبر .
ومضى يقول: إنه وباحتفالنا بجلاء آخر جندي بريطاني من أرض الوطن بـ 30 نوفمبر يجب أن ترسم لنا هذه المناسبة خطوطاً للنضال والتحرر من المستعمر الأقذر فبالتلاحم وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الدنيئة والرخيصة سنصل للمستوى الذي يجعل العدو يشعر بخيبة أمل في أن يحقق مشروعه الاستعماري، واليوم نشاهد كيف مخططاتهم وعبثهم بأبناء المحافظات الجنوبية وكيف الاستهتار والقتل والدمار يطالهم رغم عدم إعلان مقاومة المستعمر حتى الآن .فالتأخير في الترتيب لإعلان المواجهة يزيد التكلفة ويعقد المسألة ويساعد المحتل على زرع الجذور التي لن تجد لها أرضاً خصبة لانتشارها .
موضحا أن الشعب اليمني تعلم من الماضي دروساً وعلى العدو أن يعي وتجربة 5 سنوات كافية لمن يجهل من يواجه .
عنوان التحرر
من ناحيته أوضح الكاتب الإعلامي عدنان الظفري أن على اليمنيين استلهام الأبعاد من هذا اليوم العظيم في مواجهة المحتل وذلك لأن اليمنيين يخوضون معركة الشرف والكرامة نيابة عن الأنظمة العربية والإسلامية العميلة المنبطحة التي باعت مواقفها وشعوبها لقوى الاستكبار العالمي وعلى رأسهم الصهاينة والإمريكان وأذنابهم النظامين السعودي والإماراتي.
وقال الظفري : أي خزي وأي عار لأدوات المشروع الصهيوني الامريكي السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية وهي اليوم تتحدث عن ذكرى الاستقلال وهي مليشيا تعبث بدماء وأموال وأعراض المواطنين هناك في ظل غياب القانون والحريّة والأمان والأنكى من ذلك أنهم يرفعون صور وأعلام دول أجنبية محتلة .
مبينا أن من الدوس أيضاً أن كل المشاريع الصغيرة للعدوان المحتل من مشاريع مذهبية وطائفية ومناطقية وتمييز عنصري العنصري جميعها فشلت وتفتت أمام صخرة الوعي الكبير وثقافة مناهضة المحتل الذي يتحلى به اليمنيون اليوم وأن المناطق والمحافظات اليمنية الجنوبية التي ترزح تحت سيطرة ونيران المحتلون رغم ادعاءات تحررها يتجلى كل يوم فيها بل وكل ساعة وكل لحظة مدى الانهيار وفقدان الأمان والاستقرار والعيش الكريم رغم ما يضخه المحتلون فيها من أموال بأرقام خرافية تتعدى المليارات وأسلحة متطورة ودعم لا محدود في كافة الجوانب إلا أنه ليس هناك مقارنة بما تنعم به صنعاء وكل المناطق التابعة لها من أمن وأمان واستقرار وبين ما تعانيه المحافظات الجنوبية المحتلة وما تشهده من قمع وتنكيل وقتل واغتصابات وسجون تمتهن فيها كرامة المواطن وممارسات لعصابات العنف العنصري الذي تعمل وفق خطط المحتل في ارتكاب الجرائم وأعمال الاغتيالات وتمزيق النسيج الاجتماعي .
وأضاف: إن صنعاء وكل المحافظات التي تحت سلطتها اليوم ورغم ما تعانيه طوال خمس سنوات من عدوان غاشم وحصار ظالم إلا أنها ستبقى عنواناً التحرر من المحتل يرفرف في سمائها علم التحرر الحقيقي كيف لا وهي من أسقطت وصايا الارتهان والتبعية للخارج المحتل. فعندما نرى أن صنعاء يعيش فيها ويحكمها كل أبناء اليمن من محافظات الجنوب والشمال يتعايشون بسلام وأمان وإخاء عندها يتأكد لنا أن صنعاء تجني ثمار مناهضة ومقاومة ومقارعة المحتل.
احتمالات
وأما الحقوقي مطهر شرف الدين فيرى أن من طبيعة البيئة المحيطة بالفرد والجماعة وأثرها ودورها تساهم في تنشئة الجيل ،فعندما تكون لدى البيئة بشكل عام ومن ينتمي إليها النزعة الوطنية والدينية ويتربى أبناؤها على حب الوطن والأرض التي يعيش عليها وينتمي إليها وعلى عدم الرضوخ والاستسلام لإملاءات الأجنبي وتدخلاته أو التماهي معه والتي تسعى إلى بث الفرقة والعنصرية والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد فحينئذ يتكون لنا جيل قوي محباً لتربته ولجغرافيته ولحدوده ومتمسكاً بالمبادئ والقيم والثوابت الوطنية التي نشأ عليها وتربى من خلالها ، كما يتضح جلياً دور الزعامات وتوجهات العلماء والمفكرين والإعلاميين ومواقفهم وتأثير ذلك على المجتمع وأبنائه وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال المدارس وذلك بنشر ثقافة حب الانتماء للوطن ومناهضة كل طامع أجنبي بالدفاع عن الأرض والسيادة وحمايتها من أي احتمالات تفضي إلى فرض وصاية أو نفوذ يؤثر على القرار الوطني المستقل وينتهك السيادة ، وضرورة أن يتسلح أبناء اليمن بقوة الإيمان بالله ورسوله و الثقة والاعتماد على الله والتوكل عليه في مقارعة المحتل والطامع وما ينبغي أيضاً الاستعداد لذلك وبما يعزز القوة الإيمانية بما أمكن من وسائل وأدوات الدفاع عن الأرض والعرض للذود عن مقدرات الأرض و المواقع الاستراتيجية الهامة التي يطمع الأجنبي في الاستيلاء عليها .
وقال شرف الدين إنه وبلا شك فإن لثقافة الوازع الديني والوطني أهمية بالغة لا سيما استلهام ما تفوح به ذاكرة التاريخ من تجارب استعمارية سابقة على اليمن ينبغي الاستفادة منها في كيفية المواجهة الثقافية ونشر الوعي عن مخاطر الاستعمار أو المحتل والاستعداد والمواقف والتوجهات التي بدورها ستجعل القوى الطامعة تفكر وتعتبر قبل أن تقدم على أي عمل عدائي على اليمن ، فاليمن مقبرة الغزاة .
قناعات وطنية
من جانبه يقول عبدالرحمن اليحيري – قناة اليمن الفضائية أنه وفي خضم احتفالات بلادنا بأعياد سبتمبر وأكتوبر و قرب الاحتفال بعيد الجلاء المجيد الثلاثين من نوفمبر عيد جلاء آخر جندي بريطاني من الوطن نستلهم العديد من الدروس والعبر التي تجعلنا ندرك ما يمثله الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، ولعل أهم ما يمكن أن نوجزه في هذه الزاوية، أن اليمني عبر التاريخ لم يقبل أي محتل على أرضه مهما كانت قوته وسطوته، بل إنه ألحق بهم شر الهزائم فيخرجون منها يجرون أذيال العار، وهنا لابد أن يأخذ المحتل الجديد العبرة من سابقيه وأن مصيره سيكون أسوأ من سابقيه. وإن التعاون والتساهل والتخاذل إزاء دخول المحتل الجديد ليدنس تراب اليمن الطاهر؛ إنما هو خيانة لدماء الشهداء الذين طردوا آخر مستعمر من أرض اليمن قبل نصف قرن ومن قبلهم ثوار ثورة الرابع عشر من أكتوبر، وهنا لا بد من تذكير المحتل الغازي أن الدولة التي كانت لا تغيب عنها الشمس خرجت من اليمن تحت ضربات وتضحيات الشعب اليمني بكل فئاته، فكيف بالمحتل السعودي أو الإماراتي الذي لم يستطع حماية بيته وأسرته أن يطمع للسيطرة على قرار اليمني الحر أو احتلال أرضه.
مبينا أن اليمني الأبي لا ينسى حقه ولو بعد حين، فالمستعمر البريطاني لم يستطع أن يغير من قناعات أو أفكار أو مبادئ الشعب اليمني أو السيطرة عليه وإخضاعه أو القبول بالوصاية على مدى أكثر من 130 عاماً فكيف بمن يريد احتلال أرضنا، ودماء أطفالنا ونسائنا وشبابنا وشهداءنا لم تجف بعد بل مازالت تقدم الضحايا والتضحيات حتى الساعة في مواجهة العدوان والاحتلال.
داعيا كل أبناء الشعب اليمني إلى التنبه لأهداف ومقاصد الغازي والمعتدي لأن لنا مصيراً واحداً لا فكاك منه طال الزمن أم قصر.