كف كفك يا ذاك..
مها موسى
في نفق مظلم طويل جدا يقطن خفافيش الظلام وأصحاب الوجه والوجه الآخر.. يصمتون دهرا وعندما ينطقون ، ينطقون كفرا..
إنهم هم أنفسهم من غضوا طرف أعينهم عن فساد 40 سنة من عمر اليمن وشعبها وثرواتها التي تصل لمبالغ خيالية جدا..
فموقع اليمن جغرافيا وحده كفيلا بأن يرفع نسبة المعيشة للفرد الواحد إلى أضعاف ما كانت عليه وان تكون هناك استثمارات ضخمة وعلى أرقى مستوى وخدمات فعلية شاملة..
هذا كله فقط من الموقع فما بالكم بثروات المشتقات النفطية والثروات السمكية والزراعية وغيرها الكثير ، اليمن أرض غني بالثروات والمواد الخام.
ويأتي اليوم خفافيش الظلام يتصنعون النفاق- وهنا لا اقصد مجرد افراد بل قد يكونون منظمات او قنوات او احزاباً.. فمن كل ذلك توجد شرذمة تعمل على هذا النحو وفق مخطط وتنظيم دقيق..
فلو لاحظنا آلية التعامل مع أخبار اليمن مؤخرا بالتزامن مع بداية اندلاع الاحتجاجات في لبنان.. لم تعد تذكر قنوات إعلام العدوان اليمن ضمن أخبارها وبرامجها نهائيا، وفجأة بعد توجيه رئيس المجلس السياسي الاعلى المشير مهدي المشاط بملاحقة الفساد والفاسدين وتطهير الدولة ومؤسساتها من هذا السم المتفشي ، عادت هذه القنوات للحديث عن بلادنا و”لكن” بصورة تعكس توجيه القيادة السياسية بشكل يؤدي الى ضرب المجتمع في بعضه ، فمثلا تذكر أن صنعاء ومن فيها يتعرضون لانتهاكات وقتل وأسر وحالة من التنمر وأن الشركات الوطنية كان وضعها (كذا) وأصبح (كذا ) كل ذلك كخطوط عريضة تستفز من خلالها فقط شعور المواطن ، ويأتي بعد ذلك دور خفافيش الانفاق المظلمة، فتتناول إحدى القنوات المحلية التي لا اتشرف بذكر اسمها ، وتعد برامج تتحدث عن تفاصيل الخطوط العريضة التي تحدثت عنها قنوات العدوان ، وتستضيف موظفاً بإحدى الشركات الوطنية وتحديدا (شركة كمران الوطنية) وتقول له فيما معنى الحديث ” صف لنا وضع الشركة وايراداتها حاليا كيف كانت وإلى أين صارت ؟ وما السبب ؟؟”
فيجيب الضيف إن الإيرادات حاليا ضعيفة وان الشركة تشتغل بـ 30 % فقط من قدراتها الانتاجية ، بينما في 2017م كانت الشركة مزدهرة وايراداتها مرتفعة ، وأن السبب في ذلك هو إقصاء ” قيادات سابقة “كانت تعمل منذ العام 2015م حتى 2017م.. ومديح تلو المديح.
وهنا السؤال ومربط الفرس.. من هي هذه القيادة السابقة في تلك الفترة ولماذا تم إقصاؤها ؟
لقد كان رئيس شركة كمران سابقا المدعو “عبدالحافظ السمه” هذا الشخص المعروف بالفساد وله سجلات متواترة في ذلك ، وقد تم كشفه من قبل الدولة وفضح فساده علنا وتم بعد ذلك إقصاؤه.. وليس هذا فحسب بل انه كان يعمل على توريد إيرادات شركة كمران (الوطنية ) إلى دول العدوان ، طيلة فترة عمله في الشركة.. أي أنه كان يدفع ثمن الصواريخ التي تقتل اطفالنا ، وتهتك حرمة منازلنا، وتدمر بلدنا!!
ولم يكتف السمة بذلك ، بل إن الدولة عندما سحبت منه بساط الشركة واعادتها للوطن ، فر كسابقيه وارتمى صراحة في أحضان العدوان..
فهل هذه هي القيادة التي تشيد بها يا ذاك ؟!!