ابن سلمان ورؤية ٢٠٣٠
عبدالله الأحمدي
صرف محمد بن سلمان الكثير من الأموال للترويج والدعاية لما أسماه رؤية ٢٠٣٠ والتي ادّعى فيها أنه سينقل المملكة إلى مرحلة اقتصادية لا تعتمد على النفط ، لكنه ومنذ أن بشر السعوديين برؤيته ومستوى المعيشة في انخفاض وتدنّ كنتيجة للسياسات المتهورة التي ينتهجها ابن سلمان، رغم أنه ابتز الكثير من أموال الأمراء ورجال الأعمال والتي قُدرت بأكثر من ٥٠٠ مليار ريال سعودي.
ورغم فتح مدن المملكة للمجون والفجور، وإقامة الحفلات الماجنة تحت مُسَمَّى «الترفيه» إلا أن خزائن ابن سعود تبدو شبه فارغة.
يقول الكاتب ريان الدوسري: «إن خمس سنوات من الحرب استنزفت الاقتصاد السعودي والمواطن السعودي البسيط يدفع الثمن».
نسمع كل يوم أن رجال أعمال غادروا المملكة، والأسواق خالية، وانخفض سعر العقار بشكل كبير ، وبطالة متفشية، وتضخم. وكل ذلك بسبب رؤية الفقر ٢٠٣٠م.
ويقول موقع سعودي : «إن السعوديين خسروا ٢٠ ألف وظيفة خلال الربع الثاني من العام ٢٠١٩م ، وهو ما يعطي مؤشراً على تلكؤ لرؤية ٢٠٣٠ والتي كان من أبرز أهدافها توطين السعوديين في كثير من الوظائف الجديدة، خاصة في قطاع السياحة. ( المصدر هيئة الإحصاء في تقرير الربع الثاني ٢٠١٩ ).
المؤشرات تقول أن ابن سلمان وضع كل شيء في المملكة تحت مؤشر خطر؛ فالبطالة في ارتفاع، رغم تسفير ملايين من المقيمين الأجانب، ومستوى الإنتاج في تراجع والديون تتراكم على المملكة في الداخل والخارج إلى درجة أن صفقات سلاح قد انتهت في معارك الحدود ولم يسدد ابن سلمان أثمانها بعد.
محمد بن سلمان كان يأمل في طرح جزء من أسهم أرامكو في البورصة العالمية، وكان يُقدِّر قيمة أرامكو بتريليوني دولار ( يحسب لنفسه )، بينما قدر الاقتصاديون قيمتها بواقع ١/٢ تريليون دولار، لكن الضربة التي نفذها جيشنا البطل على منشآت أرامكو وألحق بها أضراراً فادحة جعل المستثمرين يحجمون عن الاقتراب من الاستثمار فيها.
ونتيجة للعجز في موازنة مملكة العدوان وتراجع تصدير النفط بعد ضربة ابقيق التاريخية والنزيف الذي تعانيه الخزينة السعودية نتيجة سياسة الحروب العدوانية التي ينتهجها ابن سلمان، ذهبت الأسرة السعودية إلى طرح أسهم من أرامكو في السوق المحلية في ظل شكوك المستثمرين المحليين في مستقبل هذه الشركة.
يرغم محمد بن سلمان رجال المال والأعمال في المملكة على شراء أسهم في أرامكو رغم الشكوك التي تعتري المواطن السعودي في شراء أسهم في شركة مستقبلها غامض.
الخبراء الاقتصاديون في الغرب يقللون من فرص نجاح أرامكو في المستقبل ويتوقعون نهاية البترول بعد خمسين عاماً، وهو ما يعني نهاية أرامكو ، أمر يجعل المستثمرين في العالم يحجمون عن شراء أسهم في أرامكو ، وخوف ابن سلمان من ذلك جعله يحجُم عن طرح أسهم من أرامكو في البورصات العالمية مكتفياً بطرحها محلياً.
الواشنطن بوست حذرت المستثمرين الغربيين من الاستثمار في بلد محكوم بنظام وحشي يقتل معارضيه ويصادر الحقوق والحريات.
نهاية النفط في السعودية يعني خسارة أرامكو ونهاية مملكة بني سعود، فهذا النظام قائم على وظيفة حراسة النفط للشركات والدول الغربية ، ونهاية النفط يعني نهاية وظيفة هذا النظام وتفكك المملكة وتشظيها.
ممارسة محمد بن سلمان على مستوى الداخل والخارج سوف تعجِّل بنهاية المملكة خلال عشرات السنين.