الثورة نت /
حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم أربعينية الفقيد ياسين ناشر التي أحياها منتدى الحداثة والتنوير الثقافي ورفاق وأصدقاء الفقيد اليوم ببيت الثقافة بالعاصمة صنعاء.
وألقى رئيس الوزراء كلمة شكر في مستلها اللجنة المنظمة لهذه الفعالية التأبينية ومنتدى الحداثة على اهتمامه وجمعه لهذه الكوكبة من رفقاء وزملاء الفقيد وأصحابه .. لافتا إلى أن المرحوم كان زميلا له في الدراسة وكان من ألمع الشخصيات الشبابية الطلابية الذين تميزوا منذ وقت مبكّر.
وأشار إلى أن زملائه كانوا يطلقون عليه لقب المفكر الشاب لقربه الكثير من المفكر الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب رائد حركة التنوير الذي خط مدرسة جديدة في الفكر اليساري التقدمي الإنساني .. موضحا أن المنهج الذي أتبعه باذيب هو من أقرب المناهج لتطويع الواقع بطريقة واقعية وسلسة وأفكاره النيرة لم تصل الناس بالمفهوم الواسع.
وتطرق الدكتور بن حبتور إلى الأوطان تحتاج إلى هذا الفكر لكي يعبر عن جزء من طموحات ومصالح الناس الذين يتوقون إلى الحرية والحداثة والتنوير.
وأوضح أن الفكر اليساري الليبرالي على أهميته يواجه اليوم تحديا كبيرا في أوربا في ظل بروز الفكر اليمني المتطرف .. مؤكداً أن المجتمعات المتقدمة لا تدار بعقل واحد وفكرة واحدة أو برؤية واحدة بل بتعددها.
وقال “إن المرحوم ناشر ظلم كثير في الحياة كغيره الكثيرين ربما لعدم وجود الظرف السياسي الذي يحقق مساهمتهم المؤثرة في خدمة وطنهم ومجتمعهم “.. مبينا أن المرحوم هو أحد أقطاب الفكر اليساري في اليمن الذي سعى دوما لإقناع زملائه والآخرين به.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن هناك وثائق فكرية لمجموعة من المفكرين اليمنيين هي بمثابة جواهر نفيسة ينبغي إخراجها إلى الواقع والاستفادة منها .. وأضاف” علينا أن نحلم كما حلم من سبقنا ونتطلع إلى الدولة المدنية التي تحفظ لي ولغيري أفكارنا وأفكار الذين نختلف معهم وللخصم السياسي أيضا أفكاره وحياته”.
وشدد على أهمية صون العلاقات الإنسانية وإن اختلفت الأفكار والرؤى والتوجهات السياسية .. معتبرا فكرة الاقصاء خطيرة وأقصت أشخاص كياسين ناشر وغيره كثيرين.
وذكر أن التطرّف في المذاهب السياسية لا يقل خطورة عن التطرف في المذاهب الدينية .. مطالبا بقراءة منفتحة لتجربة السبعين المهمة بأكثر من صيغة وأن يجتمع مفكرين متجردين لا يخلطون الفكر بالسياسة.
وأشار رئيس الوزراء أن من يربط الفكر بالسياسة ليس مفكرا وإنما سياسيا يقوم بتوظيف قدراته الفكرية من أجل السياسة وأحيانا من أجل التكسب أو الهيمنة أو السيطرة .. وقال” إن الوطن يحتاج إلى تعاضد الجميع من أجل انقاذه من مشاكله الداخلية والخارجية الكثيرة والتي لم تتوقف، فمنذ ١٩٦٢م حيث لا زال الوطن منذ هذا التاريخ في حالة جري متواصل حتى اللحظة “.
وفي الفعالية التي حضرها مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ووزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية أحمد القنع رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو إصبع، ألقيت كلمات من ابنة الفقيد هبه وعدد من زملائه ورفاق دربه عمر عبدالله عُباد وأحمد باخريبه وفؤاد عطاف وسامي عطا وأسامة القرشي إلى جانب كلمة ألقتها نور باعباد.
عددت الكلمات في مجملها مناقب الفقيد وفكره المستنير ومسيرة حياته التي طغى عليها حب الوطن والإنتماء الوثيق إليه .. لافتة إلى أن الفقيد ناشر كان موسوعة قانونية وكرس حياته المهنية لخدمة وطنه وتطوير المجال العدلي الذي رفد مكتبته بعدد من الكتب القانونية القيمة.
وأكدت الكلمات أن الفقيد حمل القيم النبيلة لليسار في ذاته وفي سلوكه اليومي وكان مثالا للالتزام القيمي والقدوة الطيبة في الإيثار وتغليب مصالح الوطن في حركاته وسكناته.
واعتبر المتحدثون رحيله فاجعة لأهله وزملائه ومحبيه وخسارة كبيرة للوطن الذي فقد برحيله مفكرا كبيرا ومدرسة في التشريع والقانون .. ٍسائلين المولى عز وجل أن يسكن روحه الطاهرة في واسع جنانه وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.