جاء توجيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالعفو والإفراج عن جميع المحتجزين على ذمة فتنة التمرد بصعدة¡ وكذا الخارجين على القانون في بعض مديريات لحج وأبين والضالع¡ والصحفيين المحكوم عليهم أو الذين لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم في الحق العام¡ مقترنا◌ٍ مع دعوة فخامته لكل أطياف العمل السياسي إلى إجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية¡ وترحيبه أيضا◌ٍ بالشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية من أجل مصلحة الوطن ولما من شأنه طي صفحة الماضي وإزالة آثار ما أحدثته أزمة 1993م وحرب صيف 1994م.
على أن التلازم هنا بين العفو عمن أخطأوا بحق وطنهم¡ وكذا الدعوة إلى الحوار والشراكة الوطنية يجسد حرص فخامة الأخ الرئيس على فتح صفحة جديدة تحتشد فيها الجهود الوطنية في اصطفاف واسع لبناء الوطن وصيانة منجزات ثورته ووحدته والحفاظ على أمنه واستقراره وثوابته الوطنية.
وبكل تأكيد فإن الشعب اليمني لن يحترم إلاø◌ِ من سيكون معه وإلى جانب توجهاته ومساراته التنموية والديمقراطية.
ومن مصلحة الجميع وفي مقدمتهم الشركاء في صنع الوحدة والدفاع عنها أن يتجنبوا إضاعة الفرصة الجديدة وعدم تفويتها تحت أي مبرر أو حسابات آنية وأن يحسنوا استغلال الفرص السانحة لإبراز وجودهم وحضورهم السياسي ونيل ثقة الجماهير¡ انطلاقا◌ٍ من التجاوب والتفاعل البناء والإيجابي مع دعوة رئيس الجمهورية للحوار والشراكة والوصول إلى توافق خلاق حول القضايا التي تهم الوطن.
إذ أن من المهم أن تبرهن أطياف العمل السياسي في الوطن أنها عند مسؤوليتها الوطنية وملتزمة بتقاليد العمل الديمقراطي التي يتصدرها مبدأ الحوار وأن خلافاتها وتبايناتها مع الحزب الحاكم لا تعني القطيعة كما أن ما جرى في الماضي ليس سوى سحابة صيف عابرة وقد انقشعت هذه السحابة بدعوة رئيس الجمهورية إلى فتح صفحة جديدة واستشراف المستقبل من أجل الوطن بدلا◌ٍ من التمترس في زوايا الماضي.
والحقيقة أن ما نحتاجه اليوم ليس الدوران في حلقات مفرغة بل لابد وأن ينصهر العمل الحزبي والوطني بصورة عامة بالحياة العامة وذلك لن يتأتى ما لم يرتق كل بأدائه إلى المعايير التي تقتضيها الشراكة الوطنية¡ وموجبات المواطنة عن طريق التحلي بالسلوك الديمقراطي وأخلاقيات الاختلاف والتباين في وجهات النظر طالما كان هناك قاسم مشترك هو اليمن.
وإذا كان قدرنا كأبناء وطن واحد أن نمضي معا◌ٍ فإن قدر هذا الشعب أن يحافظ على ثوابته الوطنية وعدم السماح لأي كان بتجاوزها أو محاولة النيل منها.
وإذا كان فخامة رئيس الجمهورية قد بادر إلى تهيئة الأجواء أمام الجميع للانخراط في حوار وطني مسؤول بدون شروط أو مقدمات¡ فإنه بذلك قد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية ومن المهم عدم إضاعة فرصة كهذه تتيح لكافة الشركاء العمل معا◌ٍ في إطار رؤية توافقية مشتركة تخدم المصلحة العامة التي ينبغي أن تكون غاية ما يسعى إليه الجميع¡ باعتبار أن الوطن هو ملكنا جميعا◌ٍ.
Prev Post
Next Post